رؤية 2030.. مشاريع مليارية ترسم مستقبل السعودية

اقتصاد

اليمن العربي

إنجازات استثنائية حققتها رؤية السعودية 2030 بعد 5 سنوات من إطلاقها، كان أبرز ملامحها مشاريع مليارية ترسم ملامح مستقبل واعد بالمملكة.

 

وتضمنت برامج رؤية 2030 إطلاق مشروعات كبرى لتسهم في رفاهية المجتمع وتوفير الوظائف وجذب الاستثمارات العالمية، ومن أهمها: نيوم، والقدّية، ومشاريع البحر الأحمر، وغيرها.

 

كما أسهمت تلك المشاريع في توفير بيئة تدعم إمكانات الأعمال وتُوسّع القاعدة الاقتصادية.

 

كذلك أسهمت في مضاعفة أصول صندوق الاستثمارات العامة لتصل إلى نحو 1.5 تريليون ريال في عام 2020 بعد أن كانت لا تتجاوز 570 مليار ريال في 2015، إلى جانب زيادة مشاركة الصندوق في الناتج المحلي غير النفطي .

 

في هذا التقرير نستعرض أبرز المشاريع المليارية التي تنفذ في إطار رؤية 2030:

 

مشروع نيوم.. مستقبل جديد

 

يعد مشرع نيوم من أبرز تلك المشاريع المليارية الكبرى، وهو مشروع أطلقه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في 24 أكتوبر/تشرين الأول 2017.

 

ويقع المشروع شمال غرب المملكة على البحر الأحمر، حيث يُبنى من الصفر ليكون حاضرةً تنبض بالحياة ،وهو مكان تُحدِّد فيه ريادة الأعمال مسار هذا المستقبل الجديد.

 

 ومنذ إطلاق المشروع ووتيرة العمل بالمنطقة لا تهدأ فهي في عمل مستمر حتى تحولت الأرض البكر المتربعة على مساحة 26500 كم2 إلى معلم جغرافي بارز على خارطة العالم والمملكة على وجه الخصوص متمتعة بطبوغرافية عززت من روح العمل والتناغم ما بين عمارة المكان وطبيعته من خلال مشروعات تنموية تأخذ بعين الاعتبار الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية والبيئية للمنطقة .

 

وستضم نيوم عدداً من المدن والموانئ والمناطق التجارية ومراكز البحوث والمرافق الرياضية والترفيهية والوجهات السياحية.

 

 كما ستكون نيوم مقراً للعيش والعمل لأكثر من مليون شخص من جميع أنحاء العالم. وبوصفه مركزاً للابتكار.

 

ويستقطب مشروع نيوم روّاد وقادة الأعمال والشركات للبحث في التقنيات والمشاريع الجديدة، واحتضانها وتسويقها بأساليب مبتكرة.

 

وفي 10 يناير/كانون الثاني الماضي، أضفى الأمير محمد بن سلمان بعدا جماليا جديدا لمنطقة "نيوم" يفوق مستوى التفكير البشري وتصوراته، وذلك بإطلاقه مشروع "مدينة ذا لاين" التي سيجد فيها الإنسان متعته بعيدًا عن صخب المدن وضجيجها، وينعم بالحياة العصرية وصفاء الذهن وسط تنوع بيئي بديع وأجواء مناخية مستقرة معظم الوقت يحل فيها البحر الأحمر ضيفًا على الصحراء، والجبل، والوادي في الشمال الغربي من المملكة.

 

وستضم مدينة "ذا لاين" مجتمعات إدراكية مترابطة ومعززة بالذكاء الاصطناعي على امتداد 170 كم ضمن بيئة بلا ضوضاء أو تلوث، وخالية من المركبات والازدحام، واستجابةً مباشرة لتحديات التوسع الحضري التي تعترض تقدم البشرية، مثل البنية التحتية المتهالكة، والتلوث البيئي، والزحف العمراني والسكاني.

 

  وفي أكتوبر/تشرين الثاني الماضي، بدأت شركة "نيوم" رسمياً، أعمالها من مقرها الرئيسي الجديد في موقع المشروع شمال غربي السعودية بعد أن حصلت الشركة على موافقة مجلس إدارتها بنقل المقر من مدينة الرياض إلى منطقة نيوم، في خطوة ستعزز من سير العمل تزامناً مع تسارع وتيرة تطوير المشروع وبدء أعمال الإنشاءات في مناطق عديدة ومختلفة ضمنه.

 

ويعمل أكثر من 450 موظفا من المقر الجديد للشركة، الذي يبعد مسافة 35 كيلومتراً عن مطار خليج نيوم مع جاهزية المنطقة السكنية المشيدة خصيصا لهم.

 

 ويوصف "نيوم" بالمشروع الأكثر طموحا على مستوى العالم، إذ يتم تطويره على مساحة تتجاوز 26 ألف كيلومتر مربع في شمال غرب السعودية، وتقدر استثماراته بـ500 مليار دولار.

 

وتأسست شركة "نيوم" في يناير/كانون الثاني 2019، ومن أهم إنجازاتها مطار خليج نيوم، ومن المقرر الانتهاء من المرحلة الأولى لإقامة المدينة في عام 2025.

