في ذكرى الوحدة.. هل يتعلم اليمنيون الدرس من ألمانيا ؟
كان العام 1990 نهاية للعديد من الإنفصالات
في العديد من الأمم و الدول ، و نهاية الحرب الباردة بين القوتين العظمتين
الولايات المتحدة الأمريكية و روسيا " الإتحاد السوفيتي " سابقا ، و شهد
هذا العام إعادة وحدة كل من ألمانيا و اليمن ، و التي تحل علينا اليوم ذكري الوحدة
اليمنية بين الشمال و الجنوب ، ووحدة ألمانيا الغربية و ألمانيا الشرقية في نفس
العام ، و بعد 26 عاما من وحدة البلدين نري بأعيننا الفرق بين تطور الأمتين إلي
أين ذهبت ألمانيا الموحدة و إلي أين ذهبت اليمن الموحدة .
و كانت نقطة التحول و صعود ألمانيا الموحدة و
هبوط اليمن الموحدة في البدايات ، حيث شكلت عملية إعادة التوحيد عبئا ثقيلا
على الاقتصاد الألماني وأبطأ من نموها الاقتصادي في السنوات التالية ، وتقدر كلفة إعادة
التوحيد بما يزيد عن 1.5 ترليون يورو ، و تم إصدار
قوانين بعدم تمكين سكان ألمانيا الغربية من إمتلاك اي أراضي أو عقارات في ألمانيا
الشرقية و ذلك لإذابة الفوارق الطبقية التي كونتها سنين الحرب الباردة .
و من أهم القرارات التي إتخذت بعد توحيد
ألمانيا كانت تزويد البضائع والخدمات إلى ألمانيا الشرقية لخفض معدلات البطالة ، و خصخصة
الصناعات الخاسرة التي كانت تدعمها الحكومة الشرقية في السابق ، و في المقابل لم
تتخذ حكومة المخلوع "علي عبد الله صالح" و التي كانت في سده الحكم آنذاك
إي إجراءات لإذابة الفوارق الإجتماعية بين الشماليين و الجنوبيين ، و إعادة تأهيل
السكان و الإعمار خاصة بعد الحرب الأهلية التي خاضتها اليمن و قامت بتمزيق أوصال
إقتصادها .
و علي العكس قام المخلوع بالتآمر ضد الوحدة و
التعاون مع القوى القبلية والدينية في حزب التجمع اليمني للإصلاح ليكونوا ثقلا موازناً
للحزب الإشتراكي ، مما أدي إلي تزايد وتيرة
الإغتيالات وأعمال العنف ، تغاضى علي عبد الله صالح عن المجاهدين العائدين إلى اليمن وتحالف مع طارق
الفضلي لإن الفضلي كان الرجل الأمثل بالنسبة لصالح لإعادة القوى القبلية في جنوب اليمن
التي فرقها الإشتراكيين .
و الأن و بمناسبة إحياء ذكري الوحدة اليمنية
هل يتعلم اليمنيون من أخطاء الماضي و مشاركة قصص نهوض و نمو الأمم الأخري التي
كانت في نفس مستوي الأنهيار بنفس التوقيت أم نظل متنازعين و متحاربين .