أزمة قناة السويس.. التجارة العالمية تخسر 10 مليارات دولار أسبوعيا

اقتصاد

اليمن العربي

قدرت شركة "أليانز" الألمانية العملاقة للتأمين، خسائر التجارة بسبب أزمة الملاحة في قناة السويس، بنحو 10 مليارات دولار أسبوعيا.

 

كما توقع اتحاد الصناعات الألمانية، واتحاد الصناعات الكيماوية، تضرر إمدادات قطاع الصناعة، خاصة قطاع الكيماويات والسيارات.

 

خسائر التجارة العالمية

 

وحسب وكالة الأنباء الألمانية، قدرت شركة "أليانز" الألمانية العملاقة للتأمين الخسائر الناجمة عن تعطل حركة الملاحة في قناة السويس بعد جنوح سفينة الحاويات "إيفر جيفين"، بما يتراوح بين 6 و10 مليارات دولار أسبوعيا للتجارة العالمية.

 

وذكر خبراء الاقتصاد في "أليانز" في تحليل نُشر، الجمعة، أنه في عام 2019 تم نقل 1.25 مليون طن من البضائع عبر القناة، أي 13% من إجمالي حجم التجارة العالمية.

 

وتتوقع أكبر شركة تأمين في ألمانيا، أن "هذا الحادث سيؤدي على وجه الخصوص إلى تأخير تسليم المنتجات اليومية للمستهلكين في جميع أنحاء العالم".

 

وجنحت سفينة "إيفر جيفين"، وهي سفينة حاويات يبلغ طولها 400 متر وتديرها شركة الشحن التايوانية "إيفرجرين"، وسدت مجرى القناة منذ يوم الثلاثاء الماضي، ولم تنجح محاولات تعويم السفينة مجددا حتى الآن.

 

وبحسب "أليانز"، فإن التكدس في قناة السويس يفاقم مشكلة تأخير ووقف توريد البضائع في التجارة العالمية، وقد يعني نقص الإمدادات في أشباه الموصلات وغيرها من المنتجات منذ بداية العام خسارة قدرها 230 مليار دولار أو بنسبة 1.4% للتجارة العالمية.

 

وأوضحت "أليانز"، أن الآثار المترتبة على الحادث من هذا المنظور بالنسبة لأوروبا قد تكون مماثلة لآثار الإغلاق الأول المرتبط باحتواء جائحة كورونا في ربيع 2020، وربما أسوأ بالنسبة للولايات المتحدة.

 

وقالت هيئة قناة السويس، الجمعة، إنه سيتم استئناف عمليات قطر وتعويم السفينة الجانحة بعد إزالة نحو 20 ألف متر مكعب من الرمال.

 

وذكرت الهيئة، أن الجرافات اقتربت لمسافة 15 مترا من مقدمة السفينة، وأنها تستطيع الاقتراب إلى عشرة أمتار بحد أقصى لدواعي السلامة.

 

ووفقا لتقديرات الهيئة فإنه تم الانتهاء من 87% من عمليات التجريف.

 

إمدادات قطاع الصناعة

 

أعرب قطاع الصناعة في ألمانيا، عن مخاوفه من أن تعطل الملاحة في قناة السويس سيؤدي لنقص الإمدادات اللازمة للقطاع.

 

وقال نائب المدير التنفيذي لاتحاد الصناعات الألمانية، هولجر لوش، الجمعة: " سلاسل التوريد البحرية المتعثرة بالفعل بين آسيا وأوروبا مهددة بالتوقف التام".

 

وذكر لوش أن تحويل مسار السفن حول إفريقيا يستغرق أسبوعا إضافيا، وهو أمر مكلف للغاية.

 

 وأضاف: "حتى التأخير لمدة أسبوع واحد يمثل مشكلة، خاصة بالنسبة لفروع الصناعة ذات الإنتاج المبرمج، مثل صناعة السيارات".

 

تجدر الإشارة إلى أنه في نظام الإنتاج المبرمج تصل مكونات التصنيع إلى المصنع في الوقت الذي سيتم فيه معالجتها.

 

وأوضح لوش: "بمجرد إنهاء التعطيل، سيصل التكدس إلى موانئ أوروبا"، مضيفا أنه حتى قبل الحادث كان هناك تباطؤ في حركة شحن الحاويات من الصين إلى أوروبا.

 

سلاسل توريد قطاع الكيماويات

 

وأثرت عرقلة حركة الملاحة في قناة السويس بعد جنوح سفينة الحاويات "إيفر جيفين" على صناعة الصناعات الكيماوية والأدوية في ألمانيا.

 

وقال كبير الاقتصاديين باتحاد الصناعات الكيماوية الألماني، هينريك ماينكه، في فرانكفورت، الجمعة: "في صناعة الكيماويات وعملائها الصناعيين، توقفت سلاسل التوريد من آسيا حاليا"، موضحا أن هذا يؤدي إلى عجز في منتجات أولية مهمة.

 

وأضاف: "يتأثر الطلب على المواد الكيميائية في أوروبا أيضا بشكل سلبي، إذا لم يتم عودة حركة الملاحة في قناة السويس مطلع الأسبوع، سيزداد الوضع سوءا بشكل كبير".

 

وقناة السويس مهمة للصناعات الكيماوية والصيدلانية في ألمانيا، حيث إنه وفقا للاتحاد الألماني، تأتي حوالي 16% من الواردات الكيميائية لألمانيا على متن شاحنات تعبر قناة السويس، كما تنتقل 18% من الصادرات الكيماوية الألمانية إلى آسيا عبر القناة.

 

وبحسب الاتحاد، يأتي الاضطراب في وقت سيئ، حيث إن القدرة الإنتاجية للقطاع حاليا مرتفعة للغاية، وبالتالي فإن الحاجة إلى الإمدادات من آسيا قوية، ذلك إلى جانب الضغط الذي تتعرض له سلاسل التوريد حاليا بسبب جائحة كورونا.