العربي يدعو وسائل الإعلام العربية للقيام بدورها في مواجهة الأزمات بالمنطقة

عرب وعالم

نبيل العربي
نبيل العربي

أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي أهمية اجتماع مجلس وزراء الإعلام في ظل استمرار وازدياد التحديات التي يواجهها الوطن العربي، والتي تتمثل في اضطراب الأوضاع السياسية بصورة غير مسبوقة واشتداد الصراعات والنزاعات المسلحة في بقاع مختلفة من المنطقة، وهو الواقع الذي يفرض على وسائل الإعلام العربية مسؤوليات والتزامات كبيرة للقيام بالدور المنوط بها في تناول هذه التحديات والأزمات والتجاوب مع احتياجات الشعوب العربية.

 

وشدد العربي ، في كلمته الأربعاء أمام الجلسة الافتتاحية لأعمال الدورة العادية السابعة والأربعين لمجلس وزراء الإعلام العرب التي عقدت برئاسة مملكة البحرين ، على أن الأحداث التي تشهدها المنطقة تحتم على وسائل الإعلام العربية التمسك بالمهنية والموضوعية والمصداقية والحيادية التامة، ومراعاة الفرق بين حرية التعبير والمساس بالأديان والمقدسات والتعرض للأمن القومي وسلامة الدول.

واشار إلى أنه في ظل هذه الأحداث يجب أن تسعى وسائل الإعلام دائماً لإبراز أهمية الحوار والموضوعية في العرض ومراعاة الابتعاد عن العنف وعن الطائفية.

ونبه العربي إلى أن تفشي ظاهرة الإرهاب في السنوات الماضية أصبح أحد أبرز التحديات التي تواجه الدول العربية، وتهدد الأمن القومي وسلامة أراضيها وشعوبها، مؤكدا أن ضربات الإرهاب المتلاحقة التي أصابت عددا كبيرا من دول العالم وكان على رأسها عدة دول عربية، تتطلب تعزيز العمل العربي المشترك على جميع الأصعدة لمواجهة ومكافحة هذه الظاهرة واقتلاعها من جذورها.

وأشار العربي إلى أن ظهور عدد من التنظيمات الإرهابية مثل داعش ومن قبلها القاعدة وغيرها، وإقبال أعداد ليست بالقليلة من الشباب العربي على الانسياق وراء هذه الأفكار والانتماء لها قد سلط الضوء على التدهور الفكري والمعرفي والثقافي الذي يعاني منه قطاع كبير من الشباب الذي أصبح فريسة سهلة للانسياق وراء الأفكار المتطرفة والهدامة التي تبثها تلك التنظيمات، وهو الأمر الذي يدق ناقوس الخطر لينذر بمستقبل شديد التعقيد إذا لم يتم اتخاذ جميع التدابير اللازمة حياله.

وقال العربي "إننا نعول على الإعلام العربي للقيام بمهام أكثر تأثيراً حيال مخاطبة الغرب بشأن قضية الإرهاب".

وأكد العربي أنه على الرغم من تزايد التحديات التي تواجه الأمة العربية على مدار السنوات الماضية، إلا أن القضية الفلسطينية ستظل دائماً القضية المركزية لجميع الحكومات والشعوب والتي تؤكد على ضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة منذ عام 1967 وإقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وفقاً للقرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية، وكذلك إيجاد حل عادل وشامل لقضية اللاجئين الفلسطينيين استناداً إلى قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194 لعام 1948.

وقال العربي إنه مع استمرار إسرائيل في ممارساتها غير القانونية لتهويد مدينة القدس الشرقية وهدم المنازل وإجراء تغيير ديموغرافي وتغيير أسماء الشوارع وتهديد المسجد الأقصى، وتغيير تركيبة المدينة التاريخية والاستيلاء على حضارتها وتراثها الإسلامي والمسيحي، لابد من تأكيد مسؤولية الأمم المتحدة ومنظماتها ذات العلاقة والمسئولة عن حماية الشعب الفلسطيني ومقدراته وأملاكه بالإضافة إلى دورها في دعم الحق الشرعي للشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة.

وأكد أنه يقع على عاتق الإعلام العربي مسؤولية كبيرة ودور شديد الأهمية في دعم القضية الفلسطينية وتحريك الرأي العام العالمي لصالحها، الأمر الذي يستلزم وجود منبر إعلامي عربي موجه للغرب يهدف إلى تعريف الشعوب الغربية بتاريخ القضية الفلسطينية، وقضايا اللاجئين والأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، وعرض موقف الدول العربية وتأكيد دعمها الكامل للقضية وحقوق الشعب الفلسطيني.

من جانبه طالب الدكتور سلطان الجابر وزير الدولة الإماراتي رئيس المجلس الوطني للإعلام بدولة الإمارات العربية المتحدة بضرورة تضافر الجهود للقضاء على محاولات تشويه الحضارة العربية والإسلامية والتصدي للتطرف والإرهاب واجتثاث جذوره الفكرية.

وطالب الجابر، رئيس الدورة السادسة والأربعين لمجلس وزراء الإعلام العرب، بتعزيز التنسيق ليقوم الإعلام العربي بدور فاعل في تسليط الضوء على القضايا التي تشهدها الساحة العربية بما في ذلك إيضاح الجهود الكبيرة التي يبذلها التحالف العربي في مكافحة الاٍرهاب في اليمن ونجاحاته الاخيرة في مواجهة تنظيم القاعدة هناك.

