تراوح أرباح شركات الطاقة في أوروبا بين 13% و200%

اقتصاد

اليمن العربي

تراوحت أرباح شركات الطاقة في أوروبا بين 13% و200%، ورغم المكاسب الكبيرة تواجه الشركات حاليا أزمة كبيرة تحرمها من توزيع الأرباح.

 

ورغم المكاسب الكبيرة التي حققتها كبرى شركات النفط في أوروبا، خلال الربع الأول من العام، إلا أن الديون لا تزال "كابوسا" يطارد الشركات، ويحرمها من توزيع الأرباح، وربما يغير في خريطة الاستثمار طويلة المدى لكل شركة على حدة.

 

واستفادت كبرى شركات الطاقة في أوروبا من ارتفاع أسعار النفط وأعلنت عن زيادات كبيرة في أرباح الربع الأول من العام، اليوم الخميس، متجاوزة أسوأ تراجع للطلب على الوقود في زمن الجائحة.

 

أجبر انهيار الطلب العام الماضي بي.بي ورويال داتش شل وإكوينور على خفض توزيعات الأرباح والاحتفاظ بالسيولة فيما تسعى لتحويل نفسها إلى شركات يمكنها الازدهار في عالم يحرص على خفض انبعاثات الكربون.

 

ومع تعافي الأسعار القياسية للنفط من مستوى أبريل/ نيسان 2020 المتدني البالغ 16 دولارا للبرميل إلى نحو 67 دولارا للبرميل هذا الشهر، تمكنت معظم الشركات من رفع الأرباح من جديد لتتجاوز المستويات التي كانت تشهدها قبل أول انتشار لجائحة فيروس كورونا.

 

وربح بي.بي في الربع الأول من العام البالغ 2.6 مليار دولار يتجاوز ربح الفترة نفسها من عام 2019 البالغ 2.4 مليار دولار وأعلى بأكثر من 200% مقارنة مع 2020.

 

 

وأعلنت توتال الفرنسية تسجيل ربح ثلاثة مليارات دولار في الشهور الثلاثة الأولى من 2021، ارتفاعا 69% عن العام الماضي وتسعة بالمئة عن الربع الأول من 2019.

 

كما أعلنت إكوينور النرويجية اليوم تسجيل ربح في الربع الأول 5.5 مليار دولار، متجاوزا أيضا ربحها قبل الجائحة البالغ 4.2 مليار دولار.

 

وارتفع ربح شل في الربع الأول 13% عن العام الماضي إلى 3.2 مليار دولار، لكنه أدنى من ربح 2019 البالغ 5.3 مليار.

 

لكن رغم تعافي الأرباح، لا تزال التوزيعات دون مستويات ما قبل الجائحة باستثناء توتال التي أبقت توزيعات الأرباح مستقرة خلالها.

 

وفي حين زادت شل توزيعات الأرباح مرتين خلال الشهور الستة الماضية، كان 17.35 سنت دفعتها للسهم في الربع الأول أقل من 47 سنتا قبل الجائحة.

 

 

ورفعت إكوينور أيضا التوزيعات إلى 15 سنتا للسهم، لكن ذلك يقل أيضا عن 26 سنتا للسهم في 2019.

 

وقال سيتي "الرأي الوارد هو أن رأس المال يُحتفظ به للسماح بتسريع استثمارات جديدة في الطاقة".

 

وكان توزيعات أرباح بي.بي البالغة 3.8 بنس للسهم في الربع الأول نحو نصف ما دفعته في 2019. لكنها تشرع في عمليات إعادة شراء للأسهم يتوقع محللون أن تزداد في الربع الثالث.

 

وقال محللون لدى جيفيريز "يجب أن تكون بي.بي قادرة على إعادة الشراء بعشرة مليارات دولار على الأقل بين 2021 و2025".

 

وأعلنت ريبسول الإسبانية زيادة 5.4% في صافي الربح المعدل في الربع الأول إلى 471 مليون يورو، لكنه أقل 24% من أرباح الفترة نفسها من عام 2019.

