قناة السويس تشهد عبور قافلة سفن الشمال القادمة من بورسعيد

اقتصاد

اليمن العربي

شهدت قناة السويس عبور قافلة سفن الشمال القادمة من بورسعيد، بالتوازي مع الجهود المكثفة لإنقاذ وتعويم سفينة الحاويات البنمية EVER GIVEN.

 

وكانت هيئة قناة السويس قد أعلنت في وقت سابق، اليوم الأربعاء، أن السفينة البنمية العملاقة قد جنحت نتيجة سوء الأحوال الجوية بالكيلومتر 151، خلال عبورها قناة السويس، أحد طرق الملاحة الأكثر استخداما في العالم.

 

وتتولى لجنة إدارة الأزمات بقيادة الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس الإشراف على أعمال تعويم السفينة، لضمان انتظام حركة الملاحة وفقا لأعلى معايير الأمان والسلامة، وخدمة حركة التجارة العالمية.

 

وتأخر عبور عدد كبير من السفن بسبب قطع السفينة العالقة الطريق عليها.

 

وقال رئيس هيئة القناة الفريق أسامة ربيع في بيان إن عمليات إنقاذ السفينة التي جنحت أمس الثلاثاء، تتمّ "بواسطة ثماني قاطرات" تصل قوة شد أبرزها إلى 160 طنا، إذ "يتمّ الدفع من جانبي السفينة وتخفيف حمولة مياه الاتزان لتعويمها".

 

 

ووقع الحادث، بحسب البيان، بسبب "انعدام الرؤية الناتجة عن سوء الأحوال الجوية نظرا لمرور البلاد بعاصفة ترابية، حيث بلغت سرعة الرياح 40 عقدة، ما أدى إلى فقدان القدرة على توجيه السفينة ومن ثم جنوحها".

 

وتم التداول بصورة لسفينة الحاويات العملاقة "إم في إيفر جيفن" عالقة في القناة، التقطتها جوليانا كونا من على متن سفينة "مارسك دنفر" المتوقفة وراء السفينة الجانحة ونشرتها على حسابها على "أنستقرام".

 

كما نشرت هيئة قناة السويس صورا للسفينة، أوضحت واحدة منها تعثر السفينة بيابسة ضفة القناة، ووجود معدات حفر بجانبها لمحاولة إزاحة الطرف العالق عن اليابسة.

 

ويبلغ طول السفينة 400 متر وعرضها 59 متراً. وتبلغ حمولتها الإجمالية 224 ألف طن، بحسب بيان الهيئة، وقد جنحت "في رحلتها القادمة من الصين والمتجهة إلى روتردام" في الناحية الجنوبية للقناة.

 

ونتيجة الحادث، كانت عشرات السفن لا تزال تنتظر لعبور القناة في انتظار تحرّك سفينة الحاويات.

وكان ربيع أشار إلى "انتظام" حركة الملاحة "مرة أخرى من خلال مجرى القناة الأصلية، و"عدم ادخار جهد" لـ"خدمة حركة التجارة العالمية".

 

ولم يكن الوضع قد عاد إلى طبيعته بعد ظهر اليوم، لكن مصدرا في هيئة قناة السويس قال لفرانس برس إن السفن القادمة من المتوسط بات في إمكانها الاتجاه جنوبا نحو البحر الأحمر. لكن لم يعرف ما إذا كانت هذه السفن ستضطر للانتظار في منطقة البحيرات في محيط الإسماعيلية قبل الإبحار نحو الجنوب في اتجاه البحر الأحمر.

 

وقالت خبيرة النقل واللوجستيات كاميلي إيجلوف من مجموعة "بوسطون كونسالتينج"، إنها ستكون "مسألة ساعات" قبل أن تُستأنف حركة الملاحة البحرية مجددا، لكن تكلفة ذلك ستكون عالية.

 

ووصفت إيجلوف تعطّل الملاحة في قناة السويس بأنه سيكون له "تأثير الدومينو" على جميع الموانئ الأوروبية خلال الأيام المقبلة.

وأشارت إلى أن السفن الكبرى لن تتمكن من المرور عبر الممر الأصلي القديم، لكن السفن الصغرى يمكنها ذلك، وبالتالي السيناريو ليس كارثيا".

 

وافتتحت قناة السويس التي تربط بين البحرين الأحمر والمتوسط في 1869. وأعلن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في 2015 مشروعا لتطوير القناة يهدف إلى تقليل فترات الانتظار ومضاعفة عدد السفن التي تستخدمها بحلول عام 2023. ولهذه الغاية، كان المصريون حفروا في 2014 مجرى جديدا هو الذي علقت فيه سفينة الحاويات.

 

ولا يعد جنوح سفينة الحاويات البنمية العملاقة الأول من نوعه. فقد شهد المجرى الأصلي للقناة في عام 2012 جنوح سفينة يونانية بعد تعطّل محركاتها، ما أدى إلى تعطل الملاحة حتى تمكنت وحدات الإنقاذ من سحبها.

 

وفي 2014، وقع حادث تصادم بين سفينة حاويات ترفع العلم الألماني وأخرى ترفع علم سنغافورة، وتسبب ذلك أيضا في تعطل حركة الملاحة مؤقتا في المجرى المائي الحيوي.

 

وتؤمن قناة السويس عبور 10% من حركة التجارة البحرية الدولية، وتشكّل صلة وصل بين أوروبا وآسيا.

 

واستخدمت هذه القناة العام الماضي نحو 19 ألف سفينة، وفقاً لهيئة قناة السويس.

 

وتعتبر القناة مصدر دخل حيوي لمصر وبلغت إيراداتها 5,61 مليار دولار العام الماضي.

 

ووجه السيسي الشهر الماضي باتباع "سياسات تسويقية مرنة" لقناة السويس تتناسب مع الظروف الاقتصادية العالمية خصوصا في ظل تداعيات جائحة كوفيد-19، بشكل يحافظ على معدلات الحركة الملاحية بها.

 

وحذرت الهيئة العامة للأرصاد المصرية في بيان ليل الإثنين من نشاط رياح مثيرة للرمال والأتربة على معظم أنحاء البلاد "تصل لحد العاصفة" في بعض المناطق، ما يضعف الرؤية ويحدث ارتفاعا في أمواج البحر.