نيوزيلندا تحيي الذكرى الثانية لمجزرة المصلّين وتدعو للوحدة

عرب وعالم

اليمن العربي

أحيت نيوزيلندا أمس الذكرى السنوية الثانية لأحد أكثر أيامها صدمة ومأساوية، عندما قتل مسلح متطرّف أبيض 51 من المصلين في مسجدين في كرايستشيرش. وتجمّع مئات الأشخاص في ساحة كرايستشيرش لحضور صلاة إحياء الذكرى التي تم بثها أيضاً على الهواء مباشرة، بعد أن أُلغي حدث مماثل العام الماضي بسبب الانتشار المفاجئ لفيروس كورونا، وفقا للبيان.

 

ومن الشهادات والقصص المؤلمة التي لم يبرأ جرحها بعد عامين على المأساة، أفادت كيران منير التي قُتل زوجها هارون محمود في الهجمات، إنها فقدت حب حياتها وصديقها الحميم، مشيرة إلى أنّه كان أباً محباً لطفليهما، وتذكر في آخر لحظاتهما معاً الابتسامة التي رسمت على محياه بعد حصوله على درجة الدكتوراه متطلعاً لحفل تخرجه.

 

تضيف الزوجة المكلومة: «لم أكن أعلم أنّ أحلك يوم في تاريخ نيوزيلندا قد جاء، تشظّى قلبي في ذلك اليوم إلى ألف قطعة، تماماً مثل قلوب 50 عائلة أخرى».

 

 

وفي حكايا الناجين من المجزرة المروّعة، يطل تيميل أتاكوكوغو، أحد الناجين من إطلاق النار، رغم تلقيه تسع طلقات خلال الهجوم على مسجد النور، قائلاً إنّ المذبحة كانت نتاج العنصرية والجهل، وأنّها كانت هجمات على البشرية جمعاء، مشيراً إلى أنّ الناجين لن يكونوا قادرين على محو الألم من قلوبهم ولن يعودوا كما كانوا أبداً. وأستدرك: «لكن المستقبل في أيدينا، سنستمر وسنكون إيجابيين معاً».

 

وتعود الأحداث لتاريخ أليم 15 مارس 2019، عندما أقدم برنتون تارانت، على قتل 44 شخصاً في مسجد النور بنيوزيلندا خلال صلاة الجمعة، قبل أن يقود سيارته إلى مسجد لينوود، حيث قتل سبعة آخرين. أقرّ تارانت العام الماضي، بأنه مذنب في 51 تهمة قتل و40 محاولة قتل وتهمة إرهابية واحدة، وحُكم عليه بالسجن المؤبد دون إمكانية الإفراج المشروط.

 

وخلال الفعالية، تمت تلاوة أسماء كل من قُتلوا وعددهم 51 شخصاً. كما تم الاعتراف بجهود المستجيبين الأوائل، بما في ذلك الشرطة والمسعفون.

 

وأخبرت رئيسة الوزراء، جاسيندا أرديرن الحشد، أنه عند التحضير لخطابها كانت في حيرة مما ستقوله لأن الكلمات لن تغير ما حدث، مضيفة: «لكن بينما لا تستطيع الكلمات صنع المعجزات، فإنها تملك القدرة على الشفاء». وأوضحت أنّ الجالية المسلمة عانت من الكراهية والعنصرية حتى قبل الهجمات، ويجب استخدام الكلمات لإحداث التغيير.