عراقيل الحوثي تفشل "جولة الأسرى".. ومطالبات بضغط دولي

أخبار محلية

اليمن العربي

لا يألوا تنظيم الحوثي جهدا في إطالة أمد الصراع باليمن عبر اختلاق عراقيل كان أحدثها فشل "جولة الأسرى" بعد نحو شهر من انطلاقها بالأردن.

 

ووضعت مليشيا الحوثي العديد من العراقيل لوأد الجولة الخامسة بشأن تبادل الأسرى والمختطفين وإيقاف معاناة الآلاف ممن تستغلهم كرهائن وأوراق ضمن مناورة متعددة السياسات.

 

وقال وفد الحكومة اليمنية في اتفاق الأسرى إنه رغم تقديم تنازلات عدة في سبيل إنجاح الملف الإنساني لكن وفد المليشيات الحوثية كان مصرا على إفشال المحادثات خصوصا عقب رفع اسم التنظيم من "القائمة الأمريكية السوداء" وإعلانه الحرب على مأرب.

 

وكشف رئيس الوفد الحكومي في ملف الأسرى، هادي هيج، وعضو الوفد، ماجد فضائل، في سلسلة تدوينات على "تويتر"، أن حالة الإصرار على إفشال هذه الجولة من قبل مليشيا الحوثي أخذت أشكالا متعددة منها المطالبة بأسماء مجهولة ورفض مناقشة مصير الصحفيين والأكاديميين وكبار السن والمرضى.

 

كما علقت مليشيا الحوثي المحادثات لمدة أسبوع واشترطت إعادة أحد قياداتها المتواجدة في إيران عبر طيران الأمم المتحدة إلى صنعاء.

 

وأشار المسؤولان إلى أن مليشيا الحوثي طالبت بإحضار ما يسمى بمحافظ البنك المركزي "المدعو هاشم المؤيد" وآخرين وقد اضطر مكتب المبعوث للتنسيق لاستقدامهم لغرض إعادتهم إلى صنعاء بعد أن كانوا في إيران، قبل أن ينقلب الانقلابيون على ما تم إحرازه منذ بدء جولة المحادثات.

 

وأوضح المسؤولان الحكوميان أن مليشيات الحوثي انقلبت على الاتفاق الموقع على قوائم مخرجات اجتماع عمّان في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي والتي حددت 1470 أسيرا ومعتقلا، نفذت منها المرحلة الأولى (أ) في أكتوبر الماضي وشملت 1065 أسيرا ومعتقلا.

 

كان من المقرر أن تبحث هذه الجولة تنفيذ المرحلة (ب) لاتفاق عمان وتشمل 301 أسير ومعتقل بما فيهم مسؤولون حكوميون، بالإضافة إلى نقاش مبدأ "الكل مقابل الكل" بموجب اتفاق ستوكهولم.

 

وبحسب وفد الحكومة فقد كانت "مؤشرات المحادثات في بدايتها جيدة" لكن عقب شطب اسم تنظيم الحوثي من على لائحة الإرهاب وهجوم مأرب تم رفض كافة القوائم المقدمة، ورد وفد الانقلابيين صراحة "ما دمنا سوف نحرر أسرانا بالحرب فلما التبادل معكم؟"، في رسالة تحد سافرة.

 

من جهته، قال وزير الإعلام والثقافة والسياحة، معمر الإرياني، إن إفشال مليشيا الحوثي المدعومة من إيران لجولة تبادل الأسرى والمختطفين، والتي كانت قد شهدت تقدما كبيرا قبل صدور قرار الخارجية الأمريكية بإلغاء تصنيفها "منظمة إرهابية" يعود إلى قراءة الانقلابيين أنه "ضوء أخضر لممارسة التصعيد السياسي والعسكري".

 

وطالب الوزير اليمني المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومبعوثها لليمن مارتن جريفيث بالضغط على مليشيا الحوثي للوفاء بالتزاماتها في اتفاق ستوكهولم وتبادل كافة الأسرى والمختطفين بموجب قاعدة "الكل مقابل الكل" لإنهاء معاناة آلاف الأسرى والمختطفين ولم شملهم بأسرهم.

 

ويعتبر فشل الجولة بمثابة ضربة قاصمة لمئات العائلات التي يعيش ذووها في سجون مليشيات الحوثي، إذ كان كثير من اليمنيين يأملون أن تتوج الجولة الجديدة إطلاق سراح "الكل مقابل الكل" لتكون بارقة أمل تمهد لتسوية حقيقة لإنهاء الحرب المستمرة منذ 6 أعوام.

 

وكانت مليشيا الحوثي بعد إفشالها لجولة الأسرى، ابتكرت إعلانا بشأن تنفيذ عملية أمنية وهمية شملت تحرير أسرى من سجون مدينة مأرب في مسعى لرفع معنويات أتباعها وتطمين ذوي وعائلات مسلحيها بامتلاكها طرق بديلة لتحرير الأسرى ممن سقطوا خلال الأيام الماضية في هجومها الانتحاري لاجتياح المحافظة النفطية.

 

وفي وقت سابق، أعرب المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، مارت جريفيث، عن خيبة أمل إثر انتهاء الجولة الـ5 "دون وصول الطرفين لاتفاق" يماثل عملية أكتوبر الماضي.

 

وقال بيان لمكتب جريفيث، إن الاجتماع الذي ترأسه بالتشارك مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر لم يحقق أي تقدم لكن الأطراف تعهدت الالتزام بنقاش مُحَدِدات عملية مستقبلية موسَّعة لإطلاق سراح المحتجزين.

 

وحث جريفيث الأطراف اليمنية لـ"تنفيذ ما اتفقا عليهما "وتوسيع نطاق الترتيبات لإطلاق سراح مزيد من المحتجزين في القريب العاجل، مشددا على إطلاق المرضى والجرحى وكبار السن والأطفال، والمدنيين بما فيهم النساء والصحفيون فوراً دون قيد أو شرط.