الزبيدي يدعو الحكومة للتسريع بتنفيذ اتفاق الرياض "دون انتقائية‎"

أخبار محلية

اليمن العربي

دعا رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي، الثلاثاء، الحكومة اليمنية للعودة سريعًا إلى العاصمة عدن والالتزام بتنفيذ وعودها كافة، كما جدد دعوته لرعاة اتفاق الرياض من التحالف العربي بإلغاء كافة القرارات أحادية الجانب الصادرة مؤخرًا، والالتزام بالتشاور المسبق وفقًا لنصوص الاتفاق.

 

جاء ذلك خلال فعالية خطابية كبرى نظمها المجلس الانتقالي الجنوبي في عدن، مساء الثلاثاء؛ احتفاءً بالذكرى الرابعة لما يعرف بإعلان عدن التاريخي وتأسيس المجلس الانتقالي، والذكرى السادسة لتحرير عدن من ميليشيا الحوثيين.

 

وخاطب الزبيدي الجنوبيين مستعرضًا أبرز التحديات والأوضاع المعيشية والخدمية المتردية، إذ قال: "إن ما نمر به اليوم من تحديات، وحرب شعواء تشنها القوى المأزومة ومراكز النفوذ العميقة التي دأبت على العبث والفساد وتكريس سياسات العقاب الجماعي بحق شعبنا، إنما يأتي لإدراك تلك القوى اقتراب نهايتها التي لا مفر منها، وهذا يُملي علينا أن نواصل مسيرة العمل بوتيرة عالية، وأن نضاعف جهودنا، لرفع معاناة شعبنا وإنهاء نفوذ الواهمين بإخضاعنا وابتزازنا واستغلالهم للوضع البائس الذي صنعته تداخلات سياسية متشابكة، والتي وإن تجلت بأسوأ صورها فلن تستطيع تجاوز إرادة شعبنا الجنوبي وتضحياته الجسيمة التي لا تزال مستمرة حتى اللحظة".

 

ووجه دعوته إلى الحكومة اليمنية بضرورة العودة إلى عدن سريعا ومصارحة الشعب، حيث أضاف: "ومن هذا المنطلق ندعو حكومة المناصفة للعودة إلى العاصمة عدن والإيفاء بوعودها وأداء مهامها في تحسين الخدمات وصرف المرتبات ومعالجة الاختلالات ومكافحة الفساد، وتخفيف وطأة الانهيار الاقتصادي والمعيشـي على شعبنا في الجنوب، وممارسة سلطاتها لإلزام كافة المؤسسات الإيرادية في جميع المحافظات بتوريد عائداتها إلى البنك المركزي في عدن، كما ندعوها إلى مصارحة الشعب وإطلاع الرأي العام على ماهية القوى التي تمارس العقاب الجماعي بحق شعبنا، وأن تضطلع بدورها في مواجهة المتنفذين وتجار الحروب".

 

الخيارات مفتوحة

 

وأكد الزبيدي أن المجلس الانتقالي الجنوبي قادر على إدارة الجنوب وحماية مصالحه ومصالح الإقليم والعالم، ملوحا بأن صبر الانتقالي لن يطول وأن الخيارات مفتوحة، إذ قال: "للصبر حدود أمام سياسات التنكيل والعقاب الجماعي التي تستهدف شعبنا، وأن خيارات المجلس مفتوحة لمعالجة قضايا شعبنا بما يلبي تطلعاتهم، كما نؤكد مرةً أخرى أن المجلس الانتقالي الجنوبي قادر على إدارة الجنوب بما يتواءم والمتغيرات المحيطة، ويحمي أمن ومصالح دول المنطقة والعالم".

 

وتطرق الزبيدي إلى اتفاق الرياض وأسباب تعطيله من قبل من سماها بقوى الفساد والإرهاب، معتبرا أنه فرصة حقيقية لإحلال السلام.

 

اتفاق الرياض

 

وأوضح في كلمته: "لقد جسد اتفاق الرياض الإقرار الإقليمي والدولي بالمجلس الانتقالي الجنوبي وقضية شعب الجنوب ومكانته السياسية، ووفّر فرصة حقيقية لإحلال السلام وتصويب بوصلة المعركة، لكن قوى الفساد والإرهاب ما زالت تعمل على تعطيله وتحاول إفراغه من محتواه، ولهذا ندعو الأطراف الراعية للاتفاق إلى إلزام الطرف الآخر بإلغاء كافة القرارات أحادية الجانب، والتزام التشاور المسبق وفق نصوص الاتفاق، واستكمال تنفيذ كافة بنوده دون انتقائية، وفي مقدمتها تشكيل الوفد التفاوضي المشترك، وتشكيل الهيئات الاقتصادية، وهيكلة وزارات الداخلية والدفاع والخارجية، وكافة الوزارات والمؤسسات العامة، وخروج الميليشيات المعتدية التي جعلت مقراتها في شبوة ووادي حضـرموت والمهرة معسكرات لاحتضان الإرهاب وتصديره، ونهب موارد الجنوب، وقتل أبنائه ومصادرة حقوقهم، وتهديد الأمن والسلم الدوليين".

 

وكان الزبيدي استهل كلمته باستعراض أبرز الإنجازات التي حققها المجلس الانتقالي الجنوبي والجهود التي بذلها طيلة مسيرته ومنذ تأسيسه في 2017 محليا وخارجيا، مؤكدا في الوقت نفسه انفتاح المجلس على كافة القوى والمكونات الجنوبية الأخرى، مادًا يده للجميع دون استثناء.

 

وعاد إلى العاصمة المؤقتة عدن قبل أيام، عقب مغادرتها منذ أكثر من عام، تزامنا مع احتفاء المجلس الانتقالي بالذكرى الرابعة على تأسيسه في الرابع من مايو 2017.