"غزة-إسرائيل".. 4 أيام من المواجهات الدامية بانتظار "تهدئة دائمة"

عرب وعالم

اليمن العربي

على وقع ترقب عملية عسكرية برية، يتواصل التصعيد بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، وسط دعوات إقليمية ودولية للهدوء.

 

فمع حلول صباح اليوم الخميس، جددت تل أبيب غاراتها الجوية على قطاع غزة مستهدفة مناطق متفرقة، ردا على الرشقات الصاروخية التي تطلقها الفصائل الفلسطينية تجاه الأراضي الإسرائيلية، والتي بلغت حتى اليوم نحو 1600. اعترضت القبة الحديدية معظمها.

 

بنك الأيام الأربعة

 

أكثر من 650 هدفا كانت تحت القصف الإسرائيلي في قطاع غزة منذ بدء العملية العسكرية قبل 4 أيام، وفق ما أعلنه الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، اليوم الخميس.

 

وقال أدرعي في بيان: "دمرنا بشكل كبير جدًا منظومة تصنيع الأسلحة التابع لحماس والجهاد الإسلامي".

 

وأضاف: "خلال ساعات الليلة استهدفنا 7 أهداف من بينها 3 للأمن الداخلي في حي الرمال (وسط مدينة غزة) وبيت لاهيا (شمال) وخانيونس (جنوب)، بالإضافة إلى مكتب قائد الأمن الداخلي، كما قصفنا فرعيْن للبنك الاسلامي الوطني التابع لحماس".

 

كما تم استهداف منزل قائد مخيمات وسط القطاع التابع لحماس، ونفق حفرته حماس تحت إحدى المدارس.

 

وأوضح المتحدث نفسه أن العملية العسكرية شهدت أيضا "تدمير 3 أبراج كانت تستخدمها حركة حماس".

 

ومنذ تصاعد العنف الإثنين الماضي، قُتل 67 فلسطينيا في غزة، وأصيب المئات، وفقا لوزارة الصحة في القطاع، فيما سجلت إسرائيل مقتل سبعة أشخاص وإصابة 200 آخرين لديها.

 

ومن بين القتلى الفلسطينيين 10 مسؤولين كبار في حماس والجهاد- بحسب أدرعي.

 

تحرك بري إسرائيلي

 

في هذه الأثناء، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي جوناثان كونريكوس، إن بلاده أعدت قوات قتالية على طول حدود غزة وكانت في "مراحل مختلفة من التحضير للعمليات البرية" ، في خطوة من شأنها أن تذكر بعمليات التوغل المماثلة خلال حربي إسرائيل وغزة في عامي 2014 و 2008-2009.

 

وقال كونريكوس إن رئيس الأركان الإسرائيلي "يتفقد تلك الاستعدادات ويقدم الإرشادات ... لدينا مقر قيادة وثلاثة ألوية مناورة في غزة يعدون أنفسهم لهذا الوضع ولحالات الطوارئ المختلفة."

 

الدبلوماسية من أجل الهدوء

 

ووسط مخاوف من أن العنف قد يتصاعد ويخرج عن نطاق السيطرة ، تعتزم واشنطن إرسال مبعوثها هادي عمرو لإجراء محادثات مع إسرائيل والفلسطينيين.

 

تحرك أمريكي تزامن مع دعوة 3 دول مجلس الأمن لعقد جلسة علنية حول التصعيد بين إسرائيل والفلسطينيين.

 

وبحسب ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية عن دبلوماسيين فإن تونس والنرويج والصين تمثل هذه الدعوة.

 

ومن المنتظر أن تعقد هذه الجلسة العلنية يوم غدٍ الجمعة لتصبح الثالثة من نوعها خلال أسبوع واحد حول التصعيد بين الطرفين، وفقا للدبلوماسيين.

 

وأمس الأربعاء، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن بعد حديثه إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: "أتوقع وآمل أن يتم إغلاق هذا (التصعيد) عاجلا وليس آجلا ، لكن إسرائيل لها الحق في الدفاع عن نفسها".

 

وقال مكتب نتنياهو إن الأخير أبلغ الرئيس الأمريكي أن إسرائيل "ستواصل العمل لضرب القدرات العسكرية لحركة حماس والجماعات الأخرى الناشطة في قطاع غزة".

 

وكان دبلوماسي غربي صرّح مفضلا عدم الكشف عن اسمه، أن هادي عمرو، نائب مساعد وزارة الخارجية الأمريكية للشؤون الفلسطينية والأمريكية، سيزور إسرائيل وفلسطين، لبحث التهدئة.

 

وأوضح المصدر أن "عمرو كان على تواصل مع كلا الطرفين منذ بدء الأزمة، وبالتالي هو سيبني على ما تم إحرازه حتى الآن من أجل تحقيق التهدئة". وسط ترجيحات بوصوله اليوم الخميس.

 

وفي وقت لم يشرح بايدن أسباب تفاؤله، كان نتنياهو قد أعلن في وقت متأخر من يوم أمس، رفض بلاده مقترحات وقف عملية حارس الأسوار في قطاع غزة، وذلك ردا على تصعيد الفصائل الفلسطينية.

 

وجاء موقف نتنياهو خلال اجتماع المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية "الكابينت".

 

ووفق ما أوردته هيئة البث الإسرائيلي، فقد طلب نتنياهو من المجلس الوزاري خلال الجلسة، المصادقة على توسيع العملية العسكرية ضد حركة حماس والمنظمات الأخرى في قطاع غزة على خلفية التصعيد الأمني.

 

وبعد 3 أيام من التصعيد والقصف المتبادل، أبدت حركة "حماس"، بالأمس، استعدادها المشروط لوقف إطلاق النار، وفق ما نقلت الخارجية الروسية، عن مسؤول كبير في الحركة.

 

 خطوة جاءت بعد ساعات قليلة من إعلان إسرائيل توجيه ضربة قوية لقيادات ميدانية في كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، وقتل عدد منها، لكنها تثير تساؤلات حول مدى استعداد الحركة لمواصلة النزاع، وتأثرها من استهداف قادتها.

 

في المقابل، استبعد وزير الدفاع الإسرائيلي بيني جانتس التوصل إلى هدنة مع الفلسطينيين قبل تحقيق هدوء طويل الأمد على حدود قطاع غزة.

 

وتوعد جانتس في تغريدة له، بأن الجيش الإسرائيلي سيواصل هجماته حتى تحقيق الأمن طويل المدى على حدود غزة.

 

شرارة التصعيد

 

وشنت إسرائيل هجومها الذي أسمته "حارس الأسوار" بعد أن أطلقت حماس صواريخ على مدن إسرائيلية بينها تل أبيب ردا على اشتباكات بين الشرطة الإسرائيلية وفلسطينيين في المسجد الأقصى بالقدس الشرقية خلال شهر رمضان.

 

وتصاعدت المواجهات في الأقصى قبل جلسة استماع للمحكمة الإسرائيلية - مؤجلة حتى الآن - يمكن أن تؤدي إلى إخلاء عائلات فلسطينية من منازل في حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية.

 

وبالنسبة لإسرائيل، شكّل استهداف تل أبيب تحديا جديدا في المواجهة مع حماس التي تعتبرها تل أبيب وواشنطن جماعة إرهابية.

 

تشكيل الحكومة الإسرائيلية..مكانك قف

 

وأدى الصراع الجاري إلى تجميد محادثات معارضي نتنياهو بشأن تشكيل ائتلاف حاكم بعد الانتخابات الإسرائيلية غير الحاسمة التي جرت في 23 مارس/أذار الماضي، وإخفاق الأخير في تشكيل الحكومة.