تقرير فرنسي: أردوغان مصمّم على شنّ هجوم شامل لإبادة أكراد العراق

عرب وعالم

اليمن العربي

أكد تقرير نشرته صحيفة ”لوموند“ الفرنسية الأحد أنّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يبدو أكثر تصميماً من أي وقت مضى على ضرب المقاتلين الأكراد لحزب العمال الكردستاني في العراق.

 

وقال التقرير ”من الواضح أن الرئيس أردوغان المنتشي بانتصاراته المتتالية في شمال شرق سوريا ثم في ليبيا وأخيراً في القوقاز يميل إلى الذهاب والضرب حتى العراق في التسلسل الهرمي العسكري والقواعد العملياتية لمقاتلي حزب العمال الكردستاني حيث أطلق الشهر الماضي المرحلة الثانية من عملية ”مخالب النمر“ في الأراضي العراقية وهي المرحلة الأولى من التدخل البري الذي أسفر بالفعل عن مقتل ثلاثة جنود عراقيين في آب / أغسطس 2020.“

 

ووفق التقرير ”تؤدي هذه المشاركة الجديدة من أنقرة إلى استقطاب المشهد المحلي والإقليمي وتنذر بأسوأ ما يمكن إذا تابع الرئيس التركي تهديداته بالتصعيد العسكري.“

 

وذكّر التقرير بأنّ حزب العمال الكردستاني بدأ حرب العصابات ضد تركيا في أقصى شمال شرق العراق في سلسلة جبال قنديل على الحدود الإيرانية كما أن لديه في الأراضي العراقية وعلى طول الحدود التركية سلسلة من المؤسسات التي تسمح له بالتنسيق مع المناطق السورية التي يسيطر عليها الفرع المحلي للحزب في إطار قوات الديمقراطيين السوريين (قسد).“

 

وكان حزب العمال الكردستاني في طليعة القتال في سوريا ضد ”داعش“ وأيضًا في كتلة سنجار العراقية حيث تمكن عناصره من إنقاذ وحماية الناجين الإيزيديين من هجمات التنظيم الإرهابي، واثار هذا النشاط استياء الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي كان مسؤولا عن الحكم الذاتي الكردي في شمال العراق من أربيل، لذلك يعتمد حزب العمال الكردستاني على التدخلات التركية لتحييد خصومه الأكراد من حزب العمال الكردستاني.“

 

وقال التقرير إنه ”في هذا السياق أعاد أردوغان إطلاق عملية ”مخالب النمر“ في 10 فبراير / شباط الماضي والتي قالت أنقرة إنها قضت على حوالي 50 من مقاتلي حزب العمال الكردستاني، وقتل ثلاثة جنود أتراك في المعارك التي تركزت في منطقة جارا الحدودية على بعد 150 كيلومترا شمال غربي أربيل كما قتل ثلاثة عشر رهينة تركية وجنودًا وشرطة وعملاء استخبارات اختطفهم حزب العمال الكردستاني في 2015-2016. واتهمت أنقرة المقاتلين الأكراد بقتلهم وزعم حزب العمال الكردستاني أنهم لقوا حتفهم في التفجيرات التركية“.

 

وأثار هذا الفشل الدموي لمحاولة الإفراج عن المعتقلين الأتراك جدلاً محتدمًا في تركيا حيث استخدم أيضًا كمبرر لحملة اعتقالات جديدة في الأوساط الكردية والموالية للأكراد، وأعلن أردوغان في 15 فبراير / شباط الماضي أنه ”اعتبارًا من اليوم لا مكان آمن للإرهابيين لا قنديل ولا سنجار ولا سوريا“.

 

ووفق التقرير ”يبدو أن جميع الظروف مهيأة الآن لأردوغان لتكثيف مشاركته العسكرية في العراق، كما أن ”مذبحة جارا“ تخلق مناخًا يفضي إلى هجوم يكون عقابيًا، ويبدو أن الولايات المتحدة بعد فترة من غض النظر عن حزب العمال الكردستاني ”الإرهابي“ المتميز عن قوات سوريا الديمقراطية، تسعى لتحقيق أهداف أنقرة. أما حزب العمال الكردستاني ، فيأمل أن يتخلص نهائياً من شبكات حزب العمال الكردستاني التي تقوض سلطته في كردستان العراق، بينما توصلت بغداد وأربيل إلى اتفاق يهدف إلى القضاء على وجود حزب العمال الكردستاني في منطقة سنجار الصخرية، وفي هذه المنطقة يمكن أن توسع أنقرة عملياتها حتى تحقق أخيرًا هدفها المتمثل في إقامة ”حزام أمني“ على حدودها الجنوبية خالٍ من وجود حزب العمال الكردستاني في الأراضي العراقية كما هو بالفعل في الأراضي السورية“.

 

وقد حذرت الحكومة العراقية من أي انتهاك لسيادتها الإقليمية لكن رئيس الوزراء العراقي الذي زار أنقرة في ديسمبر / كانون الأول الماضي يعلم أنه غير قادر على مقاومة طموحات أردوغان وبالتالي فإن جمهورية إيران الإسلامية هي التي صعدت إلى المقدمة للتنديد بالأهداف التركية حيث تدعم طهران بالفعل حزب العمال الكردستاني الذي يؤيد بدوره قمع الأكراد في إيران، وبالإضافة إلى ذلك فإن الميليشيات الموالية لإيران وهي دولة حقيقية داخل الدولة في العراق مرتبطة في سنجار بشبكات حزب العمال الكردستاني لعرقلة الحزب الديمقراطي الكردستاني هناك، بحسب التقرير.

 

ويمكن أن يؤدي هجوم تركي جديد في العراق الآن إلى أزمة كبيرة بين أنقرة وطهران بدعم من حزب العمال الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني على التوالي ما يزيد من استقطاب المشهد الكردي بين هذين الحزبين، وهكذا لن يظهر العراق كدولة مستقلة بقدر ما يظهر كمشهد المواجهة الإقليمية بين تركيا وإيران لكن من الطبيعي أن يفيد هذا التكوين المتضارب شبكات ”داعش“ التي سيكون صعود قوتها في سوريا بشكل أكثر وضوحًا في العراق.

 

ويخلص التقرير إلى القول إنه ”في مواجهة مثل هذه المخاطر يجب عمل كل شيء لتجنب تصعيد من هذا النوع لكن لا شيء يبدو أنه تم التعامل معه بجدية، لكن دعونا نأمل ألا يكون الوقت قد فات لتجنب الأسوأ حتى مع أصداء رسالة البابا فرانسيس للسلام في العراق“.