سياسات أردوغان تدفع الأدمغة التركية إلى الهجرة

عرب وعالم

اليمن العربي

هاجر نحو 330 ألف من تركيا في 2019، وف لهيئة الإحصاء الرسمية، وذلك بعد 3 أعوام من محاولة الانقلاب في تركيا.

وقال الكاتب التركي جون لوبوك في "أحوال تركية" :"بعد احتجاجات منتزه غيزي في 2013، بدأ العديد من الشباب المتعلمين والتقدميين سياسياً في تركيا يتحدثون عن مغادرة البلاد، ومع محاولة الانقلاب في 2016، نظروا إلى رد الحكومة القمعية والسلطوية، وتطهير القطاع العام من المعارضين، وقرروا أن الفرص في قطاعات الأعمال أو الثقافة أو المؤسسات الأكاديمية أو الخيرية لم تكن مهيّأة لأمثالهم وللذين لا يدعمون الحكومة التركية".

وكشف لوبوك أنه أراد معرفة أسباب مغادرة تركيا، وطلب من البعض ملء استبيان لفهم أسباب هجرة الأدمغة في تركيا بشكل أفضل، وتلقى 129 رداً حتى الآن، وقال: "لن أتظاهر بأن هذه البيانات تشكل عينة تمثيلية من المنفيين في تركيا وأسباب مغادرتهم حقا، لكنها تعطي لمحة عن جزء من المجموعة الكبيرة من الأتراك الذين يعيشون في الخارج".

الجدير بالذكر أن 49.2 % من المستجوبين تراوحت أعمارهم بين 30 و40 عاماً، و67.2 % بين 25 و40 عاما.

ورأى 47 من أصل 129، أي 36 % أن قلة الفرص التعليمية سبب رئيسي للمغادرة، ذكر ما مجموعه 16 من 129، أو 12%، أنهم يغادرون لمتابعة درجة الماجستير أو الدكتوراه.

وقال 32 مشاركاً، أو 24 % أن الحكومة أو الرئيس أردوغان أو الضغوط السياسية بشكل عام، سبب رئيسي للمغادرة، بينما ذكر 28 مشاركا، أي 21 %، أسباباً اقتصادية، و18 مشاركاً، أو 14 %، أسباباً اجتماعية.

وقال الكاتب: "لا شك أن هجرة الأدمغة التركية تؤثّر على الاقتصاد والمجتمع في البلاد، ومن بعض النواحي، يعد هذا تكراراً مثيراً للاهتمام لما حدث في تركيا قبل قرن، عندما أدى العنف الطائفي واضطهاد الحكومة العثمانية، إلى مغادرة مئات آلاف المسيحيين، وتفاقم الأمر بسبب التبادلات السكانية التي تلت الحرب العالمية الأولى، عندما أدت هجرة اليونانيين الجماعية إلى انخفاض كبير في العمال المهرة ورجال الأعمال، ما أضعف التنمية الاقتصادية التركية في الستينات أو السبعينات".

وأشار إلى أنه لم يقتصر الأمر على تجفيف الاستثمار الأجنبي المباشر في تركيا، بل رأينا بعض رأس المال المملوك للأتراك يغادر البلاد أيضا، ما يزيد تفاقم عجز ميزان المدفوعات التركي ويقلل من قيمة الليرة التركية