 

ولمنطقة نيوم أبعاد متعددة منها استثمار جغرافية موقعها المتاخم للبحر الأحمر بطول 468 كم من مجموع امتداد المملكة الكامل على البحر الذي تصل مسافته إلى 1100 كم حيث تعبره 13% من حركة التجارة العالمية ويربط قارات آسيا وأوروبا وأفريقيا، وهذا التميز الجغرافي يُسهم في تسهيل وصول 70% من سكان العالم إلى نيوم خلال 8 ساعات، فضلاً عن أنه يعد المدخل الرئيس لجسر الملك سلمان الذي سيربط بين آسيا وأفريقيا، وسيكون أول منطقة خاصة ممتدة بين: المملكة، والأردن ومصر.

 

وينقسم مسمى "نيوم" إلى شقين الأول حروف (NEO) التي تعني باللاتينية كلمة "جديد" والثاني حرف (M) الذي يُشير بالعربية إلى كلمة "مستقبل" أي أن كلمة "نيوم" تعني "المستقبل الجديد".

 

فيما يركز مشروع نيوم على 14 قطاعًا استثماريًا متخصصة تستهدف مستقبل الحضارة الإنسانية في مجالات: الطاقة والمياه، النقل، التقنيات الحيوية، الغذاء، العلوم التقنية والرقمية، التصنيع المتطور، الإعلام والإنتاج الإعلامي، الترفيه.

 

القدية.. عاصمة الترفيه

 

من أبرز تلك المشاريع أيضا، مشروع "القدية" الذي وضع حجر أساسه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود في أبريل/نيسان من عام 2018، ويعد واحدا من أهم المشاريع المتعلقة بقطاع الترفيه في العالم أجمع.

 

وتغطي "القدية" التي تقع على بعد 40 كم من قلب العاصمة الرياض مساحة 334 كيلومترا مربعا، ما يعادل مساحة "عالم والت ديزني" بضعفين ونصف الضعف، وبذلك سترسم القدية ملامح اقتصاد المستقبل متعدد القطاعات، وتسهم في تحقيق النمو المستدام، هذا بالإضافة إلى تحسين جودة الخدمات المقدمة.

 

ومن المرتقب أن يغير ذلك المشروع ملامح خريطة الاستثمار بقطاع الترفيه في العالم أجمع.

 

وتتمثل رؤية القدية في إنشاء مدينة جديدة ترسخ مكانتها على الخريطة العالمية بوصفها مركزًا إقليميا ودوليا لأكثر التجارب ابتكارا وإثارة في مجال الترفيه والرياضة والفنون، وستواصل القدية أعمال التشييد والبناء وتطوير الشراكات الاستراتيجية حتى عام 2022، ثم تبدأ بعد ذلك مراحل التشغيل التجريبي والتكليف قبل موعد الافتتاح الكبير في 2023.

 

وستشهد المرحلة الثانية من المشروع خلال عامي 2023 و2025 تطوير المجمعات الرئيسية، وتوفير 4 آلاف وحدة سكنية.

 

وبحلول المرحلة الثالثة من المشروع خلال عامي 2026 و2035 تكون المدينة الترفيهية قد تمت، كما أنها ستشهد توفير 11 ألف وحدة سكنية، هذا بالإضافة إلى زيادة الناتج المحلي الإجمالي، في حين من المنتظر أن يصل عدد زوار المدينة الترفيهية إلى 31 مليون زائر.

 

مشروع البحر الأحمر

 

أيضا من أبرز المشاريع الكبرى التي تنفذ في إطار رؤية 2030، مشروع البحر الأحمر، وهو مشروع سياحي عالمي أطلقه الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي في أغسطس/ آب 2017 .

 

ويقام المشروع على أحد أكثر المواقع الطبيعية جمالاً وتنوعاً في العالم، بالتعاون مع أهم وأكبر الشركات العالمية في قطاع الضيافة والفندقة، لتطوير منتجعات سياحية استثنائية على أكثر من 90 جزيرة طبيعية بين مدينتي أملج والوجه.

 

ووقعت شركة البحر الأحمر السعودية في ديسمبر/كانون الأول 500 عقد بقيمة 12 مليار ريال (نحو 3.2 مليار دولار)، لدفع العمل بالمشروع الذي يعد أكبر واجهة سياحية عالمية على البحر الأحمر.

 

ويستهدف مشروع البحر الأحمر تطوير مساحة 28 ألف كيلومتر مربع من الأراضي على الساحل الغربي للمملكة وفق تصاميم عالمية مبتكرة تتسم بالاستدامة وتعكس تجارب طبيعة المنطقة الخلابة التي يمكن الوصول إليها من أغلب مناطق العالم في رحلة تستغرق 8 ساعات فقط.

 

ومنذ انطلاقة شركة البحر الأحمر للتطوير في عام 2017، حظيت الشركات السعودية بأكثر من 70% من القيمة الإجمالية لعقودها الممنوحة، مما يؤكد التزام الشركة بدعم الاقتصاد المحلي.

 

ويتكون المشروع من 90 جزيرة داخل أرخبيل، وسيتم في المرحلة الأولى تطوير 22 جزيرة وتشييد 50 فندقا بها بحلول 2030 توفر 1300 وحدة سكنية إلى جانب 100 فيلا على جزيرة أمهات الشيخ.

 

ويجري العمل حاليا في موقع المشروع لتطوير شبكة طرق بطول 80 كيلومترا لربط مناطق الوجهة ببعضها البعض من خلال الطرق السريعة، والتقاطعات، هذا بالإضافة إلى الأعمال التأسيسية للمطار الدولي الجديد.

 

ويتم حاليا أيضا بناء الجسر الذي يربط الجزيرة الرئيسة، وهي جزيرة شُريرة، بالبر وبناء العديد من الأرصفة البحرية.