صحيفة فرنسية تكشف سبب تخلي أردوغان عن الإخوان

عرب وعالم

اليمن العربي

اعتبرت الكاتبة الفرنسية دلفين مينوي أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يواجه أزمة نفوذ داخل قاعدته من المحافظين الأتراك لتبرير تخليه عن جماعة الإخوان الإرهابية لكسر عزلته.

وقالت مينوي، في مقال لصحيفة "لو فيغارو" الفرنسية، إنه بعد سبع سنوات من العلاقات الساخنة والانتقادات اللاذعة، تكسر تركيا ومصر الجليد. لأول مرة منذ انهيار العلاقات في عام 2013، بعد عزل الرئيس الإخواني محمد مرسي، استأنفت تركيا التواصل.

عودة البراغماتية

إذا كان الانتعاش، الذي بدأ في بداية شهر مارس (آذار)، قد تمّ "تدريجاً" وعبر اتباع "خارطة طريق"، إلا أن هناك تحوّلاً غير مسبوق في أنقرة. 

في عام 2013، هرب العديد من كوادر جماعة الإخوان الإرهابية إلى تركيا، حيث لقيوا ترحيباً من السلطات. لكن منذ فترة، تخلى الرئيس التركي عن انتقاداته، مشيراً إلى تغيير واضح في المسار، وفقاً لعالمة العلوم السياسية جنا جبور، "رغبة منه في العودة إلى البراغماتية".

ولاحظ البيروقراطيون والمستشارون في وزارة الخارجية التركية فشل سياسة أنقرة تجاه مصر، بعدما فهموا أن "الإخوان  لن يعودوا إلى السلطة بعد الآن"، كما تقول جبور.

تهدئة لا تخلو من شروط

وفي خضم الركود الاقتصادي، لا تستطيع تركيا أن تُعادي أوروبا أو جيرانها، لا سيما في حوض البحر الأبيض المتوسط.

"كلّفت السياسة المعادية للسيسي تركيا ثمناً باهظاً، ووقعت مصر اتفاقاً في أغسطس(آب) الماضي لترسيم الحدود البحرية مع اليونان. واليوم، تسعى أنقرة لتوقيع اتفاقية مع القاهرة لإضعاف التحالف والتعاون بين مصر واليونان وقبرص"، بحسب جبور.

من الواضح أن هذه التهدئة لا تخلو من الشروط. ففي مسعى لاستعادة ثقة السيسي، طلبت السلطات التركية مؤخراً من محطات التلفزيون الإخوانية، ومقرها اسطنبول، التوقّف عن بث محتوى ينتقد السيسي.

التخلّي عن "الإخوان المسلمين"

قد تؤدي المصالحة بين هاتين الدولتين، إلى إعادة رسم التوازنات الإقليمية في نهاية المطاف. لكنها لا تزال بعيدة المنال. حتى يومنا هذا، لا تزال الاتصالات على المستوى الوزاري، ويتقصّد الرئيس التركي البقاء خارج المناقشات إلى حين التوصل إلى أي شيء ملموس.

ورأت جبور أن أردوغان "سيواجه مشكلة تتعلّق بنفوذه على المستوى الداخلي، حول كيفية تبرير ذوبان الجليد في العلاقات مع عبد الفتاح السيسي أمام ناخبيه المحافظين"، وسألت: "كيف سيفسّر لقاعدته أنه سيتخلّى عن الإخوان؟".