السعودية وروسيا يجريان مباحثات ثنائية شملت العلاقات بين البلدين ومستجدات الأوضاع

عرب وعالم

اليمن العربي

أجرت السعودية وروسيا، الأربعاء، مباحثات ثنائية شملت العلاقات بين البلدين ومستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية.

 

جاء ذلك خلال اجتماعين منفصلين، جمعا الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي والأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله وزير الخارجية، مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، في الرياض اليوم الأربعاء.

 

ورحب ولي العهد السعودي، بوزير الخارجية الروسي في زيارته الحالية للسعودية، فيما نقل لافروف تحيات وتقدير الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي العهد الذي حمله نقل تحيات خادم الحرمين الشريفين وولي العهد له.

 

واستعرض الجانبان خلال الاجتماع العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين، ومجالات التعاون المشترك وسبل دعمها وتطويرها في مختلف المجالات.

 

كما بحثا مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية وتنسيق الجهود المبذولة تجاهها بما يعزز الأمن والاستقرار فيها، إضافة إلى عدد من المسائل ذات الاهتمام المشترك.

 

وفي سياق متصل، عقد الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله وزير الخارجية، اليوم الأربعاء، في مقر الوزارة بالرياض، لقاء أعقبه مؤتمر صحفي مع نظيره الروسي لافروف.

 

ورحب بوزير الخارجية الروسي والوفد المُرافق له، مشيراً إلى أن "هذه السنة الـ 95 منذ اعتراف روسيا بالمملكة والسنة 30 لإعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين".

 

وعبر عن تطلع الحكومتينِ للاستفادة من العلاقة لتنسيقِ المواقف وخدمة مصالح البلدين المشتركة.

 

وثمن وزير الخارجية السعودي جهود نظيره الروسي في تعزيزِ العلاقاتِ الثنائية بين البلدين الصديقين في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية وغيرها.

 

وأكد أن ذلك ينبع من حرص القيادات الحكيمة في البلدين للمضي بهذه العلاقات إلى آفاقٍ أرحب، بما يخدم المصالح المشتركة وينمي مجالات التعاون بين البلدين الصديقين.

 

وأوضح أنه عقد اجتماعًا مثمرًا مع نظيره الروسي، ناقش فيه الجانبان عددًا من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك وفي مقدمتها تعزيز التعاون والتنسيق والشراكة بين البلدين، والحرص على تحقيق المصالح المشتركة بما يعزز الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.

 

وأضاف: "من أهم هذه المجالات التعاون بين البلدين تحت مظلة أوبك+ الذي أسهم في استقرار أسواق الطاقة، خلال الفترة الماضية العصيبة في عام 2020م، التي تأثرت بتبعات جائحة كورونا، حيث أسهمت نتائج هذا التعاون في حماية منظومة الاقتصاد العالمي".

 

وتابع: "ناقشنا مستجدات القضايا الإقليمية والدولية، ونجدد التزامنا المشترك بمكافحة التطرف والإرهاب وحماية المدنيين والأعيان المدنية وذلك وفقًا للقانون الدولي والإنساني وقواعده العُرفية".

 

وأكد وزير الخارجية أن "محاولات الاستهداف الفاشلة لميناء رأس تنورة ومرافق شركة أرامكو بالظهران، لا تستهدف أمن المملكة ومقدراتها الاقتصادية فحسب، وإنما تستهدف عصب الاقتصاد العالمي وإمداداته البترولية، وكذلك أمن الطاقة العالمي".

 

وأشار بن فرحان إلى أن "السعودية ستتخذ الإجراءات اللازمة والرادعة لحماية مقدراتها ومكتسباتها الوطنية بما يحفظ أمن الطاقة العالمي، ويوقف مثل هذه الاعتداءات الإرهابية لضمان استقرار إمدادات الطاقة، وأمن الصادرات البترولية، وضمان حركة الملاحة البحرية والتجارة العالمية".

 

وجدد دعم السعودية للوصول إلى حل سياسي للأزمة في اليمن، موضحا أن "تنفيذ اتفاق الرياض وتشكيل الحكومة اليمنية الجديدة خطوة مهمة في فتح الطريق أمام حل سياسي متكامل للأزمة".

 

وشدد على دعم السعودية لجهود المبعوث الأممي للوصول إلى وقف شامل لإطلاق النار والبدء بعملية سياسية شاملة.

 

وقال: "إن السعودية تؤيد الجهود الدولية الرامية إلى ضمان عدم تطوير إيران للأسلحة النووية والصواريخ الباليستية، وذلك لجعل منطقة الخليج خالية من كافة أسلحة الدمار الشامل، ولاحترام استقلال وسيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، متطلعاً لمتابعة الحوار والتشاور مع الأصدقاء في روسيا حيال الأمن في المنطقة".

 

وثمن التحالف الاستراتيجي مع روسيا، مؤكداً في الوقت ذاته أن "التنسيق والتشاور والتعاون قائم بأعلى مستوياته بين البلدين الصديقين".

 

وفيما يخص الهجوم على المنشآت النفطية، قال الأمير فيصل: "شهدنا تنديداً واسعاً لهذا الهجوم وموقف قوي من المجتمع الدولي يوازي خطورة هذا الهجوم، ومثل هذه الهجمات تتطلب وقفة من المجتمع الدولي في مواجهة مسببيها".

 

وشدد على ضرورة أن "تتضافر الجهود أولا للوصول إلى وقف إطلاق النار في اليمن، وأهمها وقف استمرار تزويد إيران للحوثيين بالأسلحة المتطورة بما فيها الصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار المفخخة التي تستخدم في مثل هذه الهجمات".

