تمثال أسد بذقن يثير الجدل في الجزائر.. ومصممه "يزأر اعتذارا"

منوعات

اليمن العربي

أشعل نصب تمثال غريب الشكل، لأسد، بإحدى الولايات الشرقية بالجزائر، مواقع التواصل الاجتماعي هناك.

 

وتداول الجزائريون عبر مواقع التواصل صورا لتمثال يفترض أنه لأسد بمنطقة "الشمرة" في ولاية باتنة شرقي البلاد، لكنه غريب الشكل، ظهر بـ"لحية طويلة" و"جسم طويل"، وقال المغردون إنه "شكل مشوه لحيوان الأسد".

 

وجاءت معظم منشورات وتعليقات الجزائريين ساخرة من شكل التمثال، واعتبر كثيرون بأنه جعل من "الأسد مسخرة الغابة بعد أن كان ملكها".

 

بينما اندهش آخرون من نصب تمثال لحيوان ليس موجودا بالجزائر إلا في حدائق الحيوانات، ويتم استيراده من دول أفريقية.

 

غير أن أبحاث علمية أشارت إلى أن ولاية باتنة كانت منذ مئات السنين موطناً له خلال القرن الـ19، وتم اصطياد آخر أسد في الجزائر سنة 1893، وكان يعرف بـ"الأسد الأطلسي" أو "الأسد الأمازيغي".

 

وتذكر الأبحاث أن انقراض الأسود بالجزائر يعود إلى "جريمة عثمانية" في حق حيوان الأسد، حيث كانت تشجع على اصطياده في الجزائر وتونس للاستفادة من جلده.

 

وانتشرت عبر منصات التواصل بالجزائر حملات سخرية من تمثال الأسد الملتحي الذي تم نصبه بمدينة باتنة، وانتشرت بعض الصور المفبركة الساخرة من مجسم التمثال بينها صور "سيلفي" لنجوم كرة القدم العالميين أمام التمثال بينهم نجم فريق برشلونة الإسباني ليونيل ميسي، وكريستيانو رونالدو نجم فريق يوفينتوس الإيطالي.

 

ووجد النجوم العرب مكاناً لهم أمام التمثال الغريب، وكان من بينهم النجم المصري أحمد السقا، وقال أحد المغردين بأنه "ظهور لأول سائح مبهور بالتمثال".

 

كل ذلك وسط تعليقات ساخرة بينها أن "هيبة الأسد غادرت الجزائر"، و"الأسد يهان في الجزائر"، فيما استغرب آخرون من شكله واعتبروه بأنه "مزيج من حيوانات في تمثال واحد، جمعت الأسد والجمل والبغل".

 

بينما نشر آخرون صورا لتماثيل الأسود في بعض دول العالم بينها في إيطاليا، داعين إلى تعلم النحت على أصوله قبل المجازفة.

 

ورأى آخرون بأن تمثالا بذلك الشكل يعد "إهانة لمنطقة تاريخية شهدت فيها اندلاع الثورة التحريرية ضد الاحتلال الفرنسي" ليلة الأول نوفمبر/تشرين الثاني 1954، ولها سجل حافل بالبطولات، معتبرين في السياق أنه كان لزاماً على السلطات المحلية "نصب تمثال لأحد أبطال أو شهداء المنطقة"، وليس حيواناً.

 

مصممه يعتذر ويوضح

 

حملات السخرية وضعت مصمم التمثال في وضع لا يحسد عليه، ما اضطره للخروج عن صمته عبر فيديو نشره عبر مواقع التواصل، وضح فيه سبب خروج التمثال بذلك الشكل.

 

عز الدين معيرف، هو اسم نحات التمثال، ظهر بأنه رسام في الأصل ولا علاقة له بالنحت وفق ما أقر به في فيديو.

 

الفنان مختص في الفن التشكيلي وخريج مدرسة الفنون الجميلة عام 1995، بل هو الفنان التشكيلي الوحيد بالمدينة التي يقطن بها "الشمرة"، وهو ما دفع السلطات المحلية لبلدية الشمرة "الاستنجاد به" لتصميم تمثال الأسد لوضعه في محور دوران وسط المدينة.

 

وجاء طلب أعضاء البلدية بناء على "خبرة" عزالدين في تزيين جداريات مدراس وأحياء المدينة، لكنه أقر في المقابل بأنه هو من اقترح عليهم تمثال أسد عوضاً عن مجسمات تقليدية.

 

الفنان التشكيلي عزالدين معيرف قدم اعتذاره للجزائريين ومن سكان مدينته، واعترف بأنه فشل في إنجاز تمثال يشبه حيوان الأسد، بعد 4 أشهر استغرقها في نحته وتصميمه.

 

والمثير أن ميزانية "الأسد الملتحي" كانت صادمة للكثيرين، إذ أفاد عزالدين في الفيديو بأنه تكلف نحو 16 مليون دينار أي ما يعادل نحو 2200 دولار أمريكي.

 

وشهدت الجزائر في الأعوام الأخيرة حوادث جدل مماثلة عن تماثيل أثارت السخرية والجدل، بينها تمثال لـ"كبش" بولاية الجلفة (جنوب) اعتبره سكان المدينة "غير أخلاقي" بعد أن "ظهرت بأعضاء تناسلية أكبر من وجهه".