صحيفة أمريكية : اردوغان يشتت الإنتباه عن إخفاقاته السياسية بقناة اسطنبول

عرب وعالم

اليمن العربي

قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان يواجه أصعب فترات حياته السياسية، فلجأ إلى إثارة عاصفة من الجدل حول قناة اسطنبول للتغطية على تراجع شعبيته، وتفشّي جائحة كورونا، وتدهور الاقتصاد.

 

ووجد أردوغان نفسه في خضم أصعب فترات حياته السياسية، تزامناً مع القبض على 10 أميرالات سابقين في البحرية التركية انتقدوا قناة اسطنبول، بتهمة الانقلاب، مع تفشّي الوباء، وتدهور الاقتصاد، وتراجع شعبيته في استطلاعات الرأي، رغم محاولاته لاكتساب المزيد من الصلاحيات.

 

وعاد أردوغان مرة أخرى لنشر إحدى أفكاره "العظيمة" بشق قناة إسطنبول لفتح ممر ملاحي جديد موازياً لمضيق البوسفور الضيق، مع إشارة أحد مسؤولي حزب العدالة والتنمية إلى أن أردوغان يمكنه الاستغناء عن اتفاقية مونترو، التي تنظم استخدام تلك الممرات المائية.

 

ونقلت الصحيفة عن محللين قولهم إن مجرد اقتراح الخروج من المعاهدة "يهدد بإثارة موجات من القلق في جميع أنحاء المنطقة وخارجها".

 

كان أول المعترضين على الانسحاب من الاتفاقية، 104 ضباط كبار متقاعدين من البحرية التركية وقعوا بياناً يتحدّث عن فائدة البقاء في معاهدة "مونترو" لأهميتها بالنسبة للأمن التركي.

 

وقال الكاتب التركي مراد يتكين عبر مدونته، إن "أردوغان يحاول تحويل الأجندة الحالية من الوباء والاقتصاد إلى المجالات التي يفضلها حزب العدالة والتنمية".

 

وتدهور الوضع الوبائي في تركيا، التي تُسجّل أكثر من 50 ألف إصابة بالفيروس يومياً، كما أن الأزمة الاقتصادية تتزايد بشكل حاد مع قرب انتهاء الدعم الحكومي للشركات في فترة الوباء، وارتفاع التضخم، والبطالة بشكل مقلق.

 

وفي خضم هذه الاضطرابات، تراجعت شعبية حزب أردوغان إلى أقل من 30% في استطلاع رأي حديث، وانخفضت مؤشرات حليفه السياسي حزب الحركة القومية، إلى 6%، ما يجعل إعادة انتخابه للرئاسة في 2023 تبدو صعبة.

 

ويقول برهان الدين دوران مدير SETA المنظمة البحثية الموالية للحكومة: "يُدرك أنصار اردوغان أن معركة مؤلمة تنتظره" مضيفًا "دخلنا في العملية الانتخابية الطويلة التي دامت عامين والمؤدية إلى انتخابات 2023".

 

وفي إشارة لبيان الضباط، قال دوران: "بسبب الإعلان الأخير، هناك احتمال أن تكون العملية مؤلمة"، متوقعاً حملة محلية ودولية مشتركة، ضد حكومة أردوغان.

انقسام عميق

وبينما وعد أردوغان بأن تخلق خطته طفرة في البناء والعقارات، وأن تحقق إيرادات من زيادة حركة الشحن، نددت أحزاب المعارضة بالمشروع باعتباره مخططاً فاسداً لكسب المال، قائلة إن القناة ستكون غير مستدامة مالياً، وستدمر إسطنبول بالزحف العمراني غير المنضبط.

لم تأت رسالة الجنرالات من فراغ. فقبل عام، كتب 126 دبلوماسياً تركياً متقاعداً رسالة مفتوحة للتحذير من الانسحاب من الاتفاقية، في دليل على الانقسامات العميقة بين العلمانيين والإسلاميين التي تُمزق تركيا منذ صعود أردوغان إلى السلطة في 2002.

 

وقال سيرهات جوفينش، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة قادر هاس في إسطنبول، إن روسيا ستخسر من أي تغيير في المعاهدة، رغم أن أي تعديل أو تفكيك للاتفاقية يبدو غير وارد، لأنه يتطلب إجماع الموقعين عليها.

وبينما أشار إلى أن "روسيا سوف تستاء منه وتُستفز"، أكد أن الولايات المتحدة والصين ستستفيدان، حيث لا يُسمح حالياً بنقل السفن الحربية الكبيرة أو حاملات الطائرات عبر البحر الأسود.

 

وأكد معظم المحللين أن أردوغان ومستشاريه يدركون استحالة تغيير اتفاقية مونترو، لكن أردوغان "يستخدم القضية لإثارة عاصفة".

 

وأشارت أصلي أيدينتاسباس، الزميلة في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، إلى أن تأسيس قناة إسطنبول، لن يسمح لتركيا بسيادة كاملة، لأن معاهدة "مونترو" تنص على حرية الملاحة، ما يعني أن السفن غير مجبرة على استخدام القناة الجديدة