بمؤتمر دولي.. 6 مليارات دولار مساعدات لسوريا

عرب وعالم

اليمن العربي

تعهد المانحون الدوليون خلال اليوم الثاني لـ"مؤتمر بروكسل الخامس، بتقديم 6,4 مليار دولار من المساعدات للسوريين.

 

وأطلقت الأمم المتحدة "صرخة إنسانية" لجمع 10 مليارات دولار مطلوبة بشكل عاجل لإغاثة 24 مليون شخص بالمنطقة في 2021 (بزيادة مقدارها أربعة ملايين مقارنة بعام 2020)، ويعد هذا الرقم الأعلى منذ بدء الصراع في سوريا قبل عشر سنوات، خلال مؤتمر " من أجل دعم مستقبل سوريا والمنطقة" ببروكسل.

 

وتشمل هذه التعهدات 4,4 مليار دولار للعام 2021 ومليارين للعام 2022 والسنوات التالية، على ما أوضح المفوّض الأوروبي يانيش ليناركيتش في ختام المؤتمر.

 

ولم يعطِ المفوّض على الفور توضيحا حول سبب هذا التراجع.

 

وشارك في المؤتمر أكثر من 50 دولة و30 منظمة دولية، في أكبر حملة سنوية لمساعدة المتضرّرين من الحرب.

 

وتعهدت ألمانيا على لسان وزير خارجيتها هايكو ماس المساهمة ب1,74 مليار يورو (2 مليار دولار) أي ثلث المبلغ الإجمالي الموعود، قبل أن تتبعها الولايات المتحدة التي تعهّدت ب600 مليون دولار.

 

وقال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس "المأساة السورية يجب ألا تستمر عشرة أعوام أخرى. ووضع حدّ لها يبدأ بإعادة الأمل، وبالتزاماتنا هنا اليوم".

 

وقال الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور نايف فلاح مبارك الحجرف، خلال مشاركته في مؤتمر بروكسل الافتراضي الخامس لدعم مستقبل سوريا والمنطقة، الذي استضافه الاتحاد الأوروبي، خلال الفترة 29 -30 مارس الجاري، إن مجلس التعاون تبنى موقفا ثابتا، منذ بداية الحرب في سوريا.

 

وأشار إلى أن دول المجلس ساندت الجهود الإنسانية والإغاثية، وقامت بواجبها الإنساني، كما تدعم جهود الأمم المتحدة الرامية للحل السياسي للأزمة السورية، وفقاً لبيان جنيف 1، وقرار مجلس الأمن رقم 2254.

 

ولفت الدكتور الحجرف الانتباه إلى أن إجمالي مبلغ المساعدات المقدمة من الدول الأعضاء منذ بداية الأزمة السورية بلغ أكثر من 8 مليارات دولار، كما بلغ إجمالي عدد الأشقاء السوريين المقيمين في الدول الأعضاء أكثر من 2 مليون مقيم، يتمتعون بجميع الحقوق والمزايا التي تكفل لهم حياة كريمة.

 

من جانبه، أكد خليفة شاهين المرر وزير دولة الإماراتي، في كلمة أمام المؤتمر، أن الإمارات تؤمن إيمانا قويا بالحل السياسي كمخرج وحيد للأزمة السورية، مع دعمها الكامل لجهود الأمم المتحدة ومبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا جير بيدرسون، إلى جانب جهود الوساطة الدولية الأخرى الهادفة إلى التوصل إلى اتفاق سلام بناء على مؤتمر جنيف وقرار مجلس الأمن رقم 2254.

 

وجدد التأكيد على رفض الإمارات للتدخل الأجنبي في الشأن السوري، والتشديد على أهمية وجود دور عربي فعال في سوريا، ومساعدة السوريين في العودة إلى محيطهم العربي.

 

وأشار إلى أن الإمارات تحتضن على أرضها منذ بداية الأزمة السورية ما يزيد على 130 ألف سوري، موضحا أن الإمارات على مدار سنوات الحرب والمعاناة هذه ظلت على موقفها الداعم للشعب السوري، باسطة يد العطاء بالمساعدات والدعم للأخوة السوريين في الداخل السوري أو في الدول المجاورة المستضيفة للاجئين.

 

ولفت إلى أن الإمارات قدمت على مدار السنوات العشر الماضية ما يزيد على 1.11 مليار دولار أمريكي من المساعدات لغوث اللاجئين السوريين سواء داخل سوريا أو في كل من الأردن ولبنان والعراق واليونان.

 

من جانبه، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، إن بلاده ستقدم مساعدات إنسانية بأكثر من 596 مليون دولار لمواجهة الأزمة السورية.

 

وأضاف بلينكن في بيان، أن المساعدات تهدف إلى تقديم العون للكثير من السوريين في الداخل، والذين يقدر عددهم بنحو 13.4 مليون نسمة.

 

بدوره، قال رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، حسان دياب، إن "الظروف الصعبة في بلادنا تنعكس على وضع اللاجئين السوريين".

 

يذكر أن عدد النازحين السوريين في لبنان يبلغ نحو مليون و500 ألف، ويطالب لبنان بعودة هؤلاء النازحين إلى بلادهم عودةً آمنة وكريمة.

 

من جانبه، قال وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، إن نحو 80% من الشعب السوري يعيشون تحت خط الفقر بسبب الأوضاع الراهنة.

 

في سياق متصل، أكد السفير ياسر عثمان مساعد وزير الخارجية المصري للشؤون العربية، أن "التسوية السياسية هي الحل الوحيد للأزمة السورية ويجب أن تستهدف إنهاء الصراع وحفظ وحدة واستقلال البلاد".

 

وأضاف عثمان: "قلقون إزاء تدخل قوى إقليمية في سوريا ومحاولات فرض تغييرات ديموغرافية في بعض مناطقها".

 

بدوره، قال السفير وحيد مبارك سيار وكيل وزارة الخارجية البحرينية للشؤون الإقليمية ومجلس التعاون: "نؤكد دعمنا للحل السياسي للأزمة السورية المبني على حفظ سيادة البلاد ووحدة أراضيها واستقلالها".

 

وخلال كلمته، دعا السفير حسام زكي الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، إلى تحرك دولي نحو إنهاء الصراع السوري.

 

وشدد على ضرورة "الاسترشاد بالموقف العربي المتمسك بسيادة البلاد ووحدة أراضيها واستقلالها".

 

وثمن الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، بدوره، المساعدات الإنسانية السخية التي تقدمها الإمارات والسعودية والكويت ودول أخرى للشعب السوري.

 

وبدأ الإثنين ولمدة يومين، مؤتمر المانحين عبر الفيديو كونفرانس، بهدف دعوة المجتمع الدولي إلى توفير دعم مالي لسوريا الغارقة في الحرب منذ 10 سنوات وللاجئين السوريين المنتشرين في الشرق الأوسط، نظّمته الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي.

 

وأكدت هيئات الأمم المتحدة المعنية بالمؤتمر في بيان أنه "مع التأثير الإضافي لأزمة كورونا، لم يتمكن المدنيون السوريون الذين يواجهون تزايدا للفقر والجوع وتهجيرا وهجمات متواصلة من التقاط أنفاسهم".

 

وبسبب الجائحة، عقدت النسخة الخامسة من "مؤتمر بروكسل لدعم سوريا" عبر الفيديو، بمشاركة نحو 80 وفدا من 50 دولة، بالإضافة إلى منظمات غير حكومية ومؤسسات مالية دولية ووكالات الأمم المتحدة.

 

ويهدف المؤتمر إلى توفير أكثر من 10 مليارات دولار منها 4.2 مليار دولار للاستجابة الإنسانية داخل سوريا و5.8 مليار دولار إضافية لدعم اللاجئين والمجتمعات المضيفة في المنطقة.

 

وتعهد المشاركون في مؤتمر بروكسل الخامس للمانحين الدوليين بشأن دعم مستقبل سوريا والمنطقة بتقديم المساعدات للسوريين، مشددين على ضرورة المسؤولية الجماعية للمجتمع الدولي لإنهاء المعاناة الهائلة التي خلفتها الحرب.

 

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس، إن العديد من السوريين فقدوا الثقة في قدرة المجتمع الدولي على مساعدتهم في إنهاء الصراع.

 

وأضاف أن لحرب في سوريا ليست حربها فقط، وإنهاؤها والمعاناة الهائلة التي لا تزال تسببها هي مسؤوليتنا الجماعية.