المملكة السعودية تحارب إرهاب الإخوان في المدارس والجامعات

عرب وعالم

اليمن العربي

مبادرات فكرية ودعوية، أطلقتها السعودية هذه الأيام، لمحاربة التنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها جماعة الإخوان، بالمدارس والجامعات.

 

في أحدث تلك المبادرات، أعلنت وزارة التعليم إنشاء وحدات توعية فكرية في إدارات التعليم والجامعات لتعزيز قيم المواطنة والاعتدال والوسطية والتصدي لأفكار التطرف والانحلال.

 

جاءت تلك المبادرة بعد أيام من إطلاق وزارة الشؤون الاسلامية والدعوة والإرشاد بمشاركة وزارة التعليم ورئاسة أمن الدولة "المبادرة الدعوية للتأكيد على مضامين بيان هيئة كبار العلماء في التحذير من جماعة الإخوان الإرهابية".

يأتي ذلك ضمن استراتيجية سعودية شاملة ومتواصلة تستهدف توجيه ضربة قاضية لفلول جماعة الإخوان الإرهابية، في مختلف المؤسسات الدعوية والتعليمية.

وأعلنت وزارة التعليم السعودية عن إنشاء وحدات التوعية الفكرية في جميع إدارات التعليم والجامعات.

 

وقال وزير التعليم د.حمد بن محمد آل الشيخ: "إن الوزارة تهدف من إنشاء وحدة التوعية الفكرية في كل إدارة تعليم وجامعة لتعزيز الولاء للدين ثم لولاة الأمر، والانتماء للوطن، ونشر قيم الوسطية والاعتدال والتسامح والتعايش، والوقاية من الفكر المتطرف ومعالجة آثاره، وتشجيع المبادرات العلمية والبحثية في القضايا الفكرية".

 

وأشار إلى أن "الوحدة ستعمل على رصد المخالفات والأفكار والسلوكيات المتطرفة والمنحلة، والظواهر السلبية التي تدعو إلى الاختلال والخروج عن مصفوفة القيم المجتمعية."

 

وشدد على أن "الوزارة لن تسمح باستغلال المؤسسات التعليمية للترويج للفكر المتطرف، أو لممارسة أي سلوكيات تدعو إلى الانحلال، أو استخدام المسؤولية المهنية التعليمية في غير سياقاتها الوطنية".

وبين أن تلك الوحدة تستهدف تعزيز (الحصانة والحماية الذاتية)، وأن يحمي كل طالب ومعلم وعضو هيئة تدريس وإداري نفسه من الوقوع في أي مظاهر انحراف فكري، و(التوعية) من خطر الانزلاق في مواطن الشبهات في العالم الافتراضي المفتوح الذي لا حدود له، والمتربصون فيه كُثر، والتضليل الفكري ينشط فيه بلا توقف.

 

وأكد أن الوزارة ستمنح هذه الجهود مزيداً من العناية والاهتمام، وتمكينها لتحقيق أهدافها الإستراتيجية وفق رؤية المملكة 2030.

 

وتكاملا مع تلك الجهود، أطلقت وزارة الشؤون الاسلامية والدعوة والإرشاد بمشاركة وزارة التعليم ورئاسة أمن الدولة  قبل أيام المبادرة الدعوية للتأكيد على مضامين بيان هيئة كبار العلماء في التحذير من جماعة الإخوان الإرهابية.

 

وتهدف المبادرة "لبيان خطر هذه الجماعة على الدين والوطن واستهدافها للُحمةَ الوطنية وزعزعة الأمن".

 

وأوضح وكيل الوزارة للدعوة والإرشاد المكلف عواد بن سبتي العنزي أن هذه المبادرة التي تستمر شهراً تأتي لتعزيز الأمن الفكري وحماية المجتمع من الأفكار الضالة.

 

وبين أن هذه المبادرة تشتمل على محاضرات وندوات تنفذ عبر الوسائط الإلكترونية، التي تستهدف ما يقارب 700 ألف من أعضاء هيئة التدريس في 28 جامعة والمعلمين والمعلمات في التعليم العام وقرابة خمسة ملايين من الطلاب والطالبات في التعليم الجامعي والتعليم العام.

 

وفي إطار تلك المبادرات، شهدت العديد من الجامعات السعودية على مدار الأيام الماضية العديد من المحاضرات الافتراضية بعنوان "ومضات حول بيان هيئة كبار العلماء والتحذير من جماعة الإخوان الإرهابية".

 

كان أحدثها أمس الثلاثاء في جامعة الملك فيصل، وافتتحها رئيس الجامعة الدكتور محمد بن عبدالعزيز العوهلي بكلمة أكد فيها أن المملكة قامت على أسس الشريعة الغراء، والتمسك بثوابتها وقيمها العظيمة، ونهجها الوسطي الحنيف، مشيراً إلى أن الجامعة تضم وحدة للتوعية الفكرية.

 

 

واستعرض بيان هيئة كبار العلماء ومكانة العلماء الراسخين، ووسائل الجماعات وتنظيم الإخوان في نقض وتقليل هذه المكانة، والتحذير من فكر وخطر جماعة الإخوان الإرهابية، والحث على الاجتماع ولزوم الجماعة، وأساليبها في هدم هذا الأصل.

 

وحذر من فكر وخطر جماعة الإخوان، كما سلط الضوء على كيفية حماية الوطن والشباب من الأفكار المتطرفة والأساليب المستخدمة في استدراج الأفراد من الشباب والفتيات.

 

شارك في اللقاء، وكيل وزارة الشؤون الإسلامية لشؤون الدعوة والإرشاد الشيخ عواد العنزي، وأستاذ العقيدة والمذاهب المعاصرة في كلية الشريعة والقانون بجامعة جازان الدكتور محمد خضي، والباحث بإدارة مكافحة التطرف برئاسة أمن الدولة الدكتور عبدالعزيز الهليل.

 

وقبلها بيوم، نظمت جامعة شقراء، الإثنين، لقاء علميًا أيضا في إطار المباردة نفسها.

 

وأوضح رئيس الجامعة الدكتور علي السيف أن بيان هيئة كبار العلماء الذي حذر من جماعة الإخوان الإرهابية، يشكل أساسًا للتصدي لفكر الجماعات المتطرفة كافة، التي تستخدم الدين كوسيلة للوصول لأهدافها، واستقطاب بعض شباب الأمة بالتأثير على أفكارهم ومعتقداتهم، والدخول إلى مجتمعاتهم والتغلغل بينهم بأساليب وطرق ملتوية.

 

من جانبه، أكد الدكتور محمد حفظي، أستاذ العقيدة والمذاهب المعاصرة المشرف على وحدة التوعية الفكرية بجازان، على أن الجماعات الإرهابية تهدف للتقليل من مكانة أهل العلم الراسخين كونهم هم من يبصرون الناس بضلالات هذه الجماعات.

 

كما تحدث وكيل وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الدكتور الشيخ عواد العنزي، حول موضوع أهمية الاجتماع ولزوم الجماعة ووسائل جماعة الإخوان الإرهابية في هدم هذا الأصل، موضحاً أن القصد من إقامة مثل هذه البرامج التحذير من هذه الجماعات وحماية النشء منها.

 

بدوره، تناول الباحث في القضايا الوطنية والأمن الفكري برئاسة أمن الدولة الدكتور عبدالعزيز الهليل، التحذير من فكر وخطر جماعة الإخوان الإرهابية من خلال 6 وقفات تاريخية لهذه الجماعة التي بدأت منذ ما يقارب 100 عام.

 

وفي اليوم نفسه، افتتح رئيس جامعة الطائف الدكتور يوسف عسيري، الإثنين، ندوة علمية بعنوان: "تأملات في بيان هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية في التحذير من جماعة الإخوان الإرهابية" في إطار المبادرة نفسها.

 

كما تم تنظيم لقاءات اقتراضية مماثلة في كل من جامعة جازان، وجامعة الملك عبدالعزيز بجدة.

 

تأتي تلك الجهود في إطار حرب متواصلة تشهدها المؤسسات التعليمية في المملكة ضد أفكار الإخوان الإرهابية.

 

وعلى مدار الأعوام الماضية، أصدرت المملكة قرارات عدة تهدف إلى تجفيف منابع أي تطرف، وخصوصا في المؤسسات التعليمية.

 

وقبل نهاية عام 2015، اتخذت وزارة التعليم السعودية إجراءات للتطهر من جيوب الإخوان، فقامت بسحب 80 مؤلفاً لأعلام الجماعة الإرهابية، على رأسها كتب حسن البنا وسيد قطب ويوسف القرضاوي وأبي الأعلى المودودي وعبدالقادر عودة ومصطفى السباعي، من جميع مكتبات المدارس السعودية.

 

وفي 2018، استبعدت وزارة التعليم عدداً من منسوبيها من معلمين وأعضاء هيئة تدريس في الجامعات، لتأثرهم بأفكار جماعات محظورة ومصنفة إرهابية، منها جماعة الإخوان المسلمين وغيرها، وتم ذلك بالتنسيق مع الجهات الأمنية والتحري والتحقق.

 

وفي مايو/أيار الماضي، أصدر وزير التعليم قرارا بإبعاد المعلمين الذين انتهجوا مخالفات فكرية.

 

ومنح الوزير مديري التعليم حق «الإبعاد الفوري للعاملين في المدارس ممن لديهم مخالفات فكرية وتكليفهم بأعمال إدارية خارج المدارس بصفة مؤقتة لحين البت في القضية».

 

وتشهد السعودية جهودا دعوية بارزة مكثفة وتقوم بها مختلف المؤسسات الدينية في المملكة ممثلة في هيئة كبار العلماء، والرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء، ووزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد والرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في إطار حرب دعوية شاملة تستهدف كشف أساليب جماعة الإخوان الإرهابية وخطرهم على المجتمع، وحماية المنبر الدعوي من فكرها المنحرف ونشر الوسطية والاعتدال.

 

وكان المفتي العام للسعودية، الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، قد أصدر فتوى في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بأن جماعة الإخوان المسلمين "ضالة ولا تمت للإسلام بصلة".

 

وأكد آل الشيخ، ردا على سؤال حول جماعات الإرهاب التي تدعي الانتساب للإسلام وعلى رأسها جماعة الإخوان وداعش وجبهة النصرة، أن "جميع الفرق التي ظهرت مؤخرا (داعش أو النصرة أو الإخوان) كلها ضلال سخروا الإسلام لأهوائهم".

 

وأضاف الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ أن هذه الجماعات الضالة "استباحوا الدماء وانتهكوا الأعراض ونهبوا الأموال وأفسدوا في الأمر".

 

وشدد الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، الذي يتولى منصب الرئيس العام للبحوث العلمية والإفتاء، على ضرورة دعوة الشباب لعدم الانضمام لهذه الجماعات الضالة.

 

واستبق الفتوى بيان لهيئة كبار العلماء في السعودية، بتاريخ 10 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أكدت فيه أن جماعة الإخوان تنظيم إرهابي لا يمثل منهج الإسلام، ودعت الجميع إلى "الحذر من هذه الجماعة وعدم الانتماء إليها أو التعاطف معها".

 

وتأتي تلك الجهود الدعوية التي تنظم في مختلف مناطق السعودية ضمن استراتيجية شاملة، تستهدف توجيه ضربة قاضية لفلول تلك الجماعة الإرهابية، واجتثاث جذورها.