في "تسجيل مسرب".. ظريف يفضح المستور: دبلوماسية إيران تخدم مليشياتها

عرب وعالم

اليمن العربي

کشف وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف عن تدخلات القائد السابق لفيلق القدس قاسم سليماني في ملف السياسة الخارجية لبلاده.

 

وتحدث ظريف في تسجيل صوتي مسرب، وهو جزء من مقابلة تلفزيونية استغرقت 3 ساعات وكان مقررا أن تبث بعد انتهاء ولاية الحكومة الإيرانية الحالية، حول أن التدخلات العسكرية تتحكم في الدبلوماسية بالبلاد، قائلا: "سياسة الميدان-التدخلات العسكرية-تقود الدبلوماسية وليس العكس".

 

وأشار وزير الخارجية الإيراني في المقابلة التي أجراها مع سعيد ليلاز، خبير اقتصادي مؤيد لحكومة حسن روحاني، في مارس/ آذار الماضي، إلى أن إيران خسرت كثيرا فيما يتعلق بالاتفاق النووي جراء تدخلاتها العسكرية بالأزمة السورية، حسبما أوردت محطة "إيران إينترناشيونال" التي تتخذ من بريطانيا مقرا لها.

 

وتطرق ظريف إلى أن قاسم سليماني (قتل بضربة أمريكية في العراق مطلع عام 2020) القائد السابق لفيلق القدس، الذراع العسكري الخارجي للحرس الثوري الإيراني، كان يمارس ضغوطا وتدخلات في عمل وزارة الخارجية بالبلاد، وضحى بالدبلوماسية من أجل العمليات العسكرية.

 

وقال وزير خارجية إيران في جانب آخر من المقابلة المسربة، إن من وصفهم بـ "المتشددين" في بلاده حاولوا عرقلة إبرام الاتفاق النووي عام 2015 عبر عدة خطوات بدأت بسفر قاسم سليماني لروسيا بناءا على رغبة موسكو دون تنسيق مع الخارجية الإيرانية، وانتهت بشن هجوم على السفارة السعودية في طهران.

 

وأوضح في التسجيل الصوتي المسرب، أن سليماني كان يفرض عليه شروطا مسبقة عند الجلوس إلى طاولة مفاوضات تخص سوريا، ولم يكن يقتنع الأخير بطلبات ظريف التي من بينها تجنب استخدام طائرات مدنية إيرانية عند السفر إلى دمشق التي شهدت اشتباكات حربية في السنوات الماضية. (طلب وزير الخارجية الإيراني من المحاور تجاهل نشر هذا الجزء)

 

وأكد ظريف ضمنيا في التسجيل الصوتي الذي أثار حالة جدل واسعة في الأوساط الإعلامية داخل بلاده أن النظام الإيراني استغل الدبلوماسية لخدمة التدخلات العسكرية خارج الحدود، بقوله "كلما كنت أذهب للتفاوض كان قاسم سليماني يقول لي خذ هذه النقطة بعين الاعتبار، التفاوض لإنجاح ساحة المعركة باعتبارها هي الأولوية".

 

ويمكن القول أن تصريحات ظريف التي وردت في التسجيل الصوتي المسرب تعكس واقع الأمر الحاصل من حيث فرض الحرس الثوري سياساته على الجهاز الدبلوماسي في إيران التي وصف وزير خارجيتها استراتيجية نظامها بـ "الحرب الباردة"، حسب تعبيره.

 

وأقر الوزير الإيراني أن طهران أنفقت الكثير من المال بعد توقيع الاتفاق النووي مع قوى عالمية قبل 5 سنوات، مشيرا إلى أن هذا الأمر كان بغرض التقدم في العمليات العسكرية، وفق قوله.

 

واعتبر الدبلوماسي الإيراني في المقابلة أن روسيا تعارض حدوث تقارب بين طهران والغرب باعتبار أن هذه الخطوة ستضر مصالحها، لافتا إلى أنه لم يحدث تغيير في سلوك الإدارة الأمريكية الجديدة تجاه إيران منذ تولي جو بايدن السلطة بالولايات المتحدة، مطلع العام الجاري.

 

ولفت إلى أنه (ظريف) تلقى تحذيرا من وزير الخارجية الأمريكي الأسبق جون كيري عام 2016، بسبب زيادة الرحلات الجوية المدنية الإيرانية إلى سوريا بنحو 6 أضعاف، مردفا أن هذا تم بسبب ضغوط ونفوذ سليماني لدعم العمليات العسكرية هناك.

 

شاهد من هنا..