رحلة صعود مستمرة يخوضها النفط منذ أبريل 2020

عرب وعالم

اليمن العربي

رحلة صعود مستمرة يخوضها النفط منذ أبريل/نيسان 2020، فهل يواصل زحفه لمستوى الـ80 دولارا متجاهلا هجمة كورونا في الهند؟

 

في أبريل/نيسان 2020، ذروة الموجة الأولى من فيروس كورونا وهو ما استدعى تنفيذ إغلاقات عالمية بين الدول وفرض قيود على حركة التنقل والسفر، وهو ما سحق ثلث الطلب العالمي من النفط، وانعكس ذلك على الأسعار حيث سجل خام برنت مستوى متدني عند 17 دولار للبرميل، في حين كانت أسعار الخام الأمريكي سلبية في بعض الأوقات مسجلة مستوى -37 دولار للبرميل.

 

ومع استشعار تحالف أوبك+، الذي يضم كلا من دول منظمة أوبك وعدد من كبار المنتجين المستقلين على رأسهم روسيا، خطر انخفاض الأسعار بالتزامن مع تراجع الطلب العالمي، فقرر التحالف إجراء تخفيضات قياسية في الإنتاج اليومي.

 

خطوات أوبك+ أتت ثمارها وبدأ منحى أسعار النفط في التحول من الهبوط إلى ارتفاعات متتالية، ليسجل اليوم الخميس خام برنت 68.68 دولار للبرميل، فيما سجلت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 65.32 دولار للبرميل.

 

الخامان القياسيان باتا على بعد خطوات قليلة من مستوى 70 دولارا للبرميل فهل يواصلا التقدم إلى مستوى 80 دولارا للبرميل.

 

يتجاهل النفط تأثير الأخبار القادمة من الهند، ويتلقي الدعم من تخفيف القيود في أوروبا، حيث قدم مسؤولو الاتحاد الأوروبي هذا الأسبوع اقتراحاً لتخفيف قيود السفر في الصيف إلى دوله الـ 27. وسيؤدي هذا إلى زيادة الطلب على وقود الطائرات، وهو ما يمثل جزءا كبيرا من الطلب على النفط الخام.

 

وفي الولايات المتحدة، تتقلص حالات كورونا أيضاً بينما يزداد عدد الأشخاص الملقحين. ونتيجة لذلك، فإن العديد من الولايات الأمريكية، بما في ذلك نيويورك، بدأت تخفف القيود. وكل هذا سيكون له تأثير عميق على سعر النفط الخام.

 

منتصف شهر أبريل/نيسان الماضي، عدلت وكالة الطاقة الدولية توقعاتها للطلب على النفط لهذا العام، وبحسب تقديراتها، سيزداد الطلب على النفط الآن بمقدار 5.7 مليون برميل يومياً هذا العام، ليصل إلى 96.7 مليون برميل يومياً. ويعود سبب هذا التعديل التصاعدي إلى الزيادات في توقعات الطلب على النفط لوكالة الطاقة الدولية في الولايات المتحدة والصين أكبر مستوردي النفط في العالم.

 

واعتباراً من مطلع أبريل/نيسان 2021، شهدت إدارة معلومات الطاقة، ارتفاع الطلب العالمي على النفط عند 97.7 مليون برميل يومياً هذا العام.

 

وقال محللون في سيتي في مذكرة "مع استمرار توزيع اللقاحات واستمرار بدء موسم القيادة الصيفي المكبوت، يفترض أن يظل الطلب على وقود السيارات قويا".

 

وكشفت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أمس الأربعاء أن مخزونات الولايات المتحدة من النفط الخام تراجعت بما يفوق التوقعات كثيرا الأسبوع الماضي مع ارتفاع إنتاج مصافي التكرير وقفزة للصادرات.

 

وهبطت مخزونات الخام 8 ملايين برميل في الأسبوع المنتهي في 30 أبريل/نيسان الماضي إلى 485.1 مليون برميل، مقارنة مع توقعات محللين استطلعت رويترز آراءهم لانخفاض قدره 2.3 مليون برميل.

 

وتوقع بنك الاستثمار الأمريكي، جولدمان ساكس أن يصل سعر خام برنت إلى 80 دولاراً هذا الصيف، مبرراً هذه النظرة الإيجابية لأسعار النفط بأنه "يجب عدم التقليل من حجم التغيير القادم في حجم الطلب، وهو "تغيير لا يمكن أن يتناسب مع العرض".

 

أما محلل بنك يو بي إس السويسري UBS، جيوفاني ستونوفو، أن إطلاق اللقاح هو عامل إيجابي كبير لصناعة النفط. ومع عودة الناس إلى الأنشطة العادية وإعادة فتح الأعمال التجارية بالكامل، سيؤدي الطلب على النفط إلى ارتفاع سعر خام برنت إلى 75 دولاراً للبرميل في النصف الثاني.

 

فيما توقعت المحللة في ريستاد، لويز ديكسون، أن تعود أسعار النفط إلى 70 دولاراً للبرميل في الأشهر المقبلة، متوقعة إن الطلب على النفط سيستمر في الزيادة بمقدار 3 ملايين برميل في اليوم من الآن وحتى نهاية يونيو/حزيران المقبل، سواء كانت الهند تواجه متاعب أم لا.

 

بينما قدرت إدارة معلومات الطاقة متوسط سعر الخام عند مستوى 65 دولاراً للبرميل في الربع الثاني من عام 2021، و61 دولاراً للبرميل في النصف الثاني من عام 2021، بل أسوأ: 60 دولاراً للبرميل في عام 2022، مقارنة بأسعار برنت التي كانت قريبة من 65 دولاراً للبرميل في مارس.

 

أما وكالة موديز فحددت النطاق السعري على المدى المتوسط حول مستوى 65 دولاراً للبرميل، وذلك على الرغم من وجهة نظرها الإيجابية المدفوعة بطلب المستهلكين المكبوت الذي سيدفع الانتعاش الاقتصادي العالمي إلى الأمام.

 

وترى وكالة موديز أن هذا التعافي الاقتصادي يسرع من انتعاش الطلب على النفط حتى نهاية هذا العام الجاري وبداية العام المقبل.