القصة الكاملة لجريمة مرعبة في مصر

أثار مقطع فيديو جدلاً واسعاً على وسائل التواصل الاجتماعي في مصر، أظهر إجبار مجموعة من الأشخاص على تقديم أكفانهم خلال إنهاء خصومة.

وكشفت النيابة العامة المصرية عبر صفحتها على "فيسبوك" التفاصيل الكاملة للمقطع الذي جرى تداوله على الشبكات الاجتماعية تحت عنوان "فيديو الكفن".

وظهر في الفيديو مجموعة من الأشخاص بمنطقة عين شمس في العاصمة المصرية القاهرة تجبر آخرين على تقديم ثلاثة أكفان للعفو عنهم بعد مشاجرة اندلعت بين الطرفين.

وجاء في بيان النيابة العامة أن الواقعة بدأت عندما استعرض أحد المتهمين وآخرين من ذويه القوة على عاملِينَ بمركب نِيليّ يملكها المجني عليهم الثلاثة وروعوا مَن فيها وأتلفوها.

وأُبلغت الشرطة بالواقعة وأُخطرت النيابة العامة بها فأمرت بضبط المتهمين وإحضارهم، ولعلم أحد المتهمين بذلك خطَفَ وآخرون معه عاملًا بالمركب بدافع الانتقام.

وأضاف البيان: "حاول وسطاء إنهاء النزاع بين الطرفين ولكنهما رفضا الصلح بينهما، وبعد إخطار الشرطة بذلك هددت عائلة المتهمين عائلة المجني عليهم بإيذائهم هم وذويهم وقتلهم وحرق المركب، وألقوا الرعب في نفوسهم وأجبروهم بذلك على التنازل عن المحضرين المحررين بشأن واقعتي الشجار بالمركب والخطف، فحاول وسطاء الصلح بينهم مرة أخرى حتى اتفق الطرفان على تحديد يوم 9 مايو/أيار لعقده".

وتابع: "في هذا الموعد توجه المجني عليهم الثلاثة في رفقة وسطاء إلى مسكن المتهمين ففوجئوا فوْرَ وصولهم بإشهار المتهمين وآخرين معهم أسلحة نارية وبيضاء في وجوههم، واقتيادهم من السيارة التي كانوا يستقلونها إلى مسكنهم وتهديدهم بإيذائهم، وقبل إدخالهم المسكن أَحضَرَ المتهمون ثلاثةَ أكفان وأجبروا المجني عليهم على حملها وتقديمها إلى ثلاثة من المتهمين مِمَّن كانوا طرفًا في الشجار الواقع بالمركب سلفًا، وصورهم أثناء ذلك بقصد إهانتهم واستعراض القوة والسطوة عليهم، كما اعتدوا عليهم عليهم بالسب والتهديد بالقتل والإيذاء وأرغموهم على تقبيل يدي وقدمي والدة المتهمين المقدمة الأكفان إليهم وطلب العفو منها".

وأشهر المتهمون مرة أخرى بنادق آلية وخرطوش ومسدس في وجه المجني عليهم وهددوهم بالقتل، وأطلقوا سراحهم بعد فترة من احتجازهم نزولًا على طلب أحد الوسطاء، وعلى إثر ذلك تم تداول مقطع مصوّر تضمن تقديم المجني عليهم الأكفان للمتهمين بمواقع التواصل الاجتماعي بعدما نشره أحد أفراد عائلتهم تنكيلًا بالمجني عليهم.

ورصدت إدارة البيان بمكتب النائب العام مقطع الفيديو، وبعرضه على النائب العام أمر بسرعة التحقيق في الواقعة.

وسألت النيابة العامة المجني عليهم الثلاثة وأحد الذين اضطلعوا بالوساطة بينهم وبين المتهمين، ووردت تحريات الشرطة بصحة ارتكاب المتهمين الواقعة وحددتهم.

وأمرت النيابة العامة بضبط 14 متهماً وأُلقي القبض على 9 منهم، من بينهم والدة ثلاثة من المتهمين التي ظهرت بالمقطع، واستُجوبوا فيما نُسب إليهم من خطفهم المجني عليهم الثلاثة بالتحيل والإكراه، واحتجازهم، واستعراضهم القوة واستخدامهم العنف والتهديد ضدهم بقصد ترويعهم وتخويفهم بإلحاق الأذى بهم لفرض السطوة عليهم وإرغامهم على ما قاموا به في المقطع المصوَّر المتداول، وكان من شأن ذلك إلقاء الرعب في نفوسهم وتكدير أمنهم وسكينتهم وطمأنينتهم وتعريض حياتهم وسلامتهم للخطر والمساس بحرياتهم الشخصية واعتبارهم، فضلًا عن حيازة المتهمين أسلحة نارية آلية وبيضاء، وكذا اعتداؤهم على حرمة حياة المجني عليهم الخاصة بتصويرهم في مكان خاص بغير رضائهم ونشرهم التصوير.

وأنكر المتهمون ما أُسند إليهم من اتهامات وادعوا بأن مجريات ما حدث خلال المقطع المصور كان متفقاً عليه فيما بينهم وبين المجني عليهم، وأمرت النيابة العامة بحبسهم احتياطيًّا على ذمة التحقيقات.

وانتقلت النيابة العامة لمعاينة العقار محل الواقعة فتبينت تطابق معالمه مع ما ظهر منه في المقطع المصور المتداول، وعثرت بطابقه الأرضي على أكفان مما ظهرت في التصوير، وجارٍ استكمال التحقيقات.