«جارديان»: عصابات المافيا شريكًا مؤثرا في حكومة أردوغان

عرب وعالم

اليمن العربي

قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية، إن عصابات المافيا التركية أصبحت فى الآونة الأخيرة "شريكًا مؤثرا" في حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان، في ظل ظهور مناخ جديد تتسامح فيه أنقرة مع الجرائم ومرتكبيها.

 

وأوضحت الصحيفة، أنه خلال السنوات القليلة الماضية، دخلت وكالة المخابرات التركية في شراكة مع عصابات المافيا لتنفيذ اغتيالات سياسية، لا سيما بعد إطلاق الحكومة العشرات من رجال المافيا خلال عفو كورونا العام الماضى، بينما تم تجاهل السجناء السياسيين.

 

وأضافت أن دولت بهجي، حليف أردوغان وزعيم حزب الحركة القومي والذي تربطه صداقة قوية بينه وبين أردوغان، هو سياسي متطرف وأصبح شريكًا مؤثرًا في الائتلاف الحاكم، كما أن علاء الدين تشاكيجي، زعيم المافيا الأكثر شهرة في تركيا، والذي أدين مرارا بتهم متعددة من الجريمة المنظمة إلى تهريب المخدرات، أصبح الآن جزءا من تركيبة حكومة التحالف الفعلية في تركيا، بعد إطلاق سراحه من السجن بعفو حكومي.

 

وتابعت الصحيفة إنه بعد عقود طويلة قضاها هؤلاء المجرمون في الاختباء أو السجن أو الابتعاد عن الأنظار، يقوم اللاعبون من هذا العصر بإعادة دخول جريئة إلى المجال العام، حيث أرسل تشاكيجي تهديدات بالقتل إلى زعيم حزب المعارضة الرئيسي أثناء قيامه بزيارات لشخصيات سياسية أخرى والتفاخر بأصدقائه في مناصب هامة على وسائل التواصل الاجتماعي.

 

كما ظهر في صورة على إنستجرام جنبًا إلى جنب مع وزير الداخلية السابق ومسؤولين كبار بالجيش في منتجع بودروم في أكتوبر الماضي، في صورة نشرها رجل أعمال ثري على صلة بحزب العدالة والتنمية الحاكم في أردوغان.

 

وبينت الصحيفة أن رموز المعارضة في تركيا معرضة للخطر في ظل وجود تزايد نفوذ رجال المافيا، الذين أصبحوا شركاء فاعلين في حكومة أردوغان، ويظهر ذلك في التهديدات التي يتلقاها السياسون والصحفيون المعارضون في وضح النهار، كان آخرها قيام مجموعة من الرجال المحسوبين على الحزب الحاكم بالهجوم على سياسي ومحامي بالعصي والبنادق في أنقرة الشهر الماضي، لانتقاده حزب الحركة القومية.

 

ونقلت الصحيفة عن ريان جينجيراس، الأستاذ في كلية الدراسات العليا البحرية في كاليفورنيا ومؤلف كتاب "الهيروين والجريمة المنظمة وصنع تركيا الحديثة"، قوله: "عودة ظهور رجال العصابات الواقعيين مثل تشاكيجي لا يمثل عودة المافيا بقدر ما يمثل الطريقة التي أصبح بها هؤلاء الرجال أصنامًا شعبية على اليمين التركي".

 

وأضاف: "في اعتقادي، ما تخبرنا به عودة هذه الشخصيات، هو أن هناك بيئة سياسية جديدة تتطور في تركيا - بيئة تم فيها تبرئة هؤلاء الرجال من جرائمهم الماضية، وأصبح من الواضح أن حزب العدالة والتنمية يتبنى موقف حزب الحركة القومية المتشدد أو على الأقل لا يضر بمشروعهم السياسي.".

 

وذكرت الصحيفة إنه على الرغم أن أردوغان يسعى لفرض الحكم الإسلامي، إلا أن أن إحياء اليمين التركي المتطرف الذي ظهر كقوة سياسية بارزة، أصبح من أهم الطرق التي تحولت بها التحالفات السياسية في تركيا في أعقاب محاولة الانقلاب في عام 2016.

 

وأضافت أنه بعد عزل معظم الشركاء السياسيين المحتملين الآخرين في العشرين عامًا الماضية، ومع استمرار شعبية حزب العدالة والتنمية في التراجع، لم يعد لدى أردوغان خيارات متاحة.

 

واختتمت الصحيفة تقريرها، قائلة "حزب العدالة والتنمية نفسه ليس غريبًا على الفساد والفضائح الإجرامية بعد أن أدى تزايد شهرة حزب الحركة القومية وأصدقائه إلى تساؤل البعض عما إذا كانت تركيا قد تتحول بعد إلى دولة مافيا "حسنة النية"