اليمنيات في "يوم المرأة".. الكشف عن حصيلة الإرهاب الحوثي بحقهن

أخبار محلية

اليمن العربي

حل أمس اليوم العالمي للمرأة ( 8 مارس من كل عام) وآلاف النساء اليمنيات يتصدرن قوائم ضحايا نيران مليشيات الحوثي منذ 6 أعوام مضت.

 

وتعددت أشكال الانتهاكات الحوثية ضد المرأة، والتي تبدأ بالحرمان من حق العمل والحياة الكريمة إلى الاعتداء المباشر بالقتل والتعذيب والاختطاف والإخفاء القسري، وتجاوزت الخطوط الحمراء عقب توثيق حالات اغتصاب بحق سجينات في معتقلات الانقلابيين. 

 

وتزامنا مع اليوم العالمي للمرأة، كشف تقرير حديث صادر عن اللجنة الوطنية للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان المدعومة من الأمم المتحدة، سقوط أكثر من ألفي امرأة وطفلة ضحايا بنيران مليشيا الحوثي. 

 

واللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان، تأسست 2015 بقرار جمهوري وبدعم أممي وتتولى مسؤولية التحقيق في انتهاكات الحرب الدائرة في اليمن.

 

ووفقاً للتقرير، فوثقت اللجنة من مقتل وإصابة 2617 امرأة وطفلة خلال الفترة من 2015 وحتى نهاية 2020 إثر القصف العشوائي الذي استهدف الأحياء السكنية في عدد من المحافظات اليمنية.

 

وأوضح التقرير، الذي تم إطلاقه في العاصمة المؤقتة عدن، بحضور 30 منظمة معنية بحقوق الإنسان محلية ودولية، أن اللجنة انتهت من الرصد والتحقيق بمقتل 528 امرأة وإصابة 805، إضافة إلى مقتل 512 طفلة وإصابة 772 أخرى. 

 

وتصدرت محافظة تعز القائمة بعدد 678 امرأة ضحية، تلتها محافظات الحديدة والجوف والضالع.

 

وحسب اللجنة الوطنية، فقد انتهت من التحقيق في عدد 726 امرأة تعرضن للتهجير القسري من مناطقهن تحت السلاح والإكراه وهو الأمر الذي أدى لتعرضهن مع أطفالهن أثناء الخروج لأشكال مختلفة من المخاطر المرتبطة بانعدام الأمن. 

 

وذكر التقرير أنه تم التحقيق في سقوط 109 نساء نتيجة انفجار الألغام التي زرعتها المليشيات الحوثية بينها 40 قتيلة و69 إصاباتهن خطيرة سببت لأغلبهن إعاقات دائمة وتشوهات مختلفة وذلك في محافظات تعز والجوف والحديدة والبيضاء والضالع وعدن ولحج ومأرب وصعدة.

 

وأشار تقرير اللجنة الوطنية إلى سقوط 150 طفلة بسبب الألغام التي زرعتها مليشيا الحوثي المدعومة من إيران. 

 

ولفتت اللجنة الوطنية حول انتهاكات حقوق الإنسان ضد النساء أثناء فترة الحرب، إلى أنها تحققت في عدد 72 امرأة يمنية تعرضن للاعتقال التعسفي والإخفاء القسري بسبب نشاطهن الإنساني والسياسي أو ابتزاز لأسرهن كجزء من سياسة استخدام النساء في الحرب. 

 

وأوضحت أن أمانة العاصمة المختطفة صنعاء الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي الإرهابية، جاءت في المرتبة الأولى بعدد 31 حالة، مبينة أن المليشيا الحوثية تمارس الاعتقال والإخفاء والتعذيب وتحتجز أغلب النساء في فروع الأمن وأماكن احتجاز سرية أخرى بينما نسبة ضئيلة في السجون المركزية.

 

وكشفت أن مليشيا الحوثي أنشأت ملحقا سريا جوار السجن المركزي في أمانة العاصمة صنعاء لإخفاء النساء وتتواجد فيه حاليا 50 امرأة مخفية بحسب إفادات 4 من الضحايا الناجيات.

 

اللجنة، بحسب التقرير الصادر عنها، حققت في عدد 4 وقائع اغتصاب ضد النساء على خلفية نشاطهن ومواقف أسرهن السياسية والفكرية تصدرت القائمة أمانة العاصمة ومحافظة ذمار الواقعتين تحت سيطرة المليشيات الانقلابية المدعومة إيرانيا.

 

وسجلت اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان، وفاة 15 من النساء بسبب الحصار الذي يفرضه الحوثيون منذ سنوات على مديريات محافظة تعز وفترات طويلة على مديريات مختلفة في محافظتي الحديدة والضالع.

 

وأشارت إلى أن عمليات تفجير المنازل تأتي ضمن الانتهاكات الجسيمة التي ظهرت خلال الفترة من مارس 2015 وحتى اليوم، لافتة إلى أن المليشيات الحوثية المدعومة إيرانيا تسببت في تضرر منازل 515 من النساء في محافظات حجة وتعز والبيضاء والجوف وأب وصنعاء والضالع والتي تسببت في تشرد الكثير من النساء المدنيات وتحولهن إلى العراء وفقدانهن للحق في السكن والمأوى.

 

وأشادت اللجنة بنجاح المرأة اليمنية وتفوقها في قيادة المجتمع في مثل هذه الأوضاع الحرجة على الرغم من تعرض الآلاف للانتهاكات، إضافة لأشكال الإقصاء والتهميش القائمة على الجنس والنوع الاجتماعي. 

 

 شكوى حكومية

 

من جهتها، وجهت الحكومة اليمنية بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، نداء إلى هيئة الأمم المتحدة لشؤون المرأة حول ما تعانيه المرأة اليمنية من انتهاكات من قبل مليشيا الحوثي الانقلابية.

 

وقال وزير الخارجية وشؤون المغتربين اليمني الدكتور أحمد بن مبارك، في شكوى أرسلها للمديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة لشؤون المرأة، إن المرأة اليمنية تحملت وحدها مسؤولية تأمين الغذاء والماء والدواء لأبنائها في ظل سرقة مليشيا الحوثي للمساعدات الإنسانية وتوظيفها لخدمة آلة الحرب.

 

وأضاف أن "المرأة اليمنية تعاني بقسوة بسبب سلب الحوثيين لأولادها من المدارس وتجنيدهم بالقوة في الصفوف الأمامية ليكونوا وقودا لحربهم ضد أبناء الشعب اليمني".

 

وأشار إلى أن "اليمنيات في مناطق سيطرة الحوثيين يواجهن شتى أنواع الانتهاكات بما فيها مصادرة حقهن في التعبير عن الرأي والتظاهر، حيث زج الحوثيون بالمئات من النساء في سجونهم الخاصة ومارسوا في حقهن مختلف أنواع التعذيب والانتهاكات".

 

وأشار إلى أن تلك الانتهاكات أكدها تقرير فريق خبراء لجنة العقوبات بشأن اليمن الصادر في يناير الماضي، وقد أصدر مجلس الأمن قراراه رقم 2564 لسنة 2021 الذي أدرج أحد القيادات الحوثية المسؤولة عن تلك الممارسات إلى قائمة العقوبات.

 

 وطالب وزير الخارجية من هيئة المرأة تسليط الضوء على التحديات التي تواجه المرأة اليمنية في مناطق سيطرة المليشيات الحوثية والتضامن معها لحمايتها ونيل حقوقها التي كفلتها القوانين اليمنية والدولية.

 

كما لفت نظر المنظمات الدولية المهتمة بقضايا المرأة للمساعدة في التخفيف من تلك المعاناة التي تواجه النساء في مناطق سيطرة الانقلابيين الحوثيين المدعومين إيرانيا.