 

وتابع: "كان لابد من تمديد حظر السلاح على إيران لأنها تستخدم ما تورده للمليشيات المختلفة في المنطقة لتحقيق أهدافها لإذكاء الصراعات وعدم الاستقرار، لذلك بالفعل يحتاج المجتمع الدولي أن يقف بقوة في وجه استمرار تدفق هذه القدرات للمليشيات في منطقتنا لأن هذا هو السبيل للاستقرار ومنع مثل هذه الأحداث".

 

وعن وقف العمليات في اليمن أضاف:" التحالف والمملكة العربية السعودية أوقفت عملياتها في اليمن منذ ما يزيد عن سنة بمبادرة من التحالف، أوقفت إطلاق النار من جانب واحد والعمليات القتالية الآن تقتصر على العمليات الدفاعية للدفاع عن الخطوط الأمامية والتصدي لمصادر التهديد من الصواريخ الباليستية والطائرات دون طيار".

 

ولفت إلى أن "السعودية لن تتردد بتاتا في حماية أمنها وحماية مواطنيها وستستمر في التصدي لهذه التحديات بكل فاعلية وبكل حزم وقوة مع ذلك تبقى أولويتنا الوصول لوقف شامل لإطلاق النار والتأخير في هذا الجانب يقع بكامله على الميليشيا الحوثية التي تمتنع حتى الآن عن التوافق على وقف إطلاق النار الذي يسعى لتحقيقه المبعوث الأممي".

 

ودعا المجتمع الدولي إلى "الاضطلاع بمسؤوليته ومضاعفة الضغط على هذه المليشيا لتنخرط في هذا المسار في وقف إطلاق نار شامل ومن ثم في مسار سياسي لأن هذا هو ما سينتج عنه وقف جميع أشكال الاقتتال في اليمن، وسينقل اليمن إلى مرحلة جديدة من الاستقرار والأمان".

 

وفي الشأن السوري أوضح الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله أن التسوية السورية تتطلب أن يكون الحل سياسياً من وجهة نظر المملكة وهو ما تحتاجه الأزمة السياسية، مشيراً إلى أن هذا يرجع بالأساس إلى الأطراف لهذه القضية، ويتطلب أن يقوم النظام السوري والمعارضة بالتوافق على حل سياسي.

 

وقال:" نتمنى أن تظفر الجهود القائمة، إلى حلول في هذا الاتجاه، وهذا البلد يستحق أن يعود إلى حضنه العربي، وأن يحظى بالاستقرار والسلام والأمن، وسوف ندعم أي جهود تخدم هذا التوجه".

 

وأكد على "أهمية استمرار دعم الجهود الرامية لحل الأزمة السورية، بما يكفل أمن الشعب السوري الشقيق ويحميه من المنظمات الإرهابية والميليشيات الطائفية التي تعطل الوصول إلى حلول حقيقية تخدم الشعب السوري الشقيق".

 

من جانبه أكد وزير الخارجية الروسي أن "الاجتماع تضمن محادثات مفصلة ومفيدة"، مشيراً إلى أن "العلاقات بين البلدين ذات طابع ودي ومتعدد الأوجه".

 

وقال:" لدينا تاريخ غني، وقد رحبنا بالدور التنسيقي المهم للجنة الحكومية الروسية السعودية المشتركة للتعاون التجاري والاقتصادي والعلمي، ولدينا وجهة نظر مشتركة من التعاون في مجال مكافحة انتشار عدوى فيروس كورونا المستجد بما في ذلك دراسة تنظيم المرحلة الثالثة من التجارب السريرية للقاح الروسي في السعودية وتوطين إنتاجه بالسعودية".

 

 

وأضاف:" لدينا وجهات نظر مشتركة على ضرورة تعزيز التعاون في سوق الهيدروكربونات العالمي، إضافة إلى وجود إمكانات كبيرة لتنفيذ مشاريع واعدة في مجالات مثل استكشاف الفضاء والطاقة النووية".

 

وأوضح أن بلاده "مهتمة بوحدة سوريا وسلامة أراضيها وحق السوريين في تقرير مستقبلهم بشكل مستقل على نحو منصوص عليه في قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، ونتائج مؤتمر الحوار الوطني السوري".

 

وتابع: "أطلعنا السعودية على الجهود التي تبذلها روسيا من أجل تسوية سياسية للنزاع والحفاظ على النظام وعودة اللاجئين والنازحين فضلاً عن ترميم البنية التحتية المدمرة".

 

وأعرب عن قلقه العميق إزاء ما يحدث في اليمن، مؤكدا أن "أكثر من ثلث السكان يحتاجون إلى مساعدة عاجلة نتيجة النزاع المسلح الدموي الذي استمر قرابة 6 سنوات"، مؤكداً الإجماع على "ضرورة عودة الجميع للمفاوضات وإنهاء الأزمة".

 

وفي الشأن الليبي أكد دعم بلاده لجهود الوساطة الدولية برعاية الأمم المتحدة لحل الأزمة في ليبيا بشكل عاجل وتشكيل هيئة ليبية دائمة للسلطات، معرباً عن أمله في أن تتمكن القيادة الانتقالية للبلاد من الانخراط الفوري في العمل وفي وقت قصير لتوحيد هياكل الدولة والمؤسسات المالية والاقتصادية.

 

كما عبر عن استعداد بلاده لحل القضية الفلسطينية في إطار التعاون مع جامعة الدول العربية وجميع الجهات المعنية.