زعيم المافيا التركية يواصل هدم المعبد على رأس نظام أردوغان

عرب وعالم

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

 

واصل زعيم المافيا التركية، سادات بَّكَرْ، نشر فضائح نظام الرئيس رجب طيب أردوغان؛ التي من شأنها ضرب استقرار حكومة العدالة والتنمية.

ووفق ما ذكره الموقع الإلكتروني لصحيفة "جمهورييت" المعارضة، الخميس، كشف بكر عن فضيحة جديدة خلال الفيديو السادس ضمن سلسلة مقاطع الفيديو دأب على نشرها مؤخرًا على موقع "يوتيوب".

وقال بكر في الفيديو السادس إن وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، يراقب ويتنصت على المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالين، ومدير مكتب الرئيس، حسن دوغان.

بكر قال إن قالين نشر تغريدات على تويتر، لإعلان دعمه لسليمان صويلو، بعد هجوم زعيم المافيا عليه قبل أيام.

كما أشار إلى أنه أيضا يتم التنصت على حسن دوغان، مدير مكتب الرئيس التركي، متسائلا: "أي نوع من الرجال يكون سليمان صويلو يا ترى؟".

وأكد بكر أن قادة العدالة والتنمية يمكنهم خداع أعضاء حزبهم، لكنهم لا يستطيعون خداعه هو، فهو لا تنطوي عليه ألاعيبهم، على حد تعبيره.

نجل صويلو وتجارة المخدرات

كما كشف زعيم المافي، عن تورط أنغين صويلو نجل وزير الداخلية التركي، في تنفيذ أكبر عملية تهريب مخدرات قبل عام ونصف العام من خلال سياراته الخاصة.

ووفقًا لصحيفة "جمهورييت" قال بكر إن ابن صويلو الذي يحمل لوحات سيارات مرخصة من إحدى الشركات التركية التي تدعى «Motors Yeniköy»، والمملوكة لشخص يدعى نفزات كايا، هرّب نصف كيلو من مخدر الهيروين، بالتعامل مع تلك الشركة.

وأوضح أن السيارات الفخمة التي يتباهى بها ابن صويلو، وتتغنى بها وسائل الإعلام التركية، ما هي إلا من أجل إقناع الرأي العام بأنه لا توجد شوائب عليهم.

وقال إنه قبل إتمام العملية بـ10 أيام ابتز أنجين صويلو، نفزات كايا وقطع معه الاتصالات، وأخبره أنه سيحبسه إذا لم يدفع له 5 ملايين دولار.

كشف الأوراق وتشهد تركيا منذ أيام حالة من التلاسن بين نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وزعيم المافيا سادات بَّكَر، المقرب من الحكومة.

وقبل عام غادر سادات بكر الأراضي التركية لكنه أطلق تصريحات حول العلاقات المثيرة بين كل من السلطة والسياسة والمافيا والصراع الذي يدور حول مراكز القوى في البلاد، وذلك عقب عملية أمنية استهدفت 48 من رجاله في تركيا خلال أبريل/نيسان الماضي.

وفضح زعيم المافيا التركي هذا الصراع بالتأكيد على أنه من أجل الحصول على حصة الأسد من الأموال التي تأتي من تجارة النفط والغاز وأيضا المخدرات والكوكايين.

كما تعهد زعيم المافيا التركية في تلك الفيديوهات بأنه سيزيح الستار عن “الأعمال القذرة” التي أقدم عليها مجموعة “البجع” الإعلامية التابعة لعائلة أردوغان، مثل تجارة الأسلحة في مناطق الصراع، وعلى رأسها سوريا.

لكنه تجنب ذكر اسم أردوغان بشكل صريح، في رسالة تترك الباب مفتوحًا لمساومة محتملة معه من أجل العودة إلى ما يسمونه “قانون السكوت”.

ومع أن زعيم المافيا يركز في هجومه على محمد أغار المنتمي إلى التيار القومي اليميني الذي يمثله في التحالف الحاكم حزبُ الحركة القومية بقيادة دولت باهجه لي، ومجموعة البجع، من دون ذكر اسم أردوغان، إلا أن المحللين يؤكدون أنه يعلم جيدا أن كل “الأعمال القذرة”، التي يذكرها، يتم ارتكابها تحت سمع وبصر الرئيس التركي بل بتوجيهات مباشرة منه.

