«نمت قاضيا واستيقظت إرهابيا».. تقرير يوثق معاناة القضاة في تركيا

عرب وعالم

اليمن العربي

كشف القاضي التركي اللاجئ في أوروبا "يافوز أيدين"، عن معاناة القضاة الأتراك في عهد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خلال ندوة أقيمت عبر الإنترنت في 10 مارس، نظمتها منظمة "تركيا تربيونل"، وهي منظمة حقوقية تركية معنية بالدفاع عن حقوق الإنسان، حضرها عدد من رموز القضاء والعدالة في العالم، فضلا عن عدد كبير من القضاة الأتراك الذين نجحوا في الهروب من بطش وطغيان أردوغان، وفقا لما نقله موقع "أحوال" تركية.

 

وجاءت الندوة بعنوان "استقلال القضاء والوصول إلى العدالة في تركيا"، وكان من بين الحضور دييجو جارسيا سايان، مقرر الأمم المتحدة الخاص لاستقلال القضاة والمحامين، وخوسيه إيغريجا ماتوس، رئيس الرابطة الأوروبية للقضاة، وفيليبي ماركيز، رئيس القضاة الأوروبيين من أجل الديمقراطية والحرية (MEDEL).

 

واستندت الندوة عبر الإنترنت إلى تقرير جديد حول "الاستقلال القضائي والوصول إلى العدالة في تركيا"، ورصد الإجراءات التي اتخذتها السلطات العامة الحكومية التركية، منذ عام 2010 حول تقييد القضاء والعدالة والسيطرة عليها، لاسيما التدهور الدراماتيكي في استقلال القضاء بعد محاولة الانقلاب الفاشلة في يوليو 2016.

 

حيث قال أحد القاضي "ديستوبيا كافكا": "ذهبت إلى الفراش قاضيًا واستيقظت إرهابيًا، وكان هذا بالضبط ما حدث لي ولآلاف الزملاء الآخرين في أعقاب الانقلاب الفاشل 2016".

 

أما عن كاتب المقال نفسه القاضي التركي اللاجئ في أوروبا "يافوز ايدين"، فقد قال أنه استطاع الهروب من أردوغان وقمعه عندما دفع له ولأسرته 40 ألف دولار للمهربين من أجل ايصاله إلى أوروبا.

 

ومن بين القضاة الذين دار حولهم الحديث في الندوة "تيومان جوكتشي وسيف الدين يجيت"، وهما قضاة عثرا عليهم متوفيين في زنازين الحبس الانفرادي، وربما لن نتمكن أبدًا من معرفة كيف ماتوا حقًا، ومن بين القضاة الضحايا أيضا" محمد طوسون" حيث توفي في المستشفى بعد إطلاق سراحه من سجن طويل الأمد.

 

أما القاضي "مصطفى أردوغان" فقصته مؤثرة بشكل خاص، حيث كان عضوا في المحكمة العليا عندما ألقي القبض عليه بتهم وهمية لا أساس لها من الصحة وهو في المستشفى، بعد أن خضع لعملية جراحية خطيرة في الدماغ، وبعد قرار الاعتقال أمضى الأشهر الستة الأخيرة في عنبر المعتقلين بالمستشفى دون السماح له بزيارات عائلية، وفقط بعد الغيبوبة المميتة التي دخل فيها تم إطلاق سراحه على الورق، لكنه ظل في نفس المستشفى فاقدًا للوعي حتى وفاته في اليوم الرابع من "حريته".

 

أما "فاطمة وناصر إيشيك"، وهما ثنائي متزوج عملا في القضاء، فقد تم فصلهم من وظائفهم ووصفا بأنهم إرهابيون، وواجهوا عقوبة السجن لعدة سنوات وإلغاء جوازات سفرهم، ولم يكن لديهم خيار آخر سوى الفرار من بلدهم في قارب مطاطي في بحر إيجه، لسوء الحظ عندما غرق القارب الذي استقلوه من قبل مهربي البشر، غرق طفلاهما ماهر البالغ من العمر ثلاث سنوات، وإبراهيم البالغ من العمر ثلاثة أشهر، في المياه الباردة والمظلمة لبحر إيجه في 27 سبتمبر 2019، فيما تسائل الكاتب: "في أي ظروف تضع الأم أطفالها في قارب مطاطي في وسط البحر في ليلة شتاء؟".

 

أما "إبرو تيمتيك" فقد كانت مثالًا نادرًا للتفاني والنضال من أجل حقوق المرأة حتى في ظل أصعب المواقف، حيث كانت محامية في سن 42 عاما وعضوًا نشطًا في مكتب المحاماة الشعبي "Halkın Hukuk Burosu"، في الأيام التي بدأت فيها إضرابها عن الطعام احتجاجًا على التعسف ومقاومتها، كانت تدرك أن جسم الإنسان لا يمكن أن يعيش لفترة طويلة بدون طعام، لكن الحرية وحقوق الإنسان بالنسبة لها أهم من الخبز، وفي النهاية توفيت بعد 238 يوما من إضرابها عن الطعام في جناح المعتقلين في المستشفى، فقد ضحت بنفسها من أجل شيء نحتاج جميعًا إلى الصراخ من أجله، حقوق الإنسان والكرامة