وفاة الشيخ حافظ سلامة.. قائد "المقاومة الشعبية" بالسويس

منوعات

اليمن العربي

تزامنًا مع أعياد تحرير سيناء، فاضت روح الشيخ حافظ سلامة قائد المقاومة الشعبية في السويس إلى بارئها بعد رحلة مقاومة ضد الاحتلال والإخوان.

 

واستمر كفاح الشيخ حافظ سلامة، لعشرات السنين في خدمة وطنه ومبادئه، في الوقت الذي ظل فيه "رمزا معبرا عن دور الشعب مع الجيش في الصمود والتصدي والنصر".

 

وتوفي الشيخ حافظ سلامة قائد المقاومة الشعبية في السويس في حربي الاستنزاف والسادس من أكتوبر، مساء الإثنين، عن عمر يناهز 96 عامًا داخل أحد المستشفيات الخاصة في القاهرة.

 

وتعرض الشيخ حافظ سلامة لوعكة صحية مؤخرًا نتيجة مشاكل في القلب والجهاز التنفسي، دخل على أثرها مستشفى الدمرداش بالقاهرة، حتى وافته المنية.

 

وأعلنت أسرة الشيخ حافظ أنه سيتم تشييع الجنازة اليوم الثلاثاء من المسجد الكبير بمدينة السلام بالسويس، وسيتم دفنه بمقابر السويس الجديدة.

 

ولد الشيخ سلامة في السادس من ديسمبر عام 1925، وكان الرابع بين أبناء والده الحاج علي سلامة تاجر الأقمشة.

 

وبدأ حافظ حياته في الكتاتيب، ثم التعليم الابتدائي الأزهري، وثقف نفسه في العلوم الشرعية والثقافة العامة ودرس العديد من العلوم الدينية ثم عمل في الأزهر واعظًا، حتى أصبح مستشارًا لشيخ الأزهر لشؤون المعاهد الأزهرية حتى 1978.

 

رمز للمقاومة

 

الشيخ حافظ سلامة الذي رفض الزواج واتخذ من المقاومة رفيقا لحياته، كان واحدا من رموز المقاومة الشعبية في مصر خاصة بعد دوره في حرب الاستنزاف، وصمود السويس 100 يوم.

 

وتقول وسائل إعلام محلية مصرية، إن الشيخ حافظ سلامة كان "أحد أسباب عدم استسلام مدينة السويس الباسلة عقب الثغرة في حرب أكتوبر 1973 وصمود المدينة أمام الحصار".

 

ومع اندلاع الحرب العالمية الثانية، رفض "حافظ" الهجرة مع أسرته إلى القاهرة، وبقي في السويس يدير محل أقمشة مملوكا لوالده لينفق على أسرته ونفسه، وكان عمره 19 عامًا حين لعب دورًا مهمًا في عمليات الدفاع المدني بمساعدة الجرحى والمصابين.

 

ويقول سلامة في أحد حواراته الصحفية، إنه كان يجتمع بالفدائيين وتوزيع المهام التي كانوا يقومون بها إلى أن تمكنت المقاومة الشعبية من منع العدو الإسرائيلي من احتلال محافظة السويس.

 

وأثناء حرب أكتوبر 1973، لعب حافظ سلامة دورا من أهم أدوار حياته - وفقا لبوابة أخبار اليوم" المصرية – وهنا يقول الفريق سعد الدين الشاذلي، رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية خلال حرب العاشر من رمضان السادس من أكتوبر 1973، "إن الشيخ حافظ سلامة رئيس جمعية الهداية الإسلامية، إمام وخطيب مسجد الشهداء، اختارته الأقدار ليؤدي دورا رئيسيا خلال الفترة من 23- 28 أكتوبر عام 1973م عندما نجحت قوات المقاومة الشعبية بالتعاون مع عناصر من القوات المسلحة في صد هجمات العدو الصهيوني وإفشال خططه من أجل احتلال المدينة الباسلة".

 

تجربة سلامة الطويلة في مقاومة المحتل طيلة عشرات السنين، أنضجت تصوره للواقع السياسي في مصر، ومنحته الجرأة اللازمة لمواجهة المواقف الصعبة.

 

محارب ضد الإخوان

 

فكما حارب سلامة المعتدين، وقف أيضا في وجه جماعة الإخوان، وكان من أبرز المعارضين لها في فترة وجودهم بالحكم.

 

ويقول سلامة في أحد حواراته الصحفية، في أبريل 2012 متسائلا عما فعله الإخوان منذ سيطرتهم على مجلسي الشعب والشورى، وأنهم لم ينجزوا شيئا يذكر.

 

وفي 24 يناير 2013، صدح بكل قوة وجرأة، موجها حديثه للإخوان: "والله لقد حيرتمونا وكنتم على رأس المصائب التي حلت بالبلاد والعباد"، بحسب بيان للشيخ سلامة تناقلته وسائل الإعلام حينها.

 

كما هاجم في نفس البيان حكومة هشام قنديل، رئيس الوزراء في عهد الإخوان، قائلا إنها حكومة فاشلة لا تعبر عن المصريين، وتتخذ سياسات وصفها بالمريضة في ظل استمرار الارتفاع الجنوني للأسعار، وفي ظل التخبط في السياسات التي تقدمها الحكومة.

 

كما رفض الشيخ حافظ محاولات الإخوان الزج باسمه دائما بشكل كاذب، عقب زعمهم مشاركة "سلامة" في مظاهرات ووقفات مؤيدة للإخوان عقب ثورة 30 يونيو، قائلا للجماعة: "اتقوا الله وكفى الزج باسمي في مظاهراتكم المريبة". 

 

وتنبأ سلامة في يناير 2013 بخروج الشعب المصري ضد الرئيس الإخواني محمد مرسي في الشوارع والميادين، للمطالبة بسقوطه، وهو ما تحقق بعد مرور أشهر قليلة.

 

وعقب سقوط حكم الإخوان، وفي سبتمبر 2013، أكد سلامة في حوار مع بوابة "فيتو" المصرية، أن "الإخوان أهدرت كل فرص إجراء المصالحة، وفات أوانها"، مشيرا إلى أن "ما يتردد عن مراجعات الإخوان لن تكون صحيحة؛ لأن هدفها البحث عن مخرج آمن".

 

وبوفاة سلامة خيّم الحزن على صفحات فيسبوك وتويتر، بعد أن قام رواد تلك المواقع بنشر صوره وتقديم العزاء إلى أسرته ومحبيه.