تقرير يكشف عن أطماع تركيا في ليبيا

عرب وعالم

اليمن العربي

تتجاهل تركيا تماما الدعوات الدولية والإقليمية والأممية لإنهاء تدخلاتها في ليبيا بعد التقدم السياسي الحاصل في بلد عانى طيلة عقد من الصراعات المسلحة.

 

ويبدو أن تركيا ستظل عنصر تعطيل لكل الجهود الدولية المبذولة لإعادة ليبيا على طريق الاستقرار وإنهاء حقبة الحروب ما يشير إلى أن التدخل الخارجي سيكون دائما عنصر تعطيل إذا لم تعمل القوى الدولية على الضغط في هذا الجانب.

 

ورغم أن عددا من الدول المتدخلة في ليبيا عبرت عن التزامها بإنهاء تدخلها وبدأت تقوم بخطوات ايجابية في هذا الجانب لكن أنقرة لا تزال تناور مواصلة سياسة التدخل ما يهدد بنقض التفاهمات الليبية الليبية وعودة البلاد إلى مربع العنف.

 

وتعمل تركيا على تدريب عناصر الميليشيات مستندة إلى تفاهمات غير شرعية ولا تحظى بتأييد من القوى الليبية عقدت في 2019 مع حكومة الوفاق الوطني السابقة والمتهمة بالتسبب في فتح البلاد أمام الهيمنة التركية بحجة مواجهة الجيش الوطني الليبي.

 

وشهدت مدينة الخمس الليبية، حفل تخريج طلاب عسكريين دربتهم القوات التركية في إطار مذكرة التعاون العسكرية المبرمة في 2019 وهو ما يشير إلى نهج تركي للدفع نحو العسكرة في ليبيا في إطار مخططات مستقبلية لا تصب في صالح السلام.

 

وحاولت تركيا بعد اشتداد الضغوط الدولية والأممية عليها الإيهام بأنها عمدت إلى سحب مرتزقتها من ليبيا لكن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أكد في تقرير سلّمه الأسبوع الماضي إلى مجلس الأمن عن "قلقه العميق" إزاء "التقارير حول استمرار وجود عناصر أجنبية في سرت ومحيطها ووسط ليبيا".

 

وتقدر الأمم المتحدة عدد المرتزقة في ليبيا بنحو 20 ألف مرتزق بينهم نحو 16 ألف أو أدنى بقليل من المرتزقة الذين جندتهم تركيا من فصائل سورية متشددة موالية لها أرسلتهم إلى غرب ليبيا لدعم ميليشيات حكومة الوفاق (السابقة) التي تُعتبر واجهة لجماعة الإخوان المسلمين.

 

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد كشف مؤخرا عن إعادة تركيا نحو 120 مسلحا من كتيبة السلطان مراد من ليبيا إلى سوريا وفي الوقت ذاته كان فصيل السلطان سليمان شاه (وكلا الفصيلين شكلتهما المخابرات التركية لقتال قوات النظام السوري) يجهز لإرسال عشرات المرتزقة إلى الأراضي التركية ومنها إلى غرب ليبيا على أرجح التقديرات.

 

ويبدو جليا أن تركيا لن تترك مصالحها الاقتصادية وأطماعها في ليبيا بالسهولة التي يتخيلها البعض وهو ما يهدد المسار السياسي في البلاد خاصة وان من بين أهم التفاهمات بين الفرقاء الليبيين هو خروج القوات الأجنبية وفي مقدمتها القوات التركية والمرتزقة الأجانب