اتهامات لصويلو زعيم المافيا انقلب أيضا على سليمان صويلو وزير الداخلية الحالي بعد أن عجز عن تحقيق وعوده له بحمايته وتأمين طريق عودته إلى تركيا وإيقاف القضايا المرفوعة ضده.

وقال إن سليمان صويلو هو من أبلغه بالعملية الأمنية المعدة ضده ورجاله في تركيا ليتمكن من الهروب إلى تركيا عبر المطار رغم محاولات وزير الخزانة والمالية السابق، براءت ألبيرق، صهر أردوغان، منع انطلاق طائرته في 2020.

ولفت إلى تناقضاته فيما يتعلق بوصفه “زعيم تنظيم إجرامي” رغم الامتيازات التي حصل عليها بفضله، منها تخصيص حرس رسمي له في رحلاته الخارجية.

من جانبه، ذكر سادات بكر في مقطع فيديو أنه داهم صحيفة "حرييت" الموالية في عام 2015 بناءً على طلب أحد نواب حزب العدالة والتنمية، بسبب خبر انتقد أردوغان.

وفقًا لما نشرته صحيفة "جمهورييت"، الخميس، أعلن بكر أن أحد نواب حزب العدالة والتنمية طالبه بمداهمة لصحيفة.

وقال بكر في مقطع فيديو نشره اليوم, "قمت بمداهمة صحيفة حرييت. يمكنكم التحقق من ذلك بمراجعة إشارة الهاتف الخاصة بهذا النائب في ذلك الوقت".

يذكر أنه عام 2015 تعرضت صحيفة «حرييت» التركية للهجوم من قبل مجموعة من حوالي 200 شخص ردًا على تصريحات نقلتها الجريدة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وبحسب خبر صحيفة «حرييت» حينها، كسر المتظاهرون أولاً الحاجز عند مدخل الحديقة وحاولوا دخول المبنى بخرق الأمن.

وفي وقت سابق زعم برلماني تركي معارض أن وزير الداخلية، منح زعيم المافيا بكر “جهاز تشويش”، لتجنب التنصت على اتصالاته الهاتفية.

جاء ذلك في تصريحات أدلى بها علي ماهر باشارير، البرلماني عن حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة في البلاد، الثلاثاء الماضي.

وخاطب باشارير وزير الداخلية التركي قائلا: "أنت أرسلت معه حرسًا شخصياً إلى خارج البلاد.. وأعطيته الحق في استخدام خدمات كبار الشخصيات. وأقولها من هنا لأول مرة إنك منحته شيئًا آخرًا ألا وهو جهاز التشويش، كي لا يتم التنصت عليه وألا يتم تسجيل مكالماته وألا تتم ملاحقته".

وعلى خلفية هذه الاتهامات التي وجهها زعيم المافيا لوزير الداخلية، خرجت العديد من أحزاب المعارضة تطالب صويلو بتقديم استقالته، فضلا عن تشكيل لجنة للتحقيق فيما قاله بكر.

على الصعيد نفسه، اعتقلت الشرطة التركية، 3 أشخاص على صلة بزعيم المافيا، بسبب كشفه عن تورط عناصر من الحكومة التركية، في قضايا فساد، على رأسهم وزير الداخلية، سليمان صويلو.

ووفقًا لما ذكره موقع «تي 24» التركي، نفذت شرطة بودروم عملية اعتقال 3 أشخاص، بزعم صلتهم بزعيم المافيا التركية، دون مزيد من التفاصيل.

وسادات بكر، مطلوب أمنيًا وفق نشرة حمراء عممتها السلطات التركية، منذ أكثر من عام، بتهم تتعلق بـ«الجريمة المنظمة» وتجارة وتهريب المخدرات، بالإضافة إلى استهداف شخصيات أكاديمية ومدنية.

وعرف سادات بكر بقربه من الأوساط الحاكمة، سواء حزب العدالة والتنمية أو حليفه حزب الحركة القومية. وتوجد صور له تبرز تأييده لكلا الحزبين، إضافة إلى وجود صور له يرفع شعاري «الذئاب الرمادية» و«رابعة».