صحف عربية تسلط الضوء على ميليشيات تركيا والإخوان في ليبيا

عرب وعالم

اليمن العربي

تتصاعد المطالبات الإقليمية والدولية بضرورة إخراج جماعات المرتزقة والقوات الأجنبية من الأراضي الليبية، وهي مطالب تتفق معها مختلف الأطراف في الساحة المحلية، التي اكتوت بنيران وجود هذه الجماعات، بسبب دورها في عملية الاقتتال التي استمرت في البلاد لأكثر من 10 سنوات، تم خلالها تدمير البنية التحتية، وأهدرت الثروة النفطية لدولة كانت تعد من أكثر الدول غنى واستقراراً في المنطقة.

 

وبحسب صحف عربية لاتزال الميليشيات تضع المتاريس أمام بناء الدولة المدنية الديمقراطية، بعدما أصبحت غير مرغوبة في أي مكان في ليبيا.

 

وقالت صحيفة "البيان" في مقال للكاتبة ليلى بن هدنه، إن الميليشيات المسلحة والمدعومة من أطراف محلية ودولية عدة تريد مواصلة تدمير المؤسسات الليبية والإبقاء على الانقسامات بهدف إعاقة قيام الدولة، وإضعاف وتفتيت الهوية الوطنية، مشيرة إلى أنها (الميليشيات) "لها أثر خطير وهدّام على بنية وأساس الدولة الليبية، وإن نجحوا سابقاً في تحقيق ذلك في ظل الفوضى، لكن النجاح المرتبط بالانتهازية لا يستمر أبداً حين يقترن بالحقد واللؤم".

 

وأضافت الصحيفة أن "الميليشيات هذه المرة ستجد حائط صد ليبي فقد "بلغ السيل الزبى وما عاد المواطن الليبي يتحمل المزيد من الفوضى والعنف، فالمواقف المتشددة ستتجه نحوها الأنظار، وستتحول إلى حلقات ضعيفة بعدما نجحت حكومة الوحدة الوطنية في تحقيق بيئة سلام كفيلة بإحباط أي مناورات لإعادة البلاد إلى المربع الأول"، حيث أن هناك إرادة حقيقية في الوقوف جميعاً بحزم وشدة، ضد هذا التيّار الجارف الذي يستهدف ليبيا كياناً وشعباً. على اعتبار أن أغلب العواصف التي غيّبت وأخفت ليبيا هي قائمة على أساس حكم الميليشيات".

 

ونبهت الصحيفة إلى أن "إنهاء تواجد الميليشيات والمرتزقة مهمة صعبة للغاية ولكن ليست مستحيلة، إذا ما عالجت الحكومة حالة الانقسام التي تعيشها البلاد وتم ضبط السلاح بيد الجيش، وعندها ستنحسر هذه القوى تدريجياً وتختفي من ساحة الوطن بقوة القانون، فالمرحلة الراهنة تتطلب تماسك المجتمع، وقوة الدولة، ما يساهم في إنهاء الفترة الانتقالية بكل ما رافقها من أعراض مرضية".

 

من جانبها أشارت صحيفة "الشرق الأوسط" إلى أن وزيرة الخارجية في حكومة الوحدة الليبية نجلاء المنقوش باتت في مرمى النيران الدعائية والإعلامية لمعسكر تركيا وتنظيم "الإخوان"، بعدما طالب الشيخ الصادق الغرياني، مفتي ليبيا المعزول من منصبه، سكان العاصمة طرابلس وعملية بركان الغضب التي تشنها القوات المحسوبة على الحكومة بمظاهرات مناوئة لها وداعمة لبقاء من وصفه بـ"الحليف التركي".

 

وذكرت الصحيفة أن الهجوم الإخوان على المنقوش لا علاقة له بشخصها وأنما هي إحدى وسائل الميليشيات لإظهار تململها من تعيين قيادة جديدة لجهاز الاستخبارات الليبية، بعدما أصدر المجلس الرئاسي برئاسة محمد المنفي قراراً، بتكليف حسين العايب رئيساً لجهاز الاستخبارات خلفاً للرائد عماد الطرابلسي أحد قادة ميليشيات طرابلس.

 

وتصاعدت الحملة الدعائية المناوئة للمنقوش بعدما طالبت تركيا بإنهاء تواجدها العسكري وسحب "المرتزقة" الموالين لها على الأراضي الليبية. وامتنعت الحكومة عن التعليق على تلقي المنقوش تهديدات، أو تعرضها لضغوط لإقالتها من منصبها.في حين حظيت المنقوش بدعم أمريكي رسمي وعلني لافت للانتباه، عبّر عنه السفير الأمريكي لدى ليبيا ريتشارد نورلاند، الذي نقلت عنه السفارة الأمريكية قوله "نؤيد تماماً دعوة وزيرة الخارجية المنقوش الواضحة لخروج القوات الأجنبية في صالح السيادة الليبية والاستقرار".

 

وأشارت صحيفة "العرب" إلى أن "قراءات الأوساط الليبية تختلف، مع تحركات حكومة الوحدة الوطنية لاسترضاء إقليم برقة الواقع تحت سيطرة الجيش، ففي حين يرى البعض أنها خطوة لتعزيز الثقة بين الشرق والغرب وإسقاط الحواجز التي تشكلت بعد نحو عقد من الحروب، ينظر آخرون إلى تلك الخطوات كمحاولة لاستبعاد القائد العام للجيش المشير خليفة حفتر بهدوء من المشهد السياسي في ليبيا".

 

وبحسب الصحيفة، يدرك الدبيبة،  الذي لا يستبعد مراقبون إمكانية بقائه في السلطة لما بعد الانتخابات القادمة سواء عن طريق تسويات أو بتعديل الاتفاق السياسي الذي يمنع ترشحه، أنه لن يستطيع حكم ليبيا ما دام حفتر في المشهد لذلك سيحاول التخلص منه واستبعاده بهدوء.

 

ويقول متابعون إن الحديث المستمر بشأن ضرورة توحيد الجيش يحمل دعوة مبطّنة للخط القيادي الثاني في قوات الجيش لأن يكون ضمن آليات السلطة الجديدة. ويبدو أن جهات استشعرت خطورة أن تؤثّر الخطوات التي اتخذتها الحكومة على شعبية الجيش ودوره. وينظر ليبيون إلى تقرب الدبيبة من برقة واسترضاء قبائلها كمحاولة لتعزيز الثقة وكسر الحواجز التي أرستها سنوات الانقسام والاقتتال. ويرى هؤلاء أن الهدف من كل ذلك هو إقرار البرلمان للميزانية حيث سبق أن رفض مقترحاً تقدمت به يفوق مليار دينار ليبي، وفقاً للصحيفة.