تمثال "بورقيبه" يعود من "منفاه" بعد 16 عامًا على رحيل صاحبه

منوعات

تمثال الرئيس التونسي
تمثال الرئيس التونسي الأسبق

عاد تمثال الرئيس التونسي الأسبق، "الحبيب بورقيبة"، اليوم الإثنين، إلى ساحة "14 جانفي" وسط العاصمة تونس، بعد نحو 28 سنة من نقله إلى منطقة حلق الوادي، الضاحية الشمالية للعاصمة، وبعد 16 عاما من وفاة بورقيبة، أول رئيس لتونس بعد الاستقلال.

والتمثال، الذي يظهر فيه بورقيبة ممتطيا جواده وملوحا بيديه، تمت إعادته بمبادرة من الرئاسة التونسية إلى مقره الأصلي، الذي غادره في أواخر العام 1987، وبدايات العام 1988، بقرار من الرئيس التونسي الأسبق، زين العابدين بن علي، التي نفذ انقلابا على بورقيبة، بدعوى أنه "عاجز صحيا" عن إدارة شؤون البلاد.

وآنذاك، عد البعض نقل التمثال بمثابة "نفي" له، بعدما تم إيداع صاحبه قيد الإقامة الجبرية في منزله من قبل السلطات في عهد بن علي (7 نوفمبر 1987 – 14 يناير 2011).

ويعود تمثال بورقيبه إلى مكانه الأصلي، اليوم، بينما تغير كل شي من حوله، فالرئيس بن علي لم يعد موجودا، والساحة تغير اسمها من "ساحة 7 نوفمبر 1987"، في إشارة إلى تاريخ الانقلاب على بورقيبة، وحملت اسم الثورة التي أطاحت بمن أطاح به "ساحة 14 جانفي".

وقام العمال التابعون لوزارة الأشغال العمومية بإعادة التمثال إلى مكانة في ساحة "14 جانفي" وبالتحديد في مواجهة مقر وزارة الداخلية في شارع "الحبيب بورقيبة"، الذّي عرف أحداث الثورة التونسية في 14 يناير 2011، التي أطاحت ببن علي.

وتم نصب التمثال، عبر رافعة، على قاعدة من الرخام الوردي ارتفاعها 10 أمتار.

وكانت عمليات ترميم وتلميع أُجريت للتمثال قبل نصبه اليوم، ومن المتوقع أن يتم تدشينه رسميا في وقت لاحق، لم يعلن بعد.

وحول كواليس نقل التمثال سابقا، قال أستاذ التاريخ في "جامعة تونس" بالعاصمة، خالد عبيد، لـ"الأناضول" إن الرئيس الأسبق بن علي أمر بإزالة تمثال الحبيب بورقيبة المنتصب في قلب شارع "الحبيب بورقيبة" بين أواخر العام 1987 وبداية 1988، ووضع مكانة ساعة عملاقة، وآنذاك غير اسم الساحة من "ساحة أفريقيا" إلى"ساحة 7 نوفمبر"، وهو تاريخ تولي بن علي الحكم في عام 1987.

وإعادة تمثال بورقيبة إلى مكانة الأصلي أثار جدلا بين مؤيد ومعارض، حسب لقاءات أجرتها "الأناضول" مع عدد من المواطنين التونسيين بالعاصمة.

فكبار السن، ممن عايشوا حكم بورقيبة، أيدوا الخطوة، واعتبروها إعادة اعتبار لأول رئيس للبلاد بعد استقلال تونس عن الاستعمار الفرنسي في العام 1956، بينما كان الشباب، والذين لم يعايشوا عهد بورقيبة، رافضين للخطوة، باعتبارها إسرافا ماديا، دون المساس بشخص صاحب التمثال.