لاجئو سوريا في تركيا..ضحايا العنصرية وابتزاز أردوغان

عرب وعالم

اليمن العربي

لا يتمتع السوريون بالحماية القانونية اللازمة في تركيا، التي لاتصنفهم لاجئين وفق معايير الأمم المتحدة، إذ اختار حزب "العدالة والتنمية" الحاكم اعتبارهم "ضيوفاً" لإجبارهم على قبول كل ما تعرضه عليهم السلطات التركية ومنعهم من الشكوى من ظروف مُعاملتهم، بينما تواصل أنقرة طلب مليارات اليوروهات من الاتحاد الأوروبي بحجة مُساعدة اللاجئين السوريين الذين باتوا ضحايا للعنصرية وجرائم الكراهية.

 

وفي هذا الإطار قالت يومية "لاكروا" الفرنسية، إنّ وضع اللاجئين السوريين في تركيا يزداد صعوبة في ظل استمرار الحرب الأهلية في بلادهم التي أجبرت ما يزيد عن 5 ملايين منهم على الهجرة، بينما يدعي إعلام حزب العدالة وجود نحو 4 ملايين منهم في تركيا في ابتزاز واضح للغرب ومُتاجرة بشعارات الدين والأخوة، في حين تكشف أرقام الأمم المتحدة أن عددهم الفعلي لا يتعدى المليونين.

 

وتقول الصحيفة الكاثوليكية، إن الأزمة الاقتصادية التركية، التي تفاقمت بسبب وباء كورونا، حيث بات الاقتصاد التركي في أضعف حالاته، أدت إلى تعقيد العلاقات المتوترة بالفعل بين الأتراك واللاجئين السوريين، وبعد مرور 10 أعوام على اندلاع الصراع، لم يعد السوريون موضع ترحيب في تركيا، وهم يشعرون بذلك إذ يُنظر إليهم على أنهم عبء ومُنافس غير عادل على الوظائف، لقبولهم أجوراً مُتدنية يفرضها أرباب العمل الأتراك.

 

ونقلت "لا كروا" عن عبد الله ملحم الذي وصل إلى تركيا من حلب في 2014 مع زوجاته وأبنائه وأحفاده، أن "بعض الأتراك طيبون ويساعدون السوريين لكن غيرهم لا يحبونهم، ويسألون في الشارع باستمرار، متى ستعودون إلى سوريا؟" وهو ما أيّده غالبية السوريين المُنتشرين في المُدن التركية.

 

وأضافت اليومية الفرنسية، أنّه في بداية الأحداث في 2011، فتح الأتراك، بدعوة من رئيسهم رجب طيب أردوغان، لأسباب سياسية وأيديولوجية دينية، أبوابهم على نطاق واسع أمام "إخوانهم" في الدين، السوريين، واعتقد الجميع أنه مجرد استقبال مؤقت، فسُمح لهم بالوصول إلى الخدمات العامة التركية، لكن وبعد 10 أعوام، فإنهم لا يزالون هناك.

 

وبسبب للعنصرية والتنمر، اضطر عدد كبير من الأطفال السوريين في تركيا إلى التخلي عن تعليمهم ومحاولة العمل بدل ذلك.

 

وكشف تقرير لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن 41% من اللاجئين السوريين الذين يذهبون إلى المدارس في تركيا، يقولون إنهم غير قادرين على تكوين صداقات، في حين قال 57% إنهم شعروا بعوائق شديدة في المواقف الاجتماعية بسبب حاجز اللغة. وقال 92% إنهم يرغبون في العودة إلى ديارهم.

 

كما تمر حوادث قتل السوريين في تركيا بلا عقاب ما يُشجع على ارتكاب مزيد من الجرائم لأبسط الأسباب، ويُعمق مشاعر الكراهية المُتبادلة، إذ تُحاول حكومة أردوغان التغطية والتعتيم على قتل أتراك للاجئين سوريين على أراضيها، وهي الجرائم التي تزايدت في الآونة الأخيرة حتى غدت سياسة ممنهجة تستعين بها لإرهاب من دأبت على تسميتهم "ضيوفاً" لدفعهم لمُغادرة البلاد