فوضى أردوغان.. المعارضة تطلب استقالة رئيس جامعة "البوسفور"

عرب وعالم

اليمن العربي

عاصفة احتجاجات تشهدها جامعة "البوسفور" التركية رفضا لوصاية يسعى أردوغان لفرضها عليها عبر تعيين رئيس لها بدل انتخابه.

 

ومنذ أسابيع، تشهد جامعة "بوغاز إيتشي/البوسفور" إحدى أعرق الجامعات بمدينة إسطنبول، احتجاجات ضد تعيين مليح بولو رئيسا جديدا لها، رغم أنه من خارجها، في خطوة أشعلت نيران الغضب بسبب الخلفية السياسية للتعيين.

 

وفجرت خطوة تعيينه من قبل الرئيس رجب طيب أردوغان غضبا داخل الجامعة، إذ اعتبر تدخلا في شؤونها، فهذه المرة الأولى منذ 1980، يجري فيها تعيين رئيس للجامعة من خارجها.

 

في سياق ردود الأفعال، طالب كمال قليجدار أوغلو، رئيس حزب الشعب الجمهوري أكبر أحزاب المعارضة التركية، رئيس الجامعة المعين بتقديم استقالته، محذرا من أن "التعنت سيؤدي لانتشار الفوضى".

 

وقال قليجدار أوغلو، في تصريحات إعلامية وفقا لـ "العين الإخبارية" في الصحف التركية: "يجب أن يقول هذا الأستاذ الجامعي (مليح بولو) إن لا أحد يقبل بي، ولأحافظ على كرامتي وأغادر من هنا وإلا ستكون هناك فوضى، ونحن لن نسمح بالفوضى".

 

وعلى نفس الشاكلة، طالب رئيس بلدية العاصمة أنقرة، منصور يافاش، المنتمي للشعب الجمهوري، رئيس الجامعة بتقديم استقالته من منصبه.

 

وخاطبه يافاش: “بحركة واحدة منك، يمكنك تقديم معروف كبير لبلدنا وشعبنا. بإمكانك الاستقالة من رئاسة الجامعة التي تم تعيينك بها وتقديم تضحية تاريخية لبلدنا”.

 

غير أن بولو رد بالقول إنه لا يفكر بالاستقالة أبدا، زاعما أن "ثقافة الاحتجاج التي اتخذها البعض ضده تعد تطرفًا إلى حد ما".

 

كما كان متوقعا، تعامل نظام أردوغان مع الاحتجاجات المشروعة على أنها نوع من التمرد، حيث جرى، اعتبارا من الجمعة الماضية، اعتقال عدد من طلاب الجامعة.

 

وشمل الاعتقال 5 طلاب، حيث وجهت لهم تهمة "الإهانة العلنية للقيم الدينية التي تؤمن بها شريحة من الشعب"، قبل أن يتم لاحقا الإفراج عن 3 والإبقاء على اثنين.

 

وتطورت الأحداث، الإثنين الماضي، حيث قامت الشرطة بمداهمة حرم الجامعة، ليلًا، وأوقفت 159 طالبًا، فيما أفرجت صباحًا عن 98، ولا تزال الاحتجاجات مستمرة.

 

وينتمي بولو إلى حزب العدالة والتنمية الحاكم، وخاض انتخابات برلمانية مرشحًا عن الحزب، لكنه فشل.

 

وفجرت خطوة تعيينه غضبا داخل الجامعة، كما رفض اتحاد طلاب الجامعة القرار الرئاسي الصادر بعيدًا عن إرادة الجامعة، ونشروا تغريدات حملت وسم "لا نريد رئيس جامعة بالوصاية".

 

وخلال الفترات السابقة، تم إسناد رئاسة جامعات إلى 12 شخصية مقربة من الحزب الحاكم، بينهم 7 نواب سابقين عن حزب أردوغان.

 

ويسعى أردوغان عبر رجاله للسيطرة على الحرم الجامعي الذي تختفي فيه حرية التعبير، ويشيع الرعب بداخله بين الطلاب وأعضاء هيئة التدريس، حيث يخشى الجميع صدور قرار بفصله إذا وصلت شكوى ضده بأنه يعارض الرئيس أو يتعاطف مع معارضيه