التصعيد الحوثي في مأرب.. ورقة إيرانية لابتزاز الأمم المتحدة

أخبار محلية

اليمن العربي

وسع الحوثيون من رقعة خط النار صوب مدينة مأرب، ضمن تصعيد جديد ممنهج تستغله إيران كورقة ضغط لابتزاز الأمم المتحدة.

 

وحاولت مليشيا الحوثي الانقلابية في هجوم بري انتحاري مؤخرا، الالتفاف على جبهات "صرواح" غربي المحافظة على الحدود مع صنعاء في مسعى لتعزيز مكاسبها الميدانية، عبر فتح جبهة حرب جديدة وشن هجوم صاروخي دموي على المدينة التي تحتضن نحو مليوني نازح شرقي البلاد.

 

كما أطلقت عدة طائرات بدون طيار باتجاه السعودية، تزامنا مع جولات مكوكية بدأها المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن جريفيث إلى طهران، وقد تستمر إلى الرياض لبحث مسودة سلام تركز على وقف إطلاق نار شامل وتدابير إنسانية تمهيدا لحل سياسي.

 

وعلى مدى أكثر من عام، ظلت مأرب محور ملتهب في أعقاب فتح الحوثيين عديد جبهات جنوبا في مديريتي ماهلية ورحبة وفي الشمال الغربي من مديريتي رغوان ومدغل، غير أن ذروة التصعيد انخفضت عقب تصنيف المليشيات الانقلابية منظمة إرهابية.

 

وبعد ساعات من إعلان واشنطن نيتها إلغاء قرار تصنيف الحوثي منظمة إرهابية لإفساح جهود السلام، استأنفت المليشيات الانقلابية تصعيدها العسكري على امتداد خطوط التماس شرقا في الحيضة والجدافر بالجوف، وشمالا وغربا بمحاذاة جبهة مدغل وجنوبا في جبهات مراد.

 

وقال مصدر عسكري، إن مليشيات الحوثي فتحت جبهة جديدة وهي "صرواح"، عبر مديرية "بني ضبيان" التابعة لصنعاء، في محاولة للتوغل نحو "سد مأرب"، كمعلم ذات قيمة تستثمره كورقة وازنة في أي مفاوضات مقبلة.

 

وتتحرك مليشيات الحوثي للسيطرة على جغرافية، مأرب لضمان حصولها على مورد مالي كبير يغذي خزينتها الحربية باعتبار المحافظة هي مصدر وحيد للغاز لكل مناطق اليمن، وتضم أهم محطات الطاقة الكهربائية الغازية وحقول نفطية تعد من أهم الموارد.

 

ولاقى الهجوم الأخير؛ تنديد حكومي وعربي وبريطاني وأمريكي وأوربي واسع، كونه يقوض بشكل خطير جهود الأمم المتحدة الراهنة.

 

ولم تخفض مليشيا الحوثي حدة الهجوم البري، إذ لازالت جبهة "المخدرة" غربا و"دحيضة" بالجوف تشهد أعنف المعارك، وقد أعلن ناطقها الرسمي محمد عبدالسلام في رد على المواقف الدولية مواصلة العمليات العسكرية في إشارة لرغبة إيرانية وراء ذلك تراهن على التصعيد الحوثي لابتزاز واسع النطاق للمجتمع الدولي.

 

وكانت مليشيات الحوثي أعلنت على لسان القيادي الإرهابي المتطرف محمد البخيتي المعين محافظا لذمار، انطلاق معركة السيطرة على مأرب كمعركة فاصلة يمثل اجتياحها انتصارا كبيرا، بحسب حديث مصور اثناء لقاء مشايخ قبليين وسط اليمن.

 

ومأرب هي المحافظة الوحيدة التي ظلت تحت سيطرة الحكومة المعترف بها دوليا شمالا ولم تسقط بيد مليشيات الحوثي، ويعد أي اختراق حوثي نقطة تحول بالفعل في مسار الحرب بالبلاد.

 

ورقة إيرانية

 

واعتبر السياسي اليمني، رشاد الصوفي، التصعيد العسكري للمليشيات الحوثية على جبهات مأرب أنه يأتي كنتيجة منطقية للموقف الأمريكي الجديد بإلغاء تصنيف المليشيات الحوثية منظمة إرهابية أجنبية.

 

وقال السياسي وهو قيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام اليمني، إن مليشيات الحوثي سوف تصعد في كل الجبهات للحصول على مكاسب ميدانية تمنحها رصيدا في مسار التسويات لاحقا حال نجحت واشنطن في جلب الحوثيين إلى طاولة المفاوضات.

 

وأشار السياسي اليمني إلى أن المليشيات الحوثية الإرهابية تتحدث اليوم، وكأنها ربحت المعركة وتحاول فرض شروط تعجيزية لأنها عمليا لا تملك قرار التفاوض أو القبول ولكن القرار إيراني بالدرجة الأولى وهو ما أكدته تصريحات وزير خارجية طهران عقب لقاء المبعوث الأممي لليمن في العاصمة الإيرانية.

 

العودة لنقطة الصفر

 

وقوبل التصعيد الحوثي الأخير على الأرض، باستنفار واسع لدى الجيش اليمني والحكومة المعترف بها دوليا والذي اعتبرته إعلان حرب يعيد الأوضاع إلى نقطة الصفر.

 

وقال رئيس الوزراء اليمني الدكتور معين عبدالملك، إن تصعيد مأرب يأتي بالتزامن مع الجهود الدولية لإيجاد حل سياسي، يعد دليلا جديدا أمام المجتمع الدولي للتأكيد على أن هذه المليشيات لا تؤمن بالسلام وماضية في تنفيذ أجندة إيران التخريبية في المنطقة.

 

بدوره، قال وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الأرياني، إن هذا التصعيد يعكس موقف مليشيا الحوثي من السلام ويؤكد استمرار المليشيا في التحرك كأداة لتنفيذ الأجندة الإيرانية وإفشال الجهود التي يبذلها الأشقاء والأصدقاء للتهدئة دون أي اكتراث بالمعاناة الإنسانية المتفاقمة ومصالح الشعب اليمني.

 

وعزا الوزير اليمني هجوم مليشيا الحوثي الخطير إلى الإشارة الخاطئة التي أرسلتها واشنطن بإلغاء تصنيف الحوثي منظمة إرهابية.

 

ودعت حكومة اليمن المجتمع الدولي والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، لاتخاذ موقف واضح من هذا التصعيد، ومراجعة المواقف الأخيرة لتصنيف مليشيا الحوثي ككيان إرهابي عالمي كسياسية لممارسة أقصى أنواع الضغط لإخضاعها للسلام.