 

وخفضت الشركة المدفوعات النقدية لعامي 2021 و2022 إلى 0.6 يورو للسهم من يورو للسهم، لكنها قالت إن إعادة شراء أسهم قد تدفع العائدات إلى أكثر من يورو للسهم بحلول 2025.

 

وبحسب جي بي جى بي مورجان، وبيانات الشركة والتقديرات التي جمعتها بلومبرج، فإن التدفق النقدي الحر الذي يتوافر بعد خصم نفقات التشغيل والاستثمار، من المتوقع أن يبلغ 80 مليار دولار لشركات النفط الخمسة الكبار في 2020، وهو 20 ضعف ما حققته العام الماضي بنحو 4 مليارات دولار.

 

ومن المرشح أن تحتل شركة شل"المرتبة الأولى في حصيلة الأمول بحوالي 22 مليار دولار، ثم إكسون بقيمة 19 مليار دولار، يليها بريتش بتروليوم بنحو 11 مليار دولار.

 

والبديهي في الأوقات السابقة للوباء هو حصول المستثمرين على نصيب من كعكة السيولة، ولكن إرث الديون يكبل أكبر شركات النفط العالمية، التي اقترض الكثير منها لتمويل توزيعات أرباحها مع انهيار أسعار الخام.

 

ومن ثم باتت الأولوية توجيه السيولة لتخفيف الديون مثل حالة كل من شركة إكسون موبيل الأمريكية وتوتال إس إي الفرنسية.

 

ومن المفترض أن تُظهر نتائج الربع الأول، الأسبوع القادم، تحسنا كبيرا في الأرباح والتدفقات النقدية للغاية.

 

ويقول ويل هاريس المحلل في "بلومبرج إنتليجنس، إن أولويات توزيع التدفق النقدي الحر القوي لشركات النفط الكبرى في أوروبا ستختلف خلال الربع الأول".

 

فعلى سبيل المثال، فإن بريتش بتروليوم حققت هدف خفض صافي الديون إلى 35 مليار دولار قبل عام تقريبا مما كان متوقَعا، وستقدم تحديثا للجدول الزمني لعمليات إعادة شراء للأسهم.

 

 في حين أن شركة شل تعاني من عجز محدود في توزيعات الأرباح، بالنظر إلى صافي ديونها المستهدف بـ 65 مليار دولار، وتستهدف خفض صافي الدين بمقدار 10 مليارات دولار قبل أن تعيد أي أموال إضافية للمساهمين.

 

ويتوقَع كل من سيتي جروب وإتش إس بي سي هولدينجز إلا يتحقق ذلك حتى عام 2022.

 

في حين أن الشركات الأوروبية الأخر، مثل شركة توتال الفرنسية، التي حافظت على توزيعات أرباحها العام الماضي، ستستخدم أي أموال إضافية لخفض الديون، وأعلنت أن أولويتها التالية ستكون في زيادة الاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة إلى حوالي 25% من ميزانيتها الإجمالية، على حساب إعادة الشراء في الأسهم.

 

وعلى صعيد شركات النفط الأمريكية الكبرى، فإنها تمكنت من الوصول إلى عام 2020 مع بقاء مدفوعاتها سليمة، ولكن بتكلفة عالية.

 

فالبنظر إلى شركة إكسون فقد ارتفع حجم ديونها بنسبة 40% لتسجل 73 مليار دولار خلال وباء كورونا، وتتوقع الشركة تحقيق أرباحا في الربع الأول من 2021، بعد أربع خسائر فصلية متتالية.

 

وأكدت إكسون أن ستحتفظ بتوزيعات أرباحها السنوية البالغة 15 مليار دولار، في حين تعمل على تسديد ديونها إذا ظلَت أسعار النفط والغاز عند المستويات الحالية.

 

فيما تمتلك شركة شيفرون أفضل ميزانية عمومية، وآفاق قوية لإعادة شراء الأسهم، بحسب رؤية جوردون غراي، محلل بنك إتش إس بي سي.

 

وتستهدف الشركة تحقيق 25 مليار دولار من السيولة النقدية المجانية علاوة على توزيعاتها حتى عام 2025 إذا ظل خام برنت عند 60 دولاراً.