مع تآكل شعبيته.. أردوغان يهاجم المعارضة وحركة غولن

عرب وعالم

اليمن العربي

شن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هجوما كبيرا على حزب الشعب المعارض وحركة غولن، في استمرار لهجومه على الخصوم.

 

وجدد أردوغان خلال مشاركته في اجتماع للكتلة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية الحاكم، هجومه على حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة في البلاد، في مشهد متكرر نابع من تزايد شعبية الحزب المعارض.

 

ووصف أردوغان حزب الشعب بـ"الأعمى"، موضحا: "حزبنا يجري الكثير من التطور، لكنّ حزب الشعب الجمهوري لا يريد أن يسمع أو يرى".

 

كما هدد أردوغان، جماعة الداعية فتح الله غولن، التي يتهمها بالضلوع في مسرحية انقلاب 2016، قائلا "سنمزق جماعة غولن".

 

ويأتي هجوم أردوغان على المعارضة في ظل حالة عدم التوازن التي يشعر بها أردوغان، جراء تردي الأوضاع في البلاد، لا سيما الاقتصادية، وتراجع شعبية النظام بشكل كبير.

 

ولا تقتصر عداوات أردوغان على الداخل فحسب، إذ أن له في كل بقعة من العالم عدوًا، وخاصة دول الجوار التي تشهد تدخلات سافرة من أنقرة في شؤونها.

 

عنترية أردوغان في خطاباته السياسية، دفعته كثيرًا إلى الإدلاء بتصريحات تسببت في قطع علاقات مع العديد من الدول، ليتضح له بعد فترة أنه كان مخطئًا فيما قال، فيعود ويتودد ثانية لمن هاجمهم.

 

وحول تداعيات هذه العنترية، قال الكاتب الصحفي التركي طه آقيول، إن "العزلة هي ما نالته تركيا من السياسة الخارجية الحماسية التي اتبعها أردوغان مع انطلاق الربيع العربي في عام 2011".

 

جاء ذلك في مقال للصحفي نشره الموقع الإلكتروني لصحيفة "قرار" المعارضة.

 

واضاف الكاتب أن تركيا بدأت في الآونة الأخيرة تتجه إلى التخلي عن الأسلوب العنتري في سياساتها الخارجية ومحاولة العودة إلى الدبلوماسية.

 

وذكر الكاتب أن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، ووزير الدفاع خلوصي آكار، ومؤخرا وبشكل خاص المتحدث باسم الرئاسية التركية، إبراهيم قالين، أدلوا جميعهم بتصريحات دعت أوروبا والعالم العربي إلى الحوار والتعاون.

 

الكاتب آقيول ذكر أن "تركيا بالغت في رد فعلها حيال جماعة الإخوان في مصر، ما دفع القاهرة إلى التحالف مع اليونان"، مضيفا: “والآن أدلى قالين بتصريح صائب بقوله إن مصر هي قلب وعقل العالم العربي”.

 

وشدد آقيول على "ضرورة عودة تركيا إلى نهجها السابق والتقليدي في سياستها الخارجية بعد مسيرة من النهج العدائي استمرت عشر سنوات؛ فهي في الماضي كانت تتسم بكونها دولة أوروبية بسبب الدبلوماسية والقانون".

 

وخلال الـ9 أيام الأولى من الشهر الجاري، حاولت تركيا التودد 4 مرات لمصر عبر تصريحات من وزيري الدفاع، خلوصي أكار، والخارجية، جاويش أوغلو، والمتحدث باسم الرئاسة، إبراهيم قالن، والمتحدث باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم، عمر جليك.

 

لكن المحاولات التركية لم تلق ردا في القاهرة، ووصفها مراقبون بأنها "محاولة يائسة" لكسر الحصار المفروض على أنقرة في شرق المتوسط.

 

وتقطع الاتفاقيات الثنائية التي تربط اليونان ومصر وقبرص الطريق على أي وجود تركي بمياه البحر المتوسط، وهو الأمر الذي سعى إليه رجب طيب أردوغان من خلال اتفاق مشبوه أبرمه، في نوفمبر/تشرين الثاني 2019، مع فايز السراج، رئيس ما يسمى حكومة الوفاق غير الشرعية في طرابلس الليبية