ودعا الجابر في هذا الصدد إلى الوقوف مع المملكة العربية السعودية ودعم جهودها في تأمين استضافة حجاج بيت الله الحرام بعيدا عن أي أبعاد سياسية.

واقترح الجابر توسيع نطاق ميثاق الشرف الإعلامي العربي بحيث يشمل أيضا الإعلام الإلكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي خاصة وأن هذه الخطوة ستسهم في تحصين المجتمعات العربية ضد التطرّف والإرهاب.

وكان وزير شؤون الإعلام بمملكة البحرين علي الرميحي دعا إلى تفعيل الاستراتيجية الإعلامية العربية لمكافحة الإرهاب وتطوير دور الإعلام في مواجهة هذه الآفة الخطيرة باعتبارها ظاهرة دولية لا حدود ولا وطن ولادين لها، مشددا على الموقف العربي الراسخ بإدانة الإرهاب بجميع صوره وأشكاله مهما كانت دوافعه ومبرراته والالتزام بنشر القيم الإنسانية والتعاليم الدينية الداعية إلى الوسطية والتسامح والتعايش السلمي ونبذ التطرف والتشدد والغلو وتجريم العنف والإرهاب.

وقال الرميحي، في كلمته أمام الجلسة الافتتاحية للدورة الـ47 لمجلس وزراء الإعلام العرب والتي انطلقت أعمالها اليوم الأربعاء بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية، إن ما يشهده العالم العربي من فوضى إعلامية ناتجة عن ضعف الانضباط القيمي والأخلاقي أو قصور المساءلة أو إساءة استغلال الأجواء الإعلامية المفتوحة في بث الشائعات أو تهديد الأمن القومي ومخالفات الآداب العامة بحاجة إلى التعاطي معها بأساليب مبتكرة وآليات تشريعية وتنفيذية متكاملة ومتطورة ترتقي بالرسالة الإعلامية العربية في إطار المسؤولية المهنية ورفع قدراتها على التأثير والتنافسية في مواجهة الحملات المضادة .

ودعا الرميحي، الذي تسلم رئاسة الدورة من سلطان الجابر وزير الدولة الإماراتي رئيس المجلس الوطني للإعلام بدولة الإمارات العربية المتحدة، إلى متابعة الإجراءات الفنية والتشريعية لوقف بث القنوات الفضائية المسيئة أو المحرضة على الكراهية الدينية والطائفية أو التطرف والإرهاب .

وطالب الرميحي بتقديم الشكاوى إلى المنظمات الدولية بخصوص القنوات الإقليمية والأجنبية المثيرة للفتنة والمعادية للدول العربية استنادا إلى مخالفتها للعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية والذي يحظر أي دعوات تحريضية على الكراهية أو العداوة أو العنف أو تهديد الأمن القومي والنظام العام أو مخالفة الآداب العامة .

ونبه الرميحي إلى التهديدات التي تواجه الأمة العربية سواء أمنية أو فكرية و التدخلات الإقليمية والدولية في الشؤون الداخلية للدول العربية عبر مخططات عدوانية بوسائل إعلامية وسياسية وأمنية لنشر التطرف والإرهاب وإشاعة الفوضى والكراهية وجر المنطقة إلى حروب طائفية أو إنشاء كيانات فاشلة منقسمة بديلة للدول الوطنية القوية والمتماسكة وبث الشائعات والأكاذيب لعرقلة المسيرة التنموية والديمقراطية العربية .

وعبر الرميحي في هذا الصدد عن اعتزاز بلاده بالمشاركة في التحالف العربي الإسلامي بقيادة المملكة العربية السعودية لحماية الأمن القومي العربي والوحدة الإسلامية ومحاربة التنظيمات الإرهابية المتطرفة والتصدي لتدخلات إيران العدوانية في شؤون العديد من دول المنطقة العربية من بينها مملكة البحرين وتورطها في العمل على زعزعة الأمن والاستقرار وإثارة الفتنة الطائفية ودعم الجماعات الإرهابية فيما يمثل انتهاكا خطيرا وسافرا للشرعية الدولية ومبادئ حسن الجوار والأخوة الإسلامية .

وطالب بضرورة التصدي للتحديات الراهنة التي تواجه المنطقة عبر استراتيجية إعلامية عربية موحدة لحماية الأمن القومي العربي بجميع أبعاده السياسية والاقتصادية والأمنية والفكرية وبناء إعلام عربي موحد ومتطور يخدم مصالح الدول العربية وشعوبها ويصون وحدتها واستقلالها وسلامة أراضيها ويحمي هويتها الثقافية ويعزز مكتسباتها التنموية والحضارية في مواجهة أعمال العنف والإرهاب والتدخلات الخارجية المعادية.

ونبه الرميحي إلى ضرورة تفعيل السياسات والبرامج الإعلامية العربية في التوعية بالقضية الأولى في العالم العربي والإسلامي وهي القضية الفلسطينية والعمل على حماية القدس والمقدسات الإسلامية وتأكيد الدعم الكامل لحقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس .