أزمة البوسفور.. "فصام" النظام التركي أمام الانتقادات الدولية

عرب وعالم

اليمن العربي

لا يطيق النظام التركي، الذي لا يترك مكانا في العالم إلا ويدس أنفه فيه، أي انتقادات أو دعوات لوقف عنفه أو انتهاكاته.

 

فالنظام التركي الذي يتدخل عبر أذرعه ومليشياته في الدول، أو عبر دبلوماسييه الذين لا يتوانون عن كيل الاتهامات جزافا للدول، يتعامل بانفصام تام، ويرفض أن توجه له نصيحة أو حتى انتقاد، رغم انتهاكاته الواضحة للعيان التي تبث على الهواء أمام العالم.

 

وآخر هذه الانتهاكات ما ارتكبه في جامعة البوسفور، من اعتقال عشرات الطلاب والتنكيل بهم على مرأى ومسمع من العالم.

 

وأكدت وزارة الخارجية التركية، في بيان، ردا على أحداث جامعة البوسفور، أنه "لا يحق لأي جهة التدخل في شؤوننا الداخلية".

 

وضربت الخارجية التركية عرض الحائط بدعوات العالم لوقف العنف ضد الطلاب، مؤكدة أن قوات الأمن ستستمر في أداء ما وصفت بـ"واجباتها ومسؤولياتها"، وهو ما يعني استمرار القمع ضد الطلاب.

 

وكصدى صوت للنظام التركي، ربطت الخارجية في بيانها بين الطلاب ومنظمات إرهابية مزعومة، بقولها "إنه تم الكشف عن محاولات تسلل وتحريض على الأحداث من قبل أشخاص لهم ارتباط بمنظمة إرهابية".

 

ومنذ أسابيع تشهد جامعة "بوغاز إيتشي/البوسفور" بمدينة إسطنبول، احتجاجات ضد تعيين أردوغان، مليح بولو، رئيسًا جديدا لها، رغم أنه من خارجها، ما دفع مراقبين ومعارضين إلى الحديث عن خلفية سياسية لهذا التعيين الذي تم بنظام الوصاية.

 

واعتقلت السلطات التركية العشرات من المحتجين، بعدما استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي لتفريق المتظاهرين في حي كاديكوي، على الجانب الآسيوي من إسطنبول.

 

غير أن تلك الاحتجاجات أخذت بعدًا جديدًا، اعتبارًا من الجمعة الماضي، حيث تم اعتقال عدد من طلاب الجامعة؛ بسبب عرض صورة للكعبة في معرض أعده الطلاب، قال حقوقيون إن الطلاب وضعوها على الأرض فقط، فيما قال النظام إنهم وضعوا عليها علم قوس قزح، وهو رمز مرتبط بمجتمع المثليين، في خطوة ندد بها المسؤولون الأتراك بسرعة.

 

وشمل الاعتقال 5 طلاب، حيث وجهت لهم تهمة "الإهانة العلنية للقيم الدينية التي تؤمن بها شريحة من الشعب"، غير أنه تم الإفراج عن 3 والإبقاء على اثنين.

 

وتطورت الأحداث حيث قامت الشرطة بمداهمة حرم الجامعة، ليلًا، وأوقفت 159 طالبًا، فيما أفرجت صباحًا عن 98، بعد أن حاصر الطلاب مقر رئيس الجامعة، ولا تزال الاحتجاجات مستمرة.

 

واتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الطلاب المعارضين لتعيين رئيس جامعتهم من قبله، بـ"الإرهابيين".

 

وأضاف تعليقًا على تلك التطورات مخاطبًا الطلاب: "هؤلاء الشباب عناصر التنظيمات الإرهابية، لا يمكننا أن نعتبرهم شبابًا لهذه البلاد، حيث لا يملكون قيما وطنية بالمعنى الحقيقي".

 

وأردف أردوغان قائلا: "هذه البلاد لن يسيطر عليها الإرهابيون، لن نسمح بذلك مطلقًا، وهذا ما أريد من الجميع معرفته، ومستعدون لاتخاذ كل ما يلزم حتى لا تتكرر احتجاجات متنزه جيزي (عام 2013) مرة أخرى"