نيويورك تايمز: تعويم "إيفر جيفن" من أكبر عمليات الإنقاذ بالتاريخ الحديث

عرب وعالم

اليمن العربي

عملت قوارب القطر بالتنسيق مع الحفارات لإعادة سفينة "إيفر جيفن" الجانحة في قناة السويس المصرية، والتي تبلغ حمولتها 220 ألف طن إلى المياه، طوال ليلة الأحد وإلى يوم الاثنين، وقبل الفجر مباشرة، تم تعويم السفينة، وكانت هذه نقطة تحول فيما وصفته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، بـ"واحدة من أكبر عمليات الإنقاذ وأكثرها صعوبة في التاريخ الحديث، حيث كان أداء النظام التجاري العالمي السلس على المحك".

 

بعد أيام من جنوحها، تمكن جيش من العمال والمهندسين المصريين من انتزاع سفينة الشحن العملاقة الجانحة التي تسد قناة السويس من الشاطئ، وتحريرها أخيرا يوم الاثنين، مما رفع الآمال في انتعاش أحد أهم المسارات البحرية في العالم بسرعة، والحد من تداعيات الاضطرابات التي أثرت على التجارة العالمية التي تقدر بمليارات الدولارات.

 

وفي غضون ساعات، أطلقت سفن أخرى تنتظر العبور عبر الممر المائي الذي يبلغ طوله 120 ميلاً ويربط بين البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر، محركاتها بعد أيام من الانتظار، وبدأت في التحرك مرة أخرى.

 

ووفقا لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، حصلت فرق الإنقاذ، التي كانت تعمل على الأرض والمياه لمدة 6 أيام وليال، على المساعدة في نهاية المطاف من قوة أقوى من أي آلة شاركت في عملية التحرير: القمر والمد والجزر.

 

وذكر مسؤولو الشحن إن سفينة "إيفر جيفن" التي يبلغ طولها ربع ميل، قد تم تحريرها في النهاية في حوالي الساعة 3 مساءً، وأطلقت الأبواق احتفالاً مع ظهور صور على مواقع التواصل الاجتماعي للسفينة التي عادت للحركة مرة أخرى.

 

وقال بيتر بردوفسكي الرئيس التنفيذي لشركة رويال بوسكاليس وستمنستر وهي شركة إنقاذ بحرية هولندية استأجرها مالك السفينة: "نجحنا"، في بيان له.

 

واحتفل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بهذه اللحظة على تويتر، وكتب: "لقد نجح المصريون اليوم في إنهاء أزمة السفينة الجانحة بقناة السويس رغم التعقيد الفني الهائل الذي أحاط بهذه العملية من كل جانب".

 

وفى وقت مبكر من يوم الاثنين، كان من الواضح أن مؤخرة السفينة قد تم تعويمها، ولكن تحرير مقدمة السفينة من ضفة القناة استغرق عدة ساعات.

 

وعملت طواقم الإنقاذ وفقا لجدول زمني حدده إلى حد كبير المد والجزر، وعملوا على إحراز التقدم خلال الساعات الـ 6 بين الجزر والمد، وفي النهاية أعطى اكتمال القمر يوم الأحد فريق الإنقاذ فرصة واعدة للعمل لمدة 24 ساعة متواصلة، قبل أن يوفر المد الأقوى دفعة حيوية لتحرير السفينة.

 

وكان جيش عمال الإنقاذ ومشغلي الآلات والمهندسين وقادة القاطرات وغيرهم يعرفون أنهم في سباق مع الزمن، حيث يدفع كل يوم ضائع سلاسل التوريد العالمية نحو أزمة كاملة.

 

فعادة ما تمر السفن المحملة ببضائع العالم، بما في ذلك السيارات والنفط والماشية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة، عبر القناة بسهولة، لتزود العالم بالإمدادات بسرعة من خلال القناة التي توفر أسرع طريق من آسيا والشرق الأوسط إلى أوروبا والساحل الشرقي للولايات المتحدة.

 

وأدت المخاوف من أن عملية الإنقاذ قد تستغرق أسابيع، قررت بعض السفن عدم الانتظار، وسلكت الطريق الطويل حول الطرف الجنوبي لأفريقيا، وهي رحلة يمكن أن تضيف أسابيع إلى الرحلة وأكثر من 26 ألف دولار في اليوم من تكاليف الوقود.

 

وقالت شركة برنارد شولت لإدارة السفن، التي تشرف على عمليات السفينة وطاقمها، إن 11 سفينة قطر ساعدت، وانضمت اثنتان إضافيتان إلى العملية يوم الأحد، وعملت عدة حفارات بما في ذلك حفارة شفط متخصصة يمكنها استخراج 2000 متر مكعب من المواد في الساعة، على تحرير مقدمة السفينة.

 

وقال المسؤولون إن فرق من الغواصين تفقدت بدن السفينة طوال العملية ولم تعثر على أي اضرار، كما تم فحص السفينة مرة أخرى بعد تحريرها.

 

هذا وتم قطر السفينة شمالا إلى أوسع جزء من القناة، وهناك يمكن فحصها مرة أخرى دون تأخير حركة السفن الأخرى.

 

وقالت الهيئة العامة لموانئ بورسعيد على تويتر إنه مع خروج السفينة بأمان، استأنفت 43 سفينة أخرى تنتظر العبور رحلتها نحو البحر الأحمر.