التهديدات الإرهابية في الشرق الأوسط تنعش سياحة أوروبا
تأثرت حركة السياحة سلباً في المنطقة العربية بسبب تصاعد وتيرة التهديدات الإرهابية، التي تشكل مصدر قلق للمسافرين والسياح، فيما استفادت العديد من الوجهات الأوروبية التقليدية من هذه التهديدات والتوترات في العالم العربي، خاصة الوجهات الأقل تكلفة والتي تمثل منافساً للدول العربية ذات السياحة الرخيصة مثل مصر.
وقال تقرير لجريدة "التايمز" البريطانية إن الحجوزات السياحية على دول جنوب أوروبا ارتفعت بأكثر من 25% بسبب تصاعد وتيرة التهديدات الارهابية في شمال إفريقيا وبعض مناطق الشرق الأوسط، خاصة مصر وتركيا، حيث يجد الكثير من السياح في إسبانيا والبرتغال بدائل عن السفر الى هذه الوجهات.
وكانت جمعية وكلاء السياحة والسفر في بريطانيا قد دعت السياح الى تجنب السفر الى المنتجعات والمدن التقليدية المزدحمة في الشرق الأوسط، بدعوى أنها قد تكون أهدافاً محتملة لعمليات إرهابية، وقالت إن مدن شرق أوروبا قد تكون بديلاً مناسباً عنها.
وقالت الجمعية إن الحجوزات السياحية على البرتغال للصيف المقبل ارتفعت بنسبة 29%، مقارنة عما كانت عليه الصيف الماضي، أما الطلب على العطلات في إسبانيا فارتفع بنسبة 26%، فيما ارتفعت الحجوزات على إيطاليا بنسبة 12%، وارتفع الطلب على قبرص بنسبة 18%، كما ارتفع الطلب على مالطا بـ 5%.
يشار إلى أن شركة الخطوط الجوية البريطانية لا تزال ممنوعة من السفر إلى منتجع شرم الشيخ في مصر، الذي كان يمثل وجهة سياحية نشطة بالنسبة للبريطانيين، الأمر الذي يؤثر بشكل كبير في حركة السفر إلى هناك، فيما يسري الحظر على كافة شركات الطيران البريطانية، وذلك منذ إسقاط الطائرة السياحية الروسية بتفجير تبناه تنظيم "داعش" في شهر نوفمبر من العام الماضي.
وجاءت القيود على سفر السياح البريطانيين إلى مصر بعد شهور قليلة من مقتل 31 سائحاً بريطانيا في هجوم إرهابي استهدفهم بتونس، وهو ما أدى إلى تراجع كبير في الطلب على العطلات هناك، وفي الوقت ذاته شهدت تركيا عدداً من الهجمات الإرهابية والتفجيرات التي أدت هي الأخرى إلى زيادة المخاوف من السفر إلى هناك.
ومنذ سقوط الطائرة المصرية القادمة من باريس، تنشغل أغلب وسائل الإعلام الغربية في تحليل ما إذا كان سقوطها ناتج عن عملية إرهابية أم لا، فيما ينشغل الكثير من المحللين في العالم الغربي في الحديث عن الوضع الأمني في مصر والمنطقة العربية، ودرجة الأمان في السفر إلى هناك.