"طريق الحرير" التركي.. مشروع "ملغوم" يهدد التجارة العالمية

عرب وعالم

اليمن العربي

تروج تركيا حاليا لمشروع تجاري ،لم يلق أي قبول أو تأييد، قالت أنقرة إنه سيربط حركة التجارة بين آسيا وأوروبا عبر خط سكك حديدية.

 

وتسعى تركيا عبر الترويج لهذا الطريق "الملغوم" للخروج من أزمتها الاقتصادية الطاحنة،وفق مراقبين.

 

وخط السكك الحديدية الذي تريد تركيا أن يكون بديلا لطرق ملاحية أخرى سيمتد من آسيا إلى أوروبا حتى يصل الصين، كما يمتد من تركيا إلى جورجيا ومنها إلى أذربيجان.

 

واستبقت تركيا إكمال طريق الحرير الصيني لتبدأ الترويج لهذا الخط ، زاعمة أنها تسعى للسيطرة على حركة التجارة العالمية بين الشرق والغرب من خلاله.

 

وتريد تركيا من هذا المشروع السيطرة على حركة التجارة وإضعاف خطوط النقل الأخرى، خاصة تلك التي تمر عبر قناة السويس، دون أن تعلن ذلك صراحة.

 

ويلقى هذا المشروع عزوفا من الدول، بسبب مخاطره العالية، إذ ما تزال تفضل خطوط التجارية التقليدية وأبرزها قناة السويس.والأسبوع الجاري.

 

وكثفت تركيا الترويج لهذا المشروع، وقالت "يتزايد الطلب على تلك الخطوط يوما بعد يوم في اتجاه أوروبا إلى بلغاريا ورومانيا وصربيا والمجر وبولندا والنمسا وسلوفينيا والتشيك وفرنسا وألمانيا" وضمن محاولات تركيا لتحقيق أكبر استغلال في علاقاتها من دول الجوار، فإنها بدأت بتنظيم رحلات تجارية للسلع من الأسواق المصدرة إلى المستوردة، عبر "باكو - تبليسي - قارص" (ينطلق من أذربيجان إلى تركيا عبر جورجيا).

 

وفي محاولة من أنقرة للإضرار بقناة السويس حينما واجهت الأخيرة أزمة مؤقتة بجنوح سفينة حاويات ، تحدثت أنقرة عن أهمية ليبيا التي تتدخل في مختلف قطاعاتها بشكل سافر.

 

وتعمل تركيا على استغلال ليبيا لمصلحتها الضيقة، وأعلنت الشهر الماضي أنها قريبة من إنشاء منطقة لوجستية تهدف للدخول في عمق القارة الإفريقية عبر ليبيا، بدلا من قناة السويس حاليا.

 

وأفاد رئیس مجلس الأعمال التركي ـ اللیبي التابع لمجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية في تركیا، مرتضى كارانفیل، بأن المركز المذكور یشكل بدیلاً للداخل الأفریقي، ليكون بديلا عن قناة السويس.

 

وفي فبراير/شباط الماضي، أعلنت تركيا بدء العمل في إنشاء مركز لوجستي في لیبیا، وقالت إنه من المنتظر أن یشكل معبرا لصادراتھا إلى إفریقیا ليكون بديلا عن قناة السويس.

 

وسعى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لاستثمار الدعم الذي قدمته بلاده إلى أذربيجان خلال معارك إقليم ناجورني قره باغ الأخيرة، من أجل خلق واقع جديد في المنطقة يفتح الطريق أمام الأطماع التركية في القوقاز وآسيا الوسطى.

 

وبدأت وسائل إعلام تركية تروج لخط تجاري يمر من أذربيجان، فيما يمكن وصفه بطريق الحرير التركي المعاكس الذي ينطلق من المنطقة الثرية بالنفط والغاز باتجاه الصين وليس من الصين نحو أوروبا مرورا بتركيا.

 

ويرى محللون أن تركيا تحاول أن توظف التاريخ المشترك مع هذه الدول، من أجل فتح الطريق أمام الشركات التركية للتسلل إليها، لكن الأهم هو السيطرة على قنوات وخطوط نقل الغاز إلى أوروبا لتصبح تركيا نقطة ربط رئيسة.

 

وتعتزم تركيا شق قناة "إسطنبول المائية" في الجانب الأوروبي من المدينة، بعد أن تحول مضيق "البوسفور" في إسطنبول إلى أحد أكثر المضائق البحرية حساسية بالنسبة لسفن شحن البضائع، نتيجة الازدحام المروري الحاصل فيه.

 

وفي عام 2017 مرت من خلال مضيق البوسفور 53 ألف سفينة مدنية وعسكرية، بينما عبرته خلال 2020 أكثر من 38 ألف سفينة، ويفسر الانخفاض بالجائحة التي سببها فيروس كورونا المستجد (كوفيد- 19).

 

وفي تفاصيل المشروع، تربط القناة البحر الأسود شمال إسطنبول ببحر مرمرة جنوبا، وتقسم الجزء الأوروبي من المدينة إلى قسمين، ليكون الجزء الشرقي من القسم الأوروبي جزيرة وسط قارتي آسيا وأوروبا