الوظائف تفوق التوقعات.. هل عاد اقتصاد أمريكا لزمن الازدهار؟

اقتصاد

اليمن العربي

وظف أرباب الأعمال الأمريكيون موظفين بوتيرة تفوق المتوقع في مارس/ آذار، ما عزز التوقعات بأن اقتصاد الولايات المتحدة استعاد ازدهاره.

 

وتقول رويترز، إن أرباب العمل تشجعوا بفضل زيادة حملات التطعيم والمزيد من الأموال التي قدمتها الحكومة لتخفيف تداعيات الجائحة.

 

وقالت وزارة العمل الأمريكية، الجمعة، إن عدد الوظائف في القطاعات غير الزراعية زاد 916 ألفا الشهر الماضي، في أكبر زيادة منذ أغسطس/ آب الماضي.

 

وعُدلت بيانات فبراير/شباط صعودا لتُظهر إضافة 468 ألف وظيفة بدلا من الرقم السابق المعلن البالغ 379 ألفا.

 

وكان خبراء اقتصاد استطلعت رويترز آراءهم توقعوا ارتفاع الوظائف بواقع 647 ألفا في مارس/آذار.

 

وانخفض معدل البطالة إلى 6% الشهر الماضي من 6.2% في فبراير شباط.

 

لكن المعدل مُقدر بأقل من حقيقته بفعل أناس يصنفون أنفسهم خطأ بأنهم "يعملون لكنهم متغيبون عن العمل".

 

انتعاش القطاعات المتضررة

 

وقطاع الترفيه والفنادق والمطاعم الذي تضرر بشدة من تداعيات كورونا، شهد الانتعاش الأكبر بخلقه 280 ألف وظيفة، وفق وزارة العمل.

 

أما قطاع البناء الذي مر بوضع صعب في فبراير/شباط، فشهد إنشاء 110 آلاف وظيفة جديدة، فيما خلقت الصناعات التحويلية 53 ألف فرصة عمل.

 

وتبشّر هذه المعطيات بالخير، على الرغم من أنها جمعت بداية الشهر، أي قبل أن توسع أغلب الولايات برامجها للتطعيم ضد كوفيد-19 وقبل أن يتلقى كثير من الأمريكيين شيكات دعم بقيمة 1400 دولار من الحكومة الفيدرالية، في إطار خطة مساعدة ضخمة تبلغ قيمتها 1.9 تريليون دولار.

 

ومن المنتظر أن يكون نمو التوظيف أعلى في نيسان/أبريل.

 

"انتصار للديموقراطيين"

 

وقالت نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب الديمقراطية في بيان "يعد تقرير الوظائف لشهر مارس/آذار دليلا قاطعا على أنه في ظل الديمقراطيين في الكونجرس والرئيس بايدن المساعدة موجودة".

 

وأضافت أنه "جرى استعمال أكثر من 100 مليون جرعة لقاح، ووزع أكثر من 100 مليون شيك ووضع نحو مليار دولار في جيوب العمال بفضل خطة الإنقاذ الأمريكية".

 

هل عبرت أمريكا آثار الجائحة؟

 

لا تزال الجائحة نفسها أكبر تهديد للاقتصاد الأمريكي. حيث عادت إصابات كورونا للارتفاع في جزء من البلاد في وقت خفّفت عدة ولايات القيود المفروضة على المطاعم وقاعات السينما والرياضة مثلا.

 

وتسجل أمريكا يوميا 62 ألف إصابة في المعدل.

 

لكن لا يتوقع عديد الاقتصاديين تباطؤا آخر في التوظيف كما حدث في الخريف. ويعود ذلك إلى تسريع حملة التلقيح التي يستعمل فيها يوميا أكثر من 2,5 مليون جرعة (وصلت في بعض الأيام إلى 3 ملايين جرعة).

 

ومع تطعيم المزيد من الأمريكيين، يتزايد النشاط في البلاد.

 

في هذا السياق، بدأ قطاع الرحلات في إظهار علامات تعاف بفضل السياح المحليين، في انتظار السياح الدوليين.

 

لكن التعافي غير متكافئ بين مختلف الجاليات الأمريكية.

 

حيث يظهر التقرير حول التوظيف، المنشور الجمعة، أن معدل البطالة لدى السود ارتفع قليلا، وهو يبلغ في صفوفهم 9,6% مقابل 5,4% لدى البيض.

 

وانخفض متوسط الأجور في الساعة، ما يعني توظيف عمال متدني الرواتب.

 

وكان الرئيس جو بايدن قد وعد باستحداث ملايين الوظائف "جيدة الأجر" وفي القطاعات المستقبلية.

 

وأعلن بايدن هذا الأسبوع عن خطة استثمار ضخمة في البنى التحتية تتجاوز قيمتها 2000 مليار دولار على امتداد 8 أعوام.

 

وسيواجه هذا المشروع نقاشات حادة في الكونجرس لمعارضة الجمهوريين وعددا من الديمقراطيين، لكن من المنتظر أن يدفع النمو الأمريكي في حال إقراره.