"داعش" يواجه معركة تطهير عراقية سورية في الفلوجة والرقة

عرب وعالم

تحرير الرقة و الفلوجة
تحرير الرقة و الفلوجة

يواجه تنظيم داعش هجومين واسعين ضد اثنين من أهم معاقله في العراق وسورية؛ الأول يقوده الجيش العراقي في مدينة الفلوجة، والثاني أطلقه تحالف كردي عربي في الرقة السورية، وذلك بغطاء جوي من التحالف الدولي بقيادة واشنطن.

والهجومان هما الأهم في سورية والعراق منذ إعلان التنظيم المتطرف "الخلافة الإسلامية" في صيف العام 2014.

وفي سورية، أعلنت قوات سورية الديمقراطية المؤلفة من تحالف فصائل عربية وكردية على رأسها وحدات حماية الشعب الكردية، أمس اطلاق عملية لطرد تنظيم داعش من شمال محافظة الرقة، معقله في سورية.

وأكد المتحدث باسم الجيش الأميركي الكولونيل ستيف وارن من مقره في بغداد هذه المعلومات. وقال ان "قوات سورية الديمقراطية بدأت عمليات لتطهير المناطق الريفية الشمالية، وهذا يضع ضغوطا على الرقة"، مؤكدا ان الجيش الأميركي سيشن غارات جوية لدعم تلك القوات التي دربتها وجهزتها الولايات المتحدة.

وقال انه يوجد في الرقة ما بين 3 و5 آلاف من مقاتلي تنظيم داعش، مشيرا إلى انه من غير الواضح متى سيتم شن الهجوم على مدينة الرقة نفسها.

وصرح مسؤول أميركي اخر طلب عدم الكشف عن هويته ان قوات سورية الديمقراطية تسيطر على اراض اثناء توجهها إلى الرقة "الا انها لا تهاجم الرقة" نفسها.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان ان طائرات التحالف شنت أمس عشرات الضربات شمال مدينة الرقة.

وقال وارن انه في حال سقوط الرقة "ستكون هذه بداية نهاية خلافتهم".

وكتبت قوات سورية الديمقراطية على تويتر نقلا عن القيادية في هذه القوات روجدا فيلات "نبدأ عملية تحرير شمال الرقة بمشاركة جميع وحدات قوات سورية الديمقراطية" وبدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن.

وتمهيدا لتقدم قوات سورية الديمقراطية، بدأت منذ صباح أمس طائرات التحالف بقصف مواقع المتشددين في ريف الرقة الشمالي كما في مدينة الرقة وأطرافها الشمالية، بحسب ما افاد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن.

واسفرت الغارات، وفق عبد الرحمن، عن مقتل "22 عنصرا من التنظيم المتطرف على الاقل".

ويأتي الهجوم بعد ثلاثة أيام على زيارة قائد القوات الاميركية في الشرق الأوسط الجنرال جوي فوتيل إلى شمال سورية "للتحضير للهجوم على الرقة".

وترى واشنطن ان قوات سورية الديمقراطية هي الطرف الاكثر فعالية لقتال تنظيم داعش، خاصة انها نجحت بطرده من مناطق عدة في شمال وشمال شرق سورية منذ تأسيسها في تشرين الاول (اكتوبر) الماضي.

كما ان قوات سورية الديمقراطية تضم في صفوفها وحدات حماية الشعب الكردية، التي كانت خاضت معارك شرسة في مواجهة تنظيم داعش وطردته من مدن استراتيجية عدة بينها كوباني (شمال حلب) وتل ابيض وعين عيسى (شمال الرقة).

ولم تحدد قوات سورية الديمقراطية ان كان الهدف النهائي من استعادة ريف الرقة الشمالي هو السيطرة على مدينة الرقة نفسها.

وعرضت روسيا بدورها التنسيق مع واشنطن في هجوم الرقة. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف "اقول بكل ثقة اننا مستعدون لمثل هذا التنسيق".

وكانت واشنطن رفضت سابقا اقتراحا روسيا بشن غارات مشتركة في سورية.

وأكد لافروف "بالطبع الرقة هي واحدة من أهداف التحالف ضد الإرهاب، تماما مثل مدينة الموصل العراقية".

وتعد السيطرة على الرقة إلى جانب الفلوجة والموصل في العراق الهدف الاكبر للتحالف الدولي بقيادة واشنطن.

وقال الخبير في الجغرافيا السورية والباحث الزائر في معهد واشنطن فابريس بالانش "من الواضح انه في حال ارادت الولايات المتحدة القضاء على تنظيم داعش، فعليها مهاجمته من جبهات عدة في الوقت ذاته".

واضاف "ان قطع طريق الرقة - الموصل ليس صعبا اليوم، وذلك سينهي اسطورة داعش العابرة للحدود".

وفي العراق، شددت القوات العراقية الطوق على مدينة الفلوجة في محافظة الانبار وضيقت الخناق على تنظيم داعش المتحصن داخلها، ما يزيد المخاوف على المدنيين الذين يمنعهم المتشددون من الخروج.

ويقدر مجلس اللاجئين النروجي اعداد السكان العالقين بالفلوجة بنحو 50 الفا.

وقال المدير الاقليمي للمنظمة في العراق نصر مفلحي في بيان ان "العائلات التي عانت نقصا في الغذاء والدواء طوال الاشهر الماضية، اصبحت الآن وسط الاشتباكات ومن المهم للغاية ان تمنح طرقا امنة للخروج لكي نتمكن من مساعدتها".

وافاد احد سكان الفلوجة خلال اتصال مع فرانس برس ان "داعش لا يزال يفرض حظرا للتجول على السكان ويمنعهم من الخروج لكنه سمح للبعض بالوقوف امام ابواب منازلهم".

واضاف الرجل الذي قدم نفسه باسم أبو محمد الدليمي ان "اعداد عناصر التنظيم في المدينة بدات تتقلص. لا نرى الا مجموعات من شخصين او ثلاثة في الشوارع، لا نعلم اين ذهب الآخرون".

وبدأت القوات العراقية أول من أمس هجوما واسع النطاق لاستعادة مدينة الفلوجة. وأعلن رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي مساء أول من أمس انطلاق "عملية تحرير الفلوجة" مضيفا "اليوم سنمزق رايات الغرباء السود الذين اختطفوا هذه المدينة والعلم العراقي سيرفع ويرفرف عاليا فوق أراضي الفلوجة".

وحققت القوات العراقية تقدما باتجاه المدينة، اذ قال الفريق رائد شاكر جودت قائد الشرطة الاتحادية ان "القوات الاتحادية تقدمت باتجاه الفلوجة من الجهة الشرقية من ثلاثة محاور".

كما أعلنت قوات الحشد الشعبي، وهي فصائل غالبيتها شيعية تدعمها إيران وتشارك القوات العراقية في العملية، انها تمكنت من السيطرة على مناطق في الاطراف الجنوبية للفلوجة.

وفي حال تمكنت القوات العراقية من استعادة الفلوجة، فلن يبقى سوى ثلاث بلدات اقل اهمية هي القائم وراوه وعانه لطرد المتشددين من محافظة الانبار الحدودية مع سورية بالكامل.

وقال الخبير في شؤون التنظيمات المتشددة هشام الهاشمي "الفلوجة مهمة بالنسبة لهم، وإذا خسروها لن يبقى من البؤر الصعبة إلا الموصل والرقة"