تقرير فرنسي: إيران ترفض يد بايدن الممدودة لتحقيق مكاسب نووية

عرب وعالم

اليمن العربي

اعتبر تقرير نشرته صحيفة ”لوبوان“ الفرنسية، الثلاثاء، أنّ طهران تبدي صدًا لليد الممدودة من قِبل إدارة جو بايدن بخصوص ملفها النووي، وبدأت بفرض ضغوطها على واشنطن للتفاوض على شروطها فيما يواصل برنامجها النووي التقدم.

 

ووفق التقرير، فقد شهدت محاولة التقارب التي بدأها جو بايدن مع إيران للتو  جمودًا خطيرًا، حيث رفضت إيران، الأحد، الاقتراح الأوروبي لعقد اجتماع غير رسمي يضم لأول مرة إيرانيًا وأمريكيًا حتى يعود الطرفان إلى احترام الاتفاق النووي الإيراني، معتبرة أن الوقت ليس“مناسبًا“.

 

وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة في بيان:“لم يطرأ أي تغيير على مواقف وسلوك الولايات المتحدة تجاه إيران“. وأبلغ البيت الأبيض بالقرار الإيراني معربًا عن استعداده ”للعمل بدبلوماسية كبيرة لتحقيق عودة متبادلة لاحترام الالتزامات“ الواردة في خطة العمل الشاملة المشتركة.

 

وأكد التقرير أن“هذا المنعطف الجديد في هذه القضية الشائكة يوحي بأن مفاوضات العودة المشتركة لإيران، والولايات المتحدة، للاتفاق النووي وهي أولوية أعلنتها إدارة بايدن في المنطقة، ستكون طويلة وخطيرة.

 

ويتساءل حمزة صفوي أستاذ العلوم السياسية وعضو المجلس العلمي بجامعة طهران خلال مقابلة مع الصحيفة الفرنسية:“لماذا تتفاوض إيران مع الولايات المتحدة للعودة إلى الاتفاق النووي بينما هي التي انسحبت منه من جانب واحد؟“ وأضاف:“إذا أرادت طهران التفاوض بشأن شروط عودة واشنطن إلى خطة العمل الشاملة المشتركة لكانت فعلت ذلك في ظل دونالد ترامب الذي عرض على إيران أكثر من ذلك بكثير“.

 

وانسحب الرئيس الأمريكي السابق، في مايو / أيار 2018، من الاتفاقية النووية الإيرانية التي حدَّت بشكل كبير من أنشطة إيران النووية، ومع ذلك احترمت من قبل طهران، بحجة أن الاتفاقية لم تعالج جميع القضايا التي أثارتها الجمهورية الإسلامية في المنطقة (الأنشطة ”المزعزعة للاستقرار“ وبرنامج الصواريخ الباليستية)، ومنذ ذلك الحين فرض دونالد ترامب ”ضغوطًا قصوى“ على إيران في صورة عدة جولات من العقوبات تمنع طهران من تصدير نفطها، وعزلها تمامًا عن النظام المالي الدولي.

 

ويشير حمزة صفوي إلى أن“الانسحاب الأمريكي من خطة العمل الشاملة المشتركة كلف إيران أكثر من 100 مليار دولار، بينما لم تخسر الولايات المتحدة شيئًا على الإطلاق، والآن الأمريكيون هم من وضعوا شروطًا لعودتهم“.

 

وباستثناء تحرر طهران بدورها من التزاماتها، اعتبارًا من مايو / أيار 2019، من خلال استئناف أنشطتها النووية الأكثر حساسية خطوة بخطوة، فقد تراكم لديها مخزون من اليورانيوم المخصب يبلغ 2967.8 كيلوغرام، وهو ما يتجاوز 14 مرة الحد المسموح به بموجب خطة العمل الشاملة المشتركة (202.8 كيلوغرام)، وأعادت تخصيب اليورانيوم إلى 20٪ في يناير، وهو حد أعلى بكثير من ذلك الذي حددته الاتفاقية (3.65٪) .

 

وفي فبراير/ شباط، ذهبت إيران إلى حد إنتاج معدن اليورانيوم رسميًا لتزويد مفاعلها البحثي بالوقود في طهران، ولكن يمكن استخدامه في تصنيع سلاح نووي. وتقول إيران إنها لا تبحث عن قنبلة نووية، وإنها ستعود إلى جميع التزاماتها بمجرد أن تعيد الولايات المتحدة، وهي الدولة الوحيدة التي غادرت الاتفاق رسميًا، النص، وترفع جميع الالتزامات.

 

و ينقل التقرير عن دبلوماسي، قوله إنه“فيما يتعلق بإيران الفكرة مع حلفائنا هي العمل قبل الانتخابات الرئاسية في إيران“، في إشارة إلى انتخابات حزيران / يونيو المقبل، والتي يُخشى أن تأتي بمحافظ إيراني أكثر تشددًا بشأن الطاقة النووية من حكومة حسن روحاني ”المعتدلة“ الحالية، ويضيف:“نقول لأنفسنا إنه من الأفضل دعم الأشخاص المنخرطين معنا على أمل التقدم بدلًا من السياسيين الذين يعارضوننا.“

 

وأضاف الدبلوماسي أن الهدف النهائي الذي تسعى إليه الولايات المتحدة هو عقد اتفاق شامل يشمل جميع القضايا المتعلقة بـ ”إمكانية القيام، بالتعاون مع حلفائنا، بإجراءات مؤقتة، وخطوات صغيرة يمكن أن تعيد الثقة“ مع إيران. ولخص الدبلوماسي:“خطة العمل الشاملة المشتركة لم تكن أبدًا الرد على سلوك إيران السيئ في المنطقة“.

 

لكن هذا الاحتمال مرفوض بشكل قاطع في طهران، ووفق الباحث حمزة صفوي فإنّ“هذه الأسئلة هي خطوط حمراء لن يتجاوزها الإيرانيون“، ويضيف:“لم تعد إيران تثق في الولايات المتحدة أو حتى في أوروبا، والشيء الوحيد الذي سمح لها بالبقاء هو نفوذها الإقليمي وصواريخها، خاصة أن طهران تشعر بأن جو بايدن ينتهج نفس سياسات دونالد ترامب ضدها“.

 

ويشير التقرير إلى أن الصد الإيراني لواشنطن في الوقت الحالي يأتي في سياق إقليمي متفجر، حيث لأول مرة منذ تنصيبه، دعا جو بايدن الجيش الأمريكي إلى ضرب مواقع الميليشيات العراقية الموالية لإيران في سوريا، وهي مهمة كانت حتى الآن حكرًا على إسرائيل.

 

وأوضح التقرير أنه من خلال اتخاذ قراره بالانتقام عسكريًا ضد هذه الميليشيات الشيعية فإن الرئيس الأمريكي“يبعث برسالة -لا لبس فيها- أنه سيعمل بموجبها على حماية الأمريكيين في الوقت والطريقة اللذين يختارهما“، مشيرًا إلى أن الميليشيات المسلحة التابعة لطهران (خارج العراق) تطلق الآن النار على جميع أهداف حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة لتعزيز موقف إيران في المفاوضات المستقبلية.