صحيفة فرنسية: أردوغان يسعى للسيطرة على الجامعات والمغتربين لمزيد من التشدد ضد الغرب

عرب وعالم

اليمن العربي

 

حذر تقرير نشرته صحيفة ”لوموند“ الفرنسية من أن نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يوظفالجامعات التركية لشن حملة واسعة ضد الغرب، مشيرا إلى أنه يتجه ببلاده نحو مزيد من التشدد.

 

واتهم التقرير أيضا ”النظام التركي بأنه يسعى للسيطرة على سكانه المغتربين في أوروبا وتشكيلهم وفقا لشرائعه الثقافية والدينية“.

 

وأضاف: ”لذلك رفض الاتحادان التركيان المقربان جدا من أنقرة، وهما لجنة التنسيق للمسلمين الأتراك في فرنسا، والجماعة الإسلامية في مالي غوروش الممثلة في المجلس الفرنسي للمسلمين، التصديق على اتفاقية ميثاق مبادئ الإسلام في فرنسا، لأنه يحظر الترويج للإسلام السياسي، ونشر الخطب القومية للدفاع عن الأنظمة الأجنبية، وتمويل دور العبادة باللجوء إلى الأموال الأجنبية“.

 

وأشار التقرير إلى أن ”مؤسسة أكاديمية أخرى في إسطنبول، وهي جامعة البوسفور، التي أنشأها المبشرون البروتستانت الأمريكيون في عام 1863، استُهدفت أيضا من قبل النظام في بداية عام 2021، عندما عين أردوغان، مليح بولو، رئيسا لها“.

 

ووصفت ”لوموند“ ذلك التعيين بأنه ”كان ”ضربا لمبدأ الانتخابات المعمول به داخل المؤسسات الأكاديمية لتعيين طاقم الإدارة، فقد كان التعيين متماشياً مع ممارسات المحسوبية، حيث يكون الولاء المطلق هو المعيار الوحيد للأهلية“.

 

وتشهد الجامعة اضطرابات منذ ذلك الحين، حيث يرفض أعضاء هيئة التدريس والطلاب المصادقة على الأمر الواقع، ويرفضون أي اتصال مع الرئيس الجديد ويطالبون باستقالته والعودة إلى ممارسة الانتخابات الجماعية، كما يرفضون حبس وحجز العديد من الطلاب بعد الاحتجاجات، وهو موقف يجد دعما من قبل زملائهم في جامعة غلطة سراي، بحسب ”لوموند“.

 

وقال التقرير: ”في الواقع تقود أنقرة حملة شاملة ضد الغرب مع الرغبة في السيطرة على السكان من أصل تركي في الخارج، لمنع اندماجهم في المجتمعات التي يعيشون بين ظهرانيها، ومع الرغبة أيضا في استهداف تعليم من أصل أجنبي في تركيا ووصفه بالتعليم الاستعماري، مستهدفة جامعتي البوسفور وغلطة سراي، اللتين تجسدان رمزا للتميز والتغريب، الأمر الذي ترى فيه أنقرة محاربة للإسلام السياسي“.

 

وحذر التقرير من أنه ”على هذا النحو يتم تنظيم العالم الأكاديمي والهيئات الكبرى للدولة وإدارة الإقليم والجيش والدبلوماسية والعدالة والخزانة، وكلها نشأت في القرن التاسع عشر، حيث تم إفراغها من محتواها وابتلاعها من قبل النظام“.

 

وأوضح أنه ”بعد إلغاء استقلالية الجامعة في عام 2016، شُنت عملية فصل سريع من قبل مكاتب رئاسية لنحو 9 آلاف معلم وباحث غالبا ما يكونون على مستوى علمي عال. وبينما تمكن البعض من الذهاب إلى المنفى، يحاول الآخرون العيش في وظائف غريبة“.

 

ويشير التقرير إلى أنه ”من بين الرؤساء الذين عينهم أردوغان على رأس 197 جامعة تركية، وصلت نسبة علماء الدين إلى 10%، وهي تتزايد باطراد. وتبدو المستويات الأكاديمية لهؤلاء بعيدة جدا عن المعايير المطلوبة، مع معدل منخفض جدا من المنشورات والبحوث“.