الإفراط في تناول الدواء يفاقم حدة الصداع النصفي

منوعات

اليمن العربي

حذَّر الخبراء في مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي" مرضى الصُّداع النّصفي المتكرر من الإفراط في استخدام المسكّنات، حيث إن الإفراط يؤثر سلباً على فاعلية العلاجات الوقائية، التي يصفها الأطباء لهؤلاء المرضى، ويؤثر سلباً على الرعاية الصحية، التي يجب أن تقدم لهم.

ويعاني واحد من كل 7 أشخاص في العالم تقريباً من الصُّداع النّصفي، وبهذه النسبة يكون الصُّداع النّصفي هو ثالث أكثر الأمراض شيوعاً، بالإضافة لكونه السبب الرئيسي للإعاقة من بين جميع الأمراض العصبية. وما يزال الصُّداع النّصفي مرضا لم يصل الأطباء إلى تشخيصه بعد، ولا يوجد له علاج مناسب حتى الآن لدى أغلب الناس.

أسباب متعددة للصداع النصفي

يعاني الأشخاص المصابون بالصُّداع النّصفي العَرَضي من 14 نوبة من نوبات الصُّداع أو أقل، كل شهر، أما الصُّداع النّصفي المُزمن، فيصاب به المرضى 15 مرة أو أكثر في الشهر. ويبقى للعوامل الوراثية والهرمونية ونمط الحياة أثرها في الإصابة بهذه الحالة.

ويقول الدكتور رانجيث مينون، رئيس قسم برنامج علاج الصُّداع في معهد الأعصاب، في مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي"، إن الأطباء يلاحظون ازدياد عدد المرضى، الذين تتفاقم حالتهم من الصُّداع النصفي العرضي إلى الصُّداع النّصفي المزمن، ويعود السبب الأكبر في ذلك إلى الإفراط في استخدام الأدوية".

الصداع الارتدادي

ويكمل الدكتور مينون حديثه قائلا إن "الصّداع الناتج عن الإفراط في استخدام الأدوية يسمى الصّداع الارتدادي؛ وينشأ من الاستخدام المتكرر أو المفرط لمسكّنات الألم أو لمضادات الصّداع النّصفي في حالات النوبات الحادة. فهذه الأدوية ربما تخفف الألم مؤقتاً، إلا أنها قد تتسبب لاحقا في صداع أشدّ حدّة. والمرضى، الذين يفرطون في استخدام مثل هذه الأدوية المضادة للصداع النصفي المستمر، قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بالصّداع النّصفي المزمن على المدى الطويل".

ثم يوضح الدكتور مينون أن السبب الرئيسي للإفراط في استخدام الأدوية هو رغبة المريض في أن يُشفى سريعاً، واتباع المريض طريقة علاج غير صحيحة وغير مناسبة لحالته بما يؤثر تأثيراً كبيراً على نوعية حياته.

"نرى المرضى الذين عانوا من الصّداع النّصفي هذا، لأكثر من 15 عاماً، وكانوا يتناولون الأدوية المضادة، على مدى فترة طويلة، مما جعل وضعهم أسوأ. كما قد يلجأ المرضى أيضا إلى استخدام مسكنات الألم بدون إشراف طبي عندما لا يشفيهم العلاج الموصوف لهم، أو عندما يكونون في عجلة لرؤية نتائج الأدوية، التي يتناولونها".

تعديل نمط الحياة

ويواصل الدكتور مينون حديثه قائلا: بما أن الصّداع النّصفي لا علاج له الآن، إذن فَليسَ من طريقةٍ لاحتوائه إلا البحث عن الخطة الوقائية الصحيحة، وتكون تلك الخطة مبنية على التاريخ الطبي للمريض، ومعرفة الأطباء بالأمراض المصاحبة، التي يشكو منها المريض. يشمل العلاج تعديل نمط الحياة، واتباع نظام غذائي جيد، وشرب كمية وفيرة من الماء، والنوم الصحي.

ويشمل العلاج كذلك تناول الأدوية الوقائية المناسبة، بما في ذلك مضادات الاكتئاب، وحبوب خفض ضغط الدم، والأدوية المضادة للتشنج، أو أدوية أحدث، كأدوية (CGRP)، وهي أدوية تعوق إفراز بروتين الببتيد المرتبط بجين الكالسيتونين أو مستقبلاته، وهو بروتين قد يسبب التهابا وألما في الجهاز العصبي، مما يؤدي إلى نوبات الصّداع النّصفي.

حقن البوتوكس

وأيضا يشمل برنامج العلاج حقن البوتوكس لعلاج المرضى، الذين يعانون من الصّداع النّصفي المزمن، فالبوتوكس يمنع إفراز المواد الكيميائية، التي تسمى الناقلات العصبية، وهي المواد، التي تنقل إشارات الألم من الدماغ إلى بقية الجسم، وقد أثبت البوتوكس أنه خيار علاجي ناجح للوقاية من الصّداع النّصفي في عدد متزايد من حالات المرضى بالمستشفى.