«أزمات اقتصادية وقمع وفشل الحكومة».. الشعب التركي ينتحر بسبب أردوغان

عرب وعالم

اليمن العربي

يمر المجتمع التركي بمرحلة من بين أسوأ المراحل التي شهدها على مر التاريخ، في ظل ارتفاع معدلات الانتحار بين العمال والأطباء وموظفي العموم والمدرسين في أعقاب اضطرابات اجتماعية وسياسية واقتصادية، حيث كشف تقرير أعده حزب الشعب الجمهوري المعارض عن ارتفاع نسبة الانتحار خلال فترة حكم حزب العدالة والتنمية بقيادة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

 

واستعرضت نائبة رئيس الحزب جمزة أقكوش إيلجازدي، التقرير جيث أكد أن هناك زيادة بنسبة 48 % في حالات الانتحار تحت حكم حزب العدالة والتنمية، وأنه كل أسبوع يموت ما لا يقل عن 65 مواطناً في نظام حكم وصفته بـ«الرجل الواحد»، حسبما أفادت صحيفة «زمان» التركية المعارضة.

 

وأكد خبراء في مجال علم النفس تزايد في حالات الانتحار نتيجة فصل عشرات الآلاف من الموظفين، وتردّي الوضع الاقتصادي والواقع المعيشي للمواطنين.

 

كما أعلن اتحاد الموسيقيين وفناني الأداء في تركيا عن حدوث 100 محاولة انتحار بين موسيقيين لأسباب اقتصادية منذ مارس الماضي، عندما تمّ تسجيل الوباء لأول مرة في تركيا، حيث يشهد الاقتصاد التركي المتعثر ارتفاعا في حجم المديونية العامة، فضلا عن ارتفاع معدلات البطالة، إلى جانب انخفاض قيمة الليرة مقابل الدولار.

 

وازدادت حالات الانتحار في تركيا لأسباب اقتصادية بنسبة 38٪ في الفترة 2017-2019. بينما توفي 232 شخصا في عام 2017 لأسباب اقتصادية، ارتفع هذا العدد إلى 312 في عام 2019.

 

وازدادت حالات الانتحار بين العمال الأتراك هذا العام بسبب ظروف العمل التي تسببت بها جائحة فيروس كورونا المستجد، حيث إنه تم توثيق إجمالي عدد حالات الانتحار بسبب الفقر منذ عام 2002، عندما تولى حزب العدالة والتنمية السلطة، بـ4801 شخصا على الأقل، حيث يبقى الرقم مرعبا في ظل ما تعانيه تركيا من أرقام مرتفعة في البطالة، فيما يتوقع أن تزداد الأوضاع سوء، بسبب التداعيات التي خلفها فيروس كورونا المستجد.

 

وانتحر مواطن تركي في نهاية العقد السادس من عمره، بعد أن شنق نفسه في ورشته بمدينة غازي عنتاب التركية، في يونيو الماضي لمروره بضائقة مالية بسبب الأوضاع الاقتصادية التي تعيشها البلاد.

 

المواطن يُدعى إسماعيل، وهو أب لخمسة أطفال ويعمل نجارًا، ويقيم في مقاطعة شاهين باي، التابعة لمدينة غازي عنتاب التركية، لأنه لم يتمكن من سداد القرض المصرفي الذي حصل عليه من قبل، حيث إن صاحب الورشة البالغ من العمر 59 عاما، لم يتمكن من دفع القرض الذي حصل عليه من البنك بسبب الصعوبات المالية، مما دفعه إلى الانتحار.

 

في حين أنهى 2030 مواطنا تركيا حياتهم لأسباب مختلفة في عام 2002، ارتفع هذا العدد إلى 3 آلاف و406 في عام 2019، وتزعم الحكومة التركية أن 4 من كل 10 أشخاص الذين اختاروا الموت لا يعرف سبب انتحارهم، و بعبارة أخرى، لم يتم منع 42% من حالات الانتحار في تركيا.

 

كما شهدت مقاطعة جيزرا التابعة لمدينة شيرناق التركية، انتحار مواطن من ذوي الاحتياجات الخاصة بإلقاء نفسه من الطابق الرابع بإحدى بنايات المدينة، ليلقى مصرعه على الفور.

 

ويدعى المواطن نظير كيليتش، وهو أب لـ 4 أطفال ومعاق بنسبة 76%، ألقى بنفسه من الطابق الرابع بإحدى البنايات، بعد معاناته لتوفير حياة كريمة لأبنائه بسبب صعوبة حصوله على مساعدات مادية من الدولة.

 

وبين عامي 2017 و 2019، عندما تم تغيير نظام الحكم الرئاسي، انتحر 9916 شخصاً. ويشكل هذا الرقم وحده 19% من 53 ألفاً و 425 حالة انتحار في ظل حكومات حزب العدالة والتنمية، خلال الفترة 2002-2019