"جهاد التطهير".. شهادات صادمة لاغتصاب اليمنيات في سجون الحوثي

أخبار محلية

اليمن العربي

وثّق تقرير حقوقي انتهاكات وجرائم مروعة ارتكبتها ميليشيات الحوثي الإرهابية ضد النساء في اليمن خلال الثلاث سنوات الماضية.

 

ورصد التقرير، الصادر عن ثلاث منظمات حقوقية، السبت، 1181 حالة اعتقال ضد النساء في اليمن ارتكبتها ميليشيا الحوثي خلال الفترة من ديسمبر 2017 وحتى ديسمبر 2020.

 

وأشار التقرير، الصادر عن "تحالف نساء من أجل السلام في اليمن" و"تكتل 8 مارس من أجل نساء اليمن" و"المنظمة اليمنية لمكافحة الاتجار بالبشر"، إلى أنه تم توثيق 274 حالة إخفاء قسري، و292 حالة اعتقال بحق الناشطات والحقوقيات ونساء من قطاع التربية والتعليم، و246 حالة اعتقال لعاملات في المجال الإغاثي والإنساني، و71 حالة اغتصاب و4 حالات انتحار.

 

ولفت التقرير إلى توثيق عشرات الحالات لأطفال من الذكور والإناث تم احتجازهم مع أمهاتهم المعتقلات. وأكد التقرير أنه، وحتى الآن، تم الإفراج عن 321 معتقلة فقط، مضيفاً أن عدد المعتقلات تحت سن 18 بلغ أكثر من 293 حالة.

 

وذكر التقرير أن الانتهاكات بحق النساء تفاوتت بين القتل والتشويه والاحتجاز والاعتقال والاختطاف والتعذيب والعنف الجنسي، لافتاً إلى الاعتقالات بحق النساء اليمنيات وكذلك الأجنبيات العاملات في المجال الإنساني والإعلامي والحقوقي والناشطات السياسيات لاسيما في منطقة أمانة العاصمة صنعاء والمحافظات الخاضعة لسيطرة "الجماعة المسلحة"، حسب التقرير في إشارة إلى الحوثيين.

 

وأشار التقرير، إلى أن النساء المعتقلات تعرضت لكافة أنواع التعذيب الجسدي من ضرب بالعصي والأسلاك الكهربائية، وصفع، وإيقاف النفس بخنقهن، وإغراقهن بالماء، إضافة إلى التعذيب اللفظي من إهانة وتحقير وتعذيب نفسي، بهدف انتزاع اعترافات بتهم مختلقة.

 

وأوضح التقرير، أن فريق عمل التقرير اعتمد على وسائل عديدة للوصول إلى الضحايا بينها شهادة الناجيات من سجون الحوثيين وهن من ساهمن في كتابة التقرير، واللقاءات المباشرة مع أُسر الضحايا والشهود والاستماع لرواياتهم، وشهادات نساء تعرضن للتوقيف والإهانة والإيذاء النفسي والسلب عند نقاط التفتيش ومفارق الطرق، وغيرها من الوسائل الأخرى.

 

وأشار إلى أنه خلال المدة التي يغطيها التقرير تم رصد المئات من حالات الاعتقالات والاحتجازات بحق النساء اليمنيات وحتى الأجنبيات العاملات في المجال الإنساني والإعلامي والحقوقي، والناشطات السياسيات.

 

ولفت التقرير إلى أن أعلى نسب الانتهاكات والاعتداءات سجلت في مدينة "صنعاء" التي تصدرت قائمة المحافظات الخاضعة لسيطرة للمليشيات الإرهابية المدعومة إيرانيا.

 

وذكر التقرير أن مليشيات الحوثي قامت بتشكيل مليشيات نسائية غير نظامية تعرف بـ"الزينبيات" وهذه الميليشيا النسوية تختلف عن التشكيلات النسوية النظامية كالشرطة النسائية والمجندات من حيث طبيعة التنظيم ومرجعيته القانونية.

 

وتلك المليشيات لا تتبع أيّا من أجهزة الدولة النظامية، وإنما مجموعة من النسوة الذين تستقطبهم الجماعة عبر دوافع أيديولوجية بحيث تكون المشرفات من الصف الأول من النساء القياديات بالجماعة أو زوجات قيادييهم ومن ثم النزول في ترتيب القيادة بأن يكونوا من النساء المنتميات فكرياً ومذهبياً للجماعة وصولاً إلى النساء اللاتي يتم استقطابهن عبر استغلال حاجاتهن الاقتصادية والظروف المعيشية على أن يخضعوا لدروس ودورات مكثفة في فكر وأيديولوجية الجماعة.

 

وتروي إحدى الضحايا الناجيات أشار لها التقرير باسم "نسمة": "أخضعوني لمحاضرات ثقافية عن الخطر الأمريكي، وأحقية آل البيت والحوثيين تحديدًا بالولاية، وضرورة أن تجاهد المرأة بفرجها، وحثوني على الإذعان والخضوع للاغتصاب".

 

ويعد الاغتصاب سياسة ممنهجة لمليشيات الحوثي المدعومة إيرانيا لوضع عائلة المعتقلة كلها تحت الضغط النفسي المهين في مجتمع محافظ، مما حفز كثيرا من عائلات النساء المفرج عنهن الدفع بهن للسفر خارج البلاد.

 

شهادة "نسمة".. سجون الحوثي مقابر لنساء اليمن

 

ووثق التقرير المعنون بـ"معزولات عن العالم.. سجون الحوثي مقابر لنساء اليمن"، 71 حالة اغتصاب تعرضت لهن معتقلات ومختطفات، حيث عمل المشرف الحوثي الأمني على توزيع السجينات على قيادات المليشيات بينهم زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي.

 

وأشار التقرير إلى ممارسة مليشيات الحوثي "جهاد التطهير" وهو اغتصاب مبطن على نهج داعش، إذ يقوم الحوثي المنتسب للسلالة الهاشمية الذي يرون فيه تفوقا ونقاء عرقيا باغتصاب الضحية وفق نظرتهم أنه في هذه الحالة يمنحها سمة إيجابية أشبه بالتطهير.

 

ويربط التقرير بين مليشيات الحوثي وتنظيم داعش الإرهابي، في استخدام وسيلة الاغتصاب، إذ يعمد داعش إلى توجيه النساء بمحض إرادتهن لممارسة جهاد النكاح بعد غسل أدمغتهن، فيما السلالة الهاشمية الحوثية تمارسها بالإكراه مع صبغة دينية وعرقية.

 

ويتهم التقرير شبكة القيادي الحوثي "سلطان زابن" بممارسة هذه الجرائم الوحشية وهو قيادي يدير جهاز البحث الجنائي للانقلابيين وفرضت عليه الخزانة الأمريكية بجانب 4 قيادات أمنية آخرين إثر تورطهم بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان بينهم العنف الجنسي ضد النساء المختطفات من قبل الشبكة الأمنية لـ "زابن".

 

وتؤكد "نسمة محمد" أنها بعد أسبوع من المحاضرات، نُقلت إلى غرفة يتواجد فيها رجل يكنى بـ"أبو هاشم"، قام باغتصابها، ورغم بكاؤها وتوسلها له بعدم اغتصابها، إلا أنه كان يضربها ويواصل فعلته.

 

ولم تكن هذه الحادثة هي الوحيدة التي تعرضت لها نسمة، فبعد أسبوع أدخلت زنزانةً وهي مغمضة العينين، وتعرضت للاغتصاب دون أن تتعرف على هوية مغتصبها، عندها انهارت نسمة وحاولت الانتحار، غير أن الحوثيين أخذوها إلى غرفة أخرى وتم تصويرها واغتصابها من قبل شخصين في نفس اليوم، وفق ما أفادت به.

 

وظلت بعدها تُغتصب مرتين في اليوم، لمدة 13 يومًا وفي آخر أسبوع قبل الإفراج عنها كانت تشعر بوهن شديد وإعياء وآلام نفسية وجسدية؛ جراء الاغتصابات والتعذيب، ومع هذا كانوا يجبرونها على تنفيذ أعمال شاقة كغسل الحمامات تحت التصوير، وفق ما جاء في التقرير.

 

تقول نسمة: "في أحد الأيام أجبرني الحوثيون على البصم على أوراقٍ، وأخذوني إلى مكان مجهول، عرفت هناك أن والدي دفع فديةً للحوثيين مقدارها 3 ملايين ريال يمني، ليتم إخراجي".

 

نسمة الآن مع عائلتها في القاهرة، تتلقى علاجًا نفسيًا وجسديًا، جراء التعذيب والاغتصابات التي تعرضت لها، وما زالت أخريات معتقلات في سجون الحوثيين يعانينّ من انتهاكات لا حدود لها.

 

ودعا التقرير المجتمع الدولي إلى ممارسة الضغط على الحوثيين لإطلاق سراح النساء المعتقلات والمخفيات قسراً فوراً دون قيد أو شرط، ووقف كافة الانتهاكات التي يمارسونها بحق النساء.

 

كما دعا إلى إدراج ميليشيا الحوثي ضمن قائمة المنظمات الإرهابية لتورطها بارتكاب جرائم وانتهاكات جسيمة ضد النساء والأطفال.