صحيفة تتحدث حول النهج الدبلوماسي الذي يتبعه بايدن تجاه إيران

عرب وعالم

اليمن العربي

نبهت صحيفة ”نيويوركر“ الأمريكية اليوم الأربعاء، من أن النهج الدبلوماسي الذي يتبعه الرئيس الجديد جو بايدن تجاه إيران على عكس النهج المتشدد لسلفه دونالد ترامب قد ينهار ويتحول إلى ”مأساة شكسبيرية“ في إشارة إلى النهايات المأساوية لكثير من الروايات والمسرحيات التي كتبها الشاعر الإنجليزي وليام شكسبير.

 

ولفتت الصحيفة، إلى أن إيران تمتلك الآن 12 ضعف كمية اليورانيوم المخصب التي يسمح بها الاتفاق النووي الموقع العام 2015، بسبب انتهاكها ذلك الاتفاق منذ قرار ترامب الانسحاب منه العام 2018، وإعادة فرض عقوبات على طهران بهدف التوصل إلى اتفاق أفضل.

ورأت الصحيفة، أن نطاق الضرر الدبلوماسي الأمريكي والتقدم العلمي الإيراني الذي تحقق في البرامج النووية خلال عهد ترامب بدأ يظهر بقوة الآن، ما جعل من عملية خفض التصعيد أمرا مروعا على الرغم من أن واشنطن وطهران تشتركان في هدف إحياء أول صفقة دبلوماسية كبرى بينهما منذ ثورة 1979 واحتجاز 52 رهينة أمريكيا.

 

وأعربت الصحيفة عن اعتقادها بأن إيران هي أقل حماسًا للعودة لاتفاق 2015؛ لأنها بموجب الاتفاق تخلت عن الكثير من مخزون اليورانيوم لديها، وثلثي أجهزة الطرد المركزي، ودمرت بعض المعدات، وحولت عددا من المنشآت النووية لأغراض أخرى، ووافقت على الحد من أنشطتها النووية المستقبلية مقابل رفع من عقوبات واشنطن والأمم المتحدة.

 

وأشارت إلى أنه بعد نحو عام، كان ترامب يجلس في البيت الأبيض وعازمًا على تدمير دبلوماسية الرئيس السابق باراك أوباما حتى يتمكن من انتزاع صفقة أكبر.

 

ولفتت الصحيفة، إلى أن العقوبات التي فرضها ترامب أثرت كثيرا على الاقتصاد الإيراني والشركات العالمية التي تتعامل مع طهران، مضيفا أن إيران تدعي أنها فقدت الوصول إلى مائتين وخمسين مليار دولار من العائدات منذ العام 2018.

 

واعتبرت الصحيفة في تقريرها، أن الوقت ليس في صالح إدارة بايدن؛ لإن إيران ستبدأ عطلة رأس السنة الفارسية الجديدة الطويلة خلال شهر، ثم تنتقل إلى الحملة الانتخابية الرئاسية المقرر إجراؤها في حزيران يونيو المقبل، والتي ستشهد تنحي الرئيس حسن روحاني.

 

وقال علي واعظ، مدير مشروع إيران في مجموعة الأزمات الدولية والمسؤول السابق للشؤون السياسية بالأمم المتحدة:“سيكون من السخف عدم العودة للاتفاق وروحاني لا يزال في السلطة… واعتقد أن الإدارة الأمريكية ستقوم بمغامرة كبيرة فيما يتعلق بمن يتولى منصب الرئيس في إيران؛ لأن الناس مهمون للغاية في الدبلوماسية“.

 

ونقلت الصحيفة عن مسؤول في البيت الأبيض قوله:“لدينا آلاف الأفكار حول كيفية المضي قدمًا، ولكن حتى توافق إيران على التحدث، فإن الأمر يشبه لعب الشطرنج مع أنفسنا… وحتى إذا قبلت إيران دعوة أوروبية، فإن الفجوة في كيفية الوصول إلى هدفهم المشترك تبدو بشكل متزايد وكأنها هاوية.. ربما يمكننا معالجتها وربما لا.“

 

بدوره رأى مايكل ماكول، العضو الجمهوري البارز في لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب أن بايدن ”يقدم بالفعل تنازلات لإعادة الدخول في ”صفقة إيرانية معيبة“.

 

وقال ماكول ”نحن بالفعل بحاجة لتأمين صفقة أفضل ضد جميع التهديدات الخبيثة التي تشكلها إيران.“

 

وختمت الصحيفة قائلة:“من المؤكد أن الضغط سيتصاعد أكثر في الفترة المقبلة… ومهما كانت نوايا واشنطن أو طهران، فإن الدبلوماسية لم تبدأ على ما يبدو بشكل جيد… والخطر بمرور الوقت هو أنها ستتحول إلى مأساة شكسبيرية.“