حزب اردوغان يستغل الإعلام التركى لتشويه المعارضة وتلميع صورة الديكتاتور

عرب وعالم

اليمن العربي

سلطت صحيفة أحوال تركية المعارضة الضوء على محاولات حزب العدالة والتنمية الحاكم فى تركيا استغلال إمكانات الدولة التركية لتلميع صورته وتشويه صورة المعارضة.

 

وأشارت الصحيفة إلى أن حزب العدالة والتنمية الحاكم تتوافر لديه إمكانات الدولة التركية، وبما في ذلك وسائل الإعلام التى يستخدمها في تلميع صورته وتشويه صورة المعارضة.

 

وأوضحت أنه استعداداً لانتخابات 2023 تشن أجهزة اعلام الحزب الحاكم حملة على المعارضة وتقوم بتضخيم ابسط مؤشرات الحراك، الذي تقوم به والتحالفات والاستعدادات التى تقوم بها.

 

وأكدت أن انشقاق محرّم إنجة عن حزب الشعب الجمهوري وقراره تأسيس حزب جديد كان حدثا مدويا من وجهة نظر أجهزة إعلام العدالة والتنمية.

 

ونقلت عن صحيفة  ديلي صباح قولها  في مقال للكاتب مليح التينوك أن المعارضة التركية، التي فشلت في مواجهة حزب العدالة والتنمية الحاكم، الذي فاز بجميع الانتخابات التي خاضها منذ 19 عامًا ، تلقت ضربة أخرى قبل انتخابات عام 2023.

 

استقال محرم إنجه، وهو شخصية رئيسية في حزب الشعب الجمهوري المعارض، لتشكيل حزب جديد.

 

حتى الآن استقال ثلاثة نواب من حزب الشعب الجمهوري للانضمام إلى حزب سياسي الجديد - لم يتم الكشف عن الاسم بعد. ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم أكثر في الأيام المقبلة.

 

ومع ذلك، فإن الأهم من الرقم في هذا النقاش هو النقد البنيوي الذي وجهه انجه إلى حزب الشعب الجمهوري وكتلة المعارضة. إن سعي المعارضة للتحالف داخل وخارج البلاد لانتخابات عام 2023 يخلق عدم ارتياح بين الجمهور.

 

الجملة التالية التي قالها إنجه في خطاب استقالته في وقت سابق من هذا الأسبوع، والتي جذبت اهتماما كبيرًدا من وسائل الإعلام، قد وضعت بإيجاز شديد تصور الناخبين الأتراك تجاه المعارضة: أنا أختلف مع أولئك الذين يقولون، "للأسف ان تركيا ساعدت أذربيجان." وأنا اختلف ايضا مع أولئك الذين يتوسلون من أجل الديمقراطية من الولايات المتحدة ، وأنا على خلاف مع أولئك الذين يقولون ، "ماذا نفعل في ليبيا؟"

 

إن انتقادات إنجه ضرورية لتسليط الضوء على عملية التحول المحتملة للمعارضة التركية في الفترة المقبلة، كل ذلك انشغلت به وسائل إعلام الحزب الحاكم.

 

وفي نظر ديلي صباح، هناك دروس يجب أن تتعلمها دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، اللتان تنحازان بشكل علني في الصراع على السلطة في تركيا.

 

وبالفعل، ينزعج الناخبون الأتراك من الدعم والتدخلات الخارجية ، بغض النظر عن الحزب الذي يصوتون له.

 

على سبيل المثال، فإن وعد الرئيس الأمريكي جو بايدن بأنهم سيدعمون المعارضة في تركيا خلال الحملة الانتخابية خيب أمل حتى الناخبين المعارضين، هذا من وجهة نظر اعلام اردوغان بينما يتم اخفاء الحقيقة الكاملة وهي حملة مقاضاة العديد من قيادات المعارضة والحملة الشرسة ضد حزب الشعوب الديموقراكي والتي لا تمت الى الديموقراطية التي يروج لها الحزب الحاكم في شيء.

 

علاوة على ذلك، فإن دعم البيت الأبيض والاتحاد الأوروبي للاحتجاجات التي قام بها طلاب الجامعة احتجاجا على تعيين رئيس الجامعة الجديد في جامعة بوغازيتشي، يُنظر إليه أيضا على أنه "تدخل في شؤوننا الداخلية".

 

يقول الكاتب مليح، أنا مندهش من أن الغرب، الذي اتخذ موقفا مشابها لتشكيل السياسة والحكومة التركية لسنوات عديدة، ما زال لا يفهم علم اجتماع الناخبين الأتراك. إنهم لا يفهمون أن هناك نزعة قوية مناهضة للإمبريالية في هذه الجغرافيا كما هو الحال في أمريكا اللاتينية.

 

تُظهر نتائج الانتخابات منذ تحول البلاد إلى الحياة الديمقراطية التعددية بوضوح أن المعيار الأول للشعب التركي عند اختيار الشخصيات السياسية التي ستقود البلاد هو "المحلة"، أي حيث يصوّت الحيّ السكني.

 

وينطبق هذا أيضا على ناخبي حزب الشعب الجمهوري، حيث تسبب إنجه في شقاق بتأكيده على الاستقلال.

 

يختتم الكاتب مليح مقاله بالقول، إن أكبر دعم يقدمه الغرب للمعارضة، يعزز صورة أردوغان المحلية والوطنية والمستقلة.

 

ليس خاف أن هذه الصورة المختلقة ما بين دعم المعارضة وبين تلميع صورة أردوغان يقدم صورة ديموقرطية مليئة بالتناقضات قائمة على تخوين المعارضة وإلصاقها بدعم الخارج في مقابل تلميع صورة أردوغان وحزبه