قمع أردوغان.. تركيا تبدا محاكمة العشرات من أعضاء حزب الشعوب الديمقراطي الكردي

عرب وعالم

اليمن العربي

بدأت تركيا محاكمة العشرات من أعضاء حزب الشعوب الديمقراطي الكردي المعارض، بينهم الزعيم الأسبق للحزب، صلاح الدين دميرتاش.

 

وتأتي المحاكمة على خلفية مظاهرات انطلقت بالتزامن مع هجوم تنظيم داعش الإرهابي على بلدة عين العرب (كوباني) السورية عام 2014، وفق ما ذكره الموقع الإلكتروني لصحيفة "أفرنسال" التركية المعارضة.

 

والمظاهرات كانت عبارة عن احتجاجات كردية في تركيا متضامنة مع أكراد سوريا، وجاءت عقب سيطرة "داعش" على مدينة عين العرب السورية، وأودت بحياة 37 شخصاً.

 

ووجهت إحدى محاكم العاصمة أنقرة، للمتهمين، وعددهم 108، من بينهم دميرتاش، المعتقل منذ العام 2016، نحو 37 تهمة تنوعت بين "القتل وزعزعة وحدة وسلامة أراضي الدولة"، فضلا عن اتهامات بـ"التحريض على الاحتجاجات" وهو ما ينفيه الحزب الكردي.

 

من جانبه قال دميرتاش، الرئيس المشارك الأسبق، لحزب الشعوب الديمقراطي وأحد أبرز السياسيين في تركيا "على الرغم من إننا نجلس في مقعد المتهم، فإننا نمثل إرادة الشعب".

 

فيما قال الرئيس المشارك الحالي للحزب، مدحت سنجر، "سنبطل قضية المؤامرة هذه، ونوسع النضال من أجل الديمقراطية، ونفسد حسابات السلطة السياسية، وسننقذ بالتأكيد هذا البلد من هذا الهجوم الاستبدادي".

 

ويعتبر الشعوب الديمقراطي، أن تلك القضية والملاحقات تشكل خطوة أخرى من السلطات لتقويض الحزب بعد أن قدم ممثل ادعاء تركي كبير دعوى قضائية لحظر الحزب في مارس/آذار الماضي بسبب روابط مزعومة بمسلحين أكراد.

 

وانسحب محامو الدفاع لفترة وجيزة من المحكمة اليوم، لمنعهم جميعًا من حضور الجلسة، مؤكدين أن "هذه قضية سياسية الهدف الرئيس منها تصفية الحزب".

 

يشار إلى أن المحكمة الدستورية التركية، تنظر حاليا في دعوى قضائية ضد حزب الشعوب الديمقراطي تطالب بإغلاقه ومنع 600 من أعضائه من المشاركة السياسية.

 

الدعوى قدمها المدعي العام بالعاصمة التركية أنقرة ضد الحزب، استنادًا إلى المادة 68 من الدستور التركي التي تنص على أنه "لا يحق للأحزاب السياسية التشجيع على ارتكاب جرائم"، في إشارة إلى اتهام الحزب الكردي بـ"التشجيع على العنف" خلال أحداث عين العرب، التي وقعت يومي 6 و7 أكتوبر /تشرين الأول عام 2014.

 

وتعتبر السلطات التركية حزب الشعوب الديمقراطي "واجهة سياسية" لحزب العمال الكردستاني، المصنف منظمة إرهابية من قبل أنقرة وحلفائها الغربيين.

 

وينفي الحزب هذا الاتهام ويقول إنه ضحية قمع بسبب معارضته الشديدة للرئيس التركي.

 

ويتعرض الحزب لقمع شديد منذ عدة سنوات. ويقبع رئيسيه المشاركين الأسبقين، دميرتاش، المنافس السابق لأردوغان في الانتخابات الرئاسية، ويوكسك فيغان في السجن منذ عام 2016.

 

وتقوم السلطات التركية بين الحين والآخر بالعديد من الممارسات للضغط على الحزب وأعضائه، حيث شملت إقالة رؤساء بلديات منتخبين تابعين له من مناصبهم تحت ذريعة "الانتماء لتنظيم إرهابي مسلح والدعاية له"، في إشارة للحزب ذاته