تعرف أبرز ثلاثة أحزاب معارضة تقلق أردوغان

عرب وعالم

اليمن العربي

في حين أن تركيز وسائل الإعلام العالمية والمراقبين والمحليين يتركز على أردوغان وحزبه، حزب العدالة والتنمية، جنبا إلى جنب مع حليفه حزب الحركة القومية اليميني، فإن المعارضة التركية تعطي إشارات متزايدة على وجود تغييرات مهمة وتحولات عميقة.

 

فهذه المعارضة قدر لها العمل في بيئة "استبدادية تنافسية"، لكنّها تقدّم اليوم نفسها بشكل أكثر قوة وتماسكا من خلال ثلاثة احزاب تقلق أردوغان وهي، حزب الشعب الجمهوري والحزب الصالح وحزب الديمقراطية والتقدم.

 

هذا الحضور القوي للمعارضة تمثل في تجديد أساليبها وعلاثتها مع الرأي العام التركي رافقته عملية محسوبة للتحول والتكيف مع الاحتياجات والتوقعات الناشئة لجزء متزايد من المجتمع التركي.

 

من خلال استكشاف طرق جديدة لتجاوز حالة الاستقطاب الذي يجعلهم أقرب إلى المجتمع النابض بالحياة، ومن خلال البحث عن فهم جديد للقومية تفتح آفاقًا جديدة، فإن أحزاب المعارضة الثلاثة هذه لديها القدرة على الظهور ليس فقط كبدائل سياسية مهمة ولكن أيضا باعتبارها انعكاسا للتغيير المجتمعي.

 

فيما يتعلق بأيديولوجيتهم المعلنة وتوازناتهم الداخلية وإمكاناتهم كبدائل سياسية في المشهد السياسي التركي. ينظرالى حزب الشعب الجمهوري بأنه المكون السياسي الرئيسي للمعارضة أما الحزب الصالح وحزب الديمقراطية فأنهما يظهران اتجاها تصاعديا موحدا في استطلاعات الرأي الأخيرة.

 

ومع حداثة تأسيس حزب الديمقراطية والتقدم بزعامة أحمد داود أوغلو إلا أنه يبدو أنه يتبع هذه ديناميكية رصينة في الوقت الحالي تمنحه أهلية للنزول إلى جانب أحزاب المعارضة لمواجهة أردوغان وحزبه.

 

لقد كانت المرحلة الأولى من مراحل مسيرة حزب العدالة والتنمية الحاكم ممن يعرفون بالديمقراطيين المحافظين قد توجت بذلك الانتصار الانتخابي في عام 2002، ومنذ ذلك التاريخ تحرك حزب العدالة والتنمية الحاكم ورئيسه، أردوغان، نحو نهج سياسي تحدده أجندة إسلامية وقومية بشكل كبير.

 

تم تكثيف هذا النهج بعد التحديات التي طرحتها انتفاضة جيزي في أوائل صيف 2013 والصراع المفتوح مع فتح الله غولن الذي اندلع في وقت لاحق من ذلك العام.

 

 لم يؤد الانقلاب الفاشل في يوليو 2016 سوى إلى تفاقم حالة انعدام الأمن في داخل النظام الحاكم فضلا عن مشاعر التهديد، الأمر الذي أدى بدوره إلى تكثيف سلطته السياسية.

 

تتميز هذه الفترة المستمرة في السياسة التركية بالاستقطاب العميق ، والعجز الديمقراطي، وانتكاسة كبيرة للحريات الفردية وحقوق الإنسان - وخاصة المرأة - مع المواجهات المستمرة بين الحكومة والمعارضة.

 

وبالتالي، فإن محاولة توضيح موقف الأخير أمر مهم لموازنة التحليل السياسي المتمحور حول أردوغان وحزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية بشكل حصري.

 

 هذا الإهمال لبيئة الأحزاب التركية الأخرى يؤدي إلى فهم خاطئ للسياسة التركية وبالتالي إلى صورة مشوهة لدينامياتها الداخلية. والأكثر من ذلك، أن ذروة الموقف الاستبدادي نيابة عن الحكومة تشكل تحديا وشيكًا للمعارضة من أجل الاستجابة الفعالة للمطالب المجتمعية المتزايدة لمسار مختلف.

 

أن البيئة الاستبدادية الحالية في تركيا، والتي تهيمن على الديناميكيات السياسية - وإلى حد ما الاجتماعية - في البلاد، هي أمر شديد التأثير في تشكيل سلوك واستراتيجيات المعارضة.

 

وإن إمكانات وديناميكيات هذه الأخيره مهمة ويمكن أن تلعب دورا محفزا للتغيير في تركيا لأن "النظام السياسي في تركيا لا يزال سلطويا تنافسيا"، وهذا عامل رئيسي يؤدي في الواقع إلى تحولات أيديولوجية وعملية عميقة داخل أحزاب المعارضة ويتيح لهم الفرصة للنمو وأن يصبحوا أداة للتغيير السياسي بسلوكهك سلوكا سياسيا مخالفا تماما لسلوك الحزب الحاكم ورؤيته.