سفارة تركيا بجنوب أفريقيا تلاحق معارضي أردوغان

عرب وعالم

اليمن العربي

كشفت وثائق جديدة استخدام السلطات التركية سفارة أنقرة في جنوب أفريقيا لملاحقة منتقدي الرئيس رجب طيب أردوغان ومعارضيه، بحسب ما نقله موقع "نورديك مونيتور" السويدي.

 

 موقع "نورديك مونيتور" السويدي كشف أن السفارة التركية بمدينة بريتوريا في جنوب أفريقيا، اتخذت استعدادات للمطالبة بتسليم منتقدي حكومة أردوغان.

 

وطبقًا لوثائق حكومية وفقا لـ الموقع، أعدت السفارة التركية نموذجا لطلبات التسليم مصمم خصيصًا من أجل المنتقدين في جنوب أفريقيا، زاعمة أنه سيساعد في إقناع المسؤولين هناك حال تمت تعبئة الاستمارات طبقًا للنموذج.

 

وفي 24 مايو/أيار 2018، أرسلت وزارة الخارجية التركية نسخة مترجمة للاستمارة، مكتوبة في الأصل باللغة الإنجليزية، إلى وزارة العدل بالبلاد.

 

ومثلت الخطوة تصعيدًا للحملة المستمرة المتعلقة بقيام الدبلوماسيين الأتراك في جنوب أفريقيا بتحديد المنتقدين والتضييق عليهم.

 

وأشارت وثيقة موقعة من المسؤول بوزارة العدل عبدالله عمر أوغلو، في 29 مارس/آذار الماضي إلى الاستمارة التي أرسلتها وزارة الخارجية، ولفتت الانتباه إلى المشاكل مع إخطارات الشرطة الدولية "الإنتربول" الصادرة عن تركيا ضد المنتقدين.

 

ووفق الموقع، فإن الإجراءات التي تتخذها الهيئات التنفيذية كالشكاوى الجنائية التي ترفعها الحكومة يجب أن تبقى مخفية عن الإنتربول من أجل ضمان قبول طلبات تركيا.

 

وكان الإنتربول قد رفض العديد من الطلبات التي قدمتها تركيا خلال السنوات الأخيرة باعتبار أنها بدافع سياسي وتنتهك قانون الإنتربول.

 

وسبق أن أبلغت الأمانة العامة للإنتربول أنقرة، رسميًا، في خطاب بتاريخ 4 مايو/أيار عام 2018، أن الطلبات الموجزة التي قدمتها ضد 115 شخصًا يعتقد أنهم على صلة بحركة فتح الله غولن، غير مقبولة، وحذرت من إصدار مذكرات جديدة ضد هؤلاء الأشخاص، مشيرة إلى انتهاكها قانون الجهاز.

 

وأشار "نورديك مونيتور" إلى أن النموذج الذي جرى إعداده من أجل جنوب أفريقيا يستهدف الأتراك الذين تربطهم صلة بحركة غولن، وذكرت وثيقة وزارة العدل سلمان كوزو الذي تعتقد السلطات التركية أنه يعيش في جنوب أفريقيا.

 

كوزو (55 عامًا) هو عالم في الدين ومعلق تلفزيوني، وكان المنسق لجمعية غير حكومية تسمى "جماعة مسار النبي"، التي تستهدف التعريف بشكل أوسع بالنبي محمد وأنبياء الأديان الإبراهيمية الأخرى في تركيا.

 

لكن الحكومة التركية أغلقت الجمعية في 2016، إلى جانب المئات، بزعم انتقادها لحكومة أردوغان وارتباطها بحركة غولن، واستغلت الحكومة قوانين مكافحة الإرهاب في قمع المعارضة.

 

وكما الحال مع الآلاف الآخرين، اضطر كوزو لمغادرة تركيا للهرب من الملاحقة القضائية والسجن باتهامات لفقتها حكومة أردوغان. ويعيش في المنفى منذ عام 2016 وفشلت جهود أنقرة حتى الآن في إعادته.