تقرير: أردوغان يخطط لزعزعة استقرار أوروبا

عرب وعالم

اليمن العربي

اعتبر تقرير نشرته صحيفة ”لوفيغارو“ الفرنسية، أن تغير السياسة التركية تجاه أوروبا والسعي إلى التقارب الذي تبديه أنقرة، ليس سوى مناورة تهدف إلى زعزعة استقرار أوروبا.

 

وأشار التقرير إلى تصريح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي قال فيه: إنه يريد ”التعاون“ مع فرنسا في قضية الإرهاب، ونقل عن الخبير في السياسة الدولية كريستيان ماكاريان قوله: إن هذا البيان هو مجرد مناورة أخرى تهدف إلى زعزعة استقرار أوروبا وفرنسا.

 

ورأى التقرير، أنه ”من خلال التغير المفاجئ للهجته تجاه فرنسا والادعاء بالتحرك نحو ”أجندة إيجابية“ تجاه الاتحاد الأوروبي، يسعى أردوغان إلى مزيد من تصدع الاتحاد الأوروبي“، مشيرا إلى أن هناك اختلافا بين فرنسا وألمانيا حول العقوبات التي يمكن أن تفرض على تركيا.

 

 

وأوضح أن فرنسا مع اليونان، الأكثر تصميما في أوروبا على تشديد اللهجة ضد تركيا، حيث ذهب وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان إلى حد الإشارة إلى التهديد بتعليق الاتحاد الجمركي، الأمر الذي يسبب خسائر كبيرة لتركيا في تجارتها مع الاتحاد الأوروبي، بينما تسعى ألمانيا إلى الحفاظ على الحوار بأي ثمن وتفضل كل الحلول الوسط الممكنة.

 

وينقل التقرير عن الخبير كريستيان ماكاريان قوله: ”أردوغان ذهب إلى حد بعيد في عدوانه على فرنسا، لا سيما في استهداف الرئيس ماكرون الذي شكك في مداركه العقلية، والآن يمكنه بسهولة تهدئة خطابه ويقول: يمكننا المساهمة بشكل كبير في الاستقرار والسلام من أوروبا إلى القوقاز ومن الشرق الأوسط إلى أفريقيا هناك أيضا إجراءات يمكننا اتخاذها معا ضد المنظمات الإرهابية“.

 

وأضاف ماكاريان: ”نحن نعلم الدور الغامض على الأقل الذي لعبته تركيا عندما حاربت الدول الغربية تنظيم داعش في سوريا، ونعلم أيضا أن جيب إدلب في شمال غرب سوريا أصبح جحيما تحت سيطرة المتشددين على الرغم من أنه من المفترض أن يكون تحت سيطرة تركيا بفضل صفقة ملتوية إلى حد ما مع الروس“.

 

وأشار إلى ليبيا ”حيث قامت تركيا بتصدير حوالي 10 آلاف متشدد ودفع رواتبهم وتجنيدهم في شمال سوريا، أو التعاقد معهم في تونس“ وفق قوله.

 

وأكد التقرير، أن ”الخط الذي اتبعه رجب طيب أردوغان ليس موضوع تأويل أكثر من كونه موضوع ملاحظة إذ يكفي تلخيص موقفه خلال العام الماضي، لفهم إلى أي مدى يأخذ محاوريه الأوروبيين لممثلين غير قادرين على ترويضه، فيستغل خلافاتهم ويشق طريقها بلا خجل عبر شقوق الاتحاد“.

 

ويشير التقرير إلى أنه ”تاريخيا تعلمت جميع الشعوب المسيحية التي تحملت نير تركيا وأعمال القتل التي تعرضت لها على أيدي الأتراك، أن تكون حذرة للغاية من هذا المكر الدائم لا سيما عندما تستخدم نغمة التحوّل من التهديد إلى التلطيف“.

 

ووفق التقرير، فإنه ”لا توجد فرصة للتهدئة مع تركيا طالما أنها لا تزال تحت سيطرة النظام الحالي للسلطة الشخصية ومحورها أردوغان“.

 

وأكد التقرير، أن ”على الاتحاد الأوروبي مساعدة تركيا على استيعاب المهاجرين على أراضيها، وهذه حقيقة، لكن ذلك لا يمكن أن يشكل أداة ابتزاز لدفع المفاوضات نحو إجراءات أخرى معادية للديمقراطية وتتعارض تمامًا مع مبادئ أوروبا“.

 

ورأى التقرير، أن ”أردوغان سيحاول خلال اجتماع المجلس الأوروبي يومي 25 و 26 آذار / مارس لعب ورقة المصالحة باقتراح تجديد الروابط من خلال زيارة أورسولا فون دير لاين وتشارلز ميشيل إلى تركيا، لكن سيكون من الضروري التمييز بوضوح بين المطالب المشروعة لأنقرة في مسائل التبادل الاقتصادي مثلا والمطالب المهووسة لنظام أردوغان الشخصي“ وفق